خلوا بالكم من أعصابكم !!

> * لن أستجير من رمضاء "الزعل" بنار "الشك" لصاحبه الفيلسوف "ديكارت" .. يكفي أن نتعاطى مع كرة القدم على أنها لعبة "أخطاء" وجلَّ من لا يخطئ !.
* إذا سلمنا بهذه البديهية .. فللحكام كل العذر في قراراتهم التي لا تتماشى مع مزاج الواقع والطموح !.
* بدأت لعبة الهمز والغمز واللمز تجاه بعض الحكام الذين يديرون مباريات خليجي 22 بالرياض .. وأشعر أنها لعبة "موجهة" لكنها تبقى "محتشمة" ما دام الخطأ صادر من حكام "خواجات" عيونهم زرقاء .. استعنا بهم على قضاء حوائجنا متناسين أهل الدار وشقيقه الجار !.
* عمومًا حسنًا فعلنا عندما لم نستعن في هذه البطولة بتكنولوجيا خط المرمى .. ليس لأن العبد لله من "العربان" الذين يبغضون "الاستيلاب" العصري .. ولا لأنني ضد مبادئ "العصرنة" .. وأهداف "الأنسنة" .. ولكن لأن الكمال في كرة القدم ليس شيئًا حسنًا !.
* عندما يغيب "الخطأ" مهما خف وزنه وغلا ثمنه عن مباريات الكرة تفقد اللعبة إثارتها الحقيقية .. وتختفي معها بوادر "الجدل" حول صحة الخطأ من عدمه، وإذا خفت بريق "النقاش" .. وقل منسوب "الجدل" ستتحول المباريات إلى مسودة بآلية .. وآلة يغيب عنها الروح !.
* ليس في صالح اللعبة أن يقل عدد المهمومين بالشأن الكروي .. ولا من صالحها أن تتوارى خلف "ضباب" التكنولوجيا .. فما دامت اللعبة .. لعبة بشر .. فالأخطاء جزء منها .. ولا يمكن تجاوزها بأية حال من الأحوال !.
* لا أتصور أن العراقيين صبوا جام غضبهم على الحكم الذي حرمهم من ضربة جزاء أمام الكويت .. وأظنهم أخذوا فقط على خاطرهم من قرار الحكم الذي رأى اللعبة غير متعمدة .. لكن والحق يقال .. لم يقل العراقيون أن الحكم كان يتربص بهم .. وأنه هو من كان "البوصلة" التي نقلت "العراق" من خانة التعادل إلى خانة "الخسارة" المتعمدة !.
* حتى اليمنيون عاتبوا الحكم الذي أدار مواجهتهم مع "البحرين" .. عتاب المحبين المؤمنين بأن كرة القدم لعبة أخطاء .. ما دام من يقودها "بني آدم" من لحم ودم .. وليس تمثالاً مصنوعًا من الحجارة الفرعونية !.
* الجدل الذي تخلفه قرارات الحكام "صائبة كانت أم خاطئة" هو من يصنع الإثارة في المقاهي .. وفي المنتديات .. وحتى في المنازل والمدارس .. وعندما يحتدم النقاش تتعدد الأحكام الصادرة بحق الحكام !.
* الذي يفهم أسرار اللعبة يتقبل "الخطأ" برحابة صدر .. ويراه قضاء وقدر .. طالما وأن كرة القدم "فلسفة" من الطراز الذي يعشق الضجيج والاختلاف في الآراء ووجهات النظر !.
* أما الرجل المتعصب العابس المتجهم الوجه فهو يرى الخطأ جريمة في حق فريقه .. وإن كان "الخطأ" لصالح فريقه فإنه يهلل ويتحول إلى فيلسوف وهو يدافع عن "الحكم" مستنجدًا بما تيسر من أقوال خالدة للحكيم الصيني "كنفوشيوس" الذي قال: "أشعل شمعة ولا تلعن الظلام" !.
* قصر الكلام .. علينا أن نتعامل مع "أخطاء" الحكام على أنها "حسن نوايا" مهما كان ثقلها أو مدى تأثيرها على نتيجة المباراة .. وقبل هذا وذاك علينا أن نسلم بأن الحكم كائن من لحم ودم .. وأن القرار يتخذه في جزء من الثانية .. ففي الوقت الذي نشاهد فيه الخطأ عشرات المرات ومن مختلف الزوايا وبالعرض البطيء .. يكون الحكم على مرمى جزء من الثانية .. ولا بد من اتخاذ القرار مهما كان مستوى ردود الأفعال !.
* ومع ذلك لا يجب أن يستسلم الحكام لحكاية "لعبة الأخطاء" .. فهناك وسائل مساعدة تفرمل قليلاً من قراراته غير السوية .. منها التسلح بعيني زرقاء اليمامة .. وسرعة "الفهد" .. ورشاقة غزال أفلت من بندقية صياده .. وقبل هذا وذاك على الحكام أن يذاكروا دروسهم جيدًا .. ويواكبوا سرعة لعبة كرة القدم .. أما إذا صدمتهم الحضارة .. فعليهم الجلوس في بيوتهم .. أو المداومة على زيارة المطاعم السعودية بحثًا عن "الكبسة" و"المندي" وكلها وسائل تقود إلى الترهل المارادوني الصادم !.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى