شعب يستلهم الأمل من الألم ويصنع من مسببات التشردم توحده.. الجنوبيون.. تصالح وتسامح أغلق باب الماضي وفتح آفاق المستقبل

> عدن «الأيام» غازي النقيب

> جسد أبناء الجنوب أمس الثلاثاء قيم وروح التصالح والتسامح بفعاليات جماهيرية حاشدة شهدتها مدينة عدن بمشاركة الالاف من الجنوبيين.
الفعالية التي أقيمت في ساحة العروض بخورمكسر تنوعت ما بين الفعاليات الكرنفالية والخطابات والبيانات السياسية والفقرات الفنية والثقافية، التي أجمعت في مضمونها على وحدة صف شعب الجنوب ووحدانية هدف ثورتهم المتمثل بفك الارتباط عن الشمال واستعادة الدولة الجنوبية.
«الأيام» كانت حاضرة ورصدت أراء مشاركين في الفعالية، ومنهم الاخ فضل محمد ناجي، عضو اللجنة التنفيذية مدير مكتب رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر، والذي تحدث قائلا: “تسامحنا تصالحنا نحن جنوبيين في الساحة.. ذاك هو لسان حال الجنوبيين الذين رسموا بفعالية التصالح والتسامح بذكراها التاسعة اعظم لوحة جنوبية عربية تؤكد للعالم بأن شعب الجنوب الأبي قد تصالح وتسامح ليؤسس لوطن جديد قادم بإذن الله ثم بنضال شعبنا الذي يفترش الأرض عاقدا العزم والأصرار على الهدف الذي خرج من اجله، وهو التحرير والاستقلال وبناء دولة الجنوب العربي كاملة السيادة على التراب الوطني”.

وأضاف: “ندعو الجميع لتعزيز التصالح والتسامح قولا وفعلا على أرض الواقع”.
**غالب: فعل سياسي بامتياز**
أما القيادي بالحراك الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي فقد عبر عن سعادته بالحضور الكبير للمشاركين من كل مناطق الجنوب وأثنى بالشكر على جمعية ردفان الخيرية التي من خلالها تمت الانطلاقة الاولى للتصالح والتسامح.
وقال الشعيبي: “هذا العمل يعتبر فعلا سياسيا بامتياز عبر عن عظمة شعب الجنوب الذي استطاع أن يحول هذا اليوم المأساوي إلى مناسبة عظيمة يعتز بها ووجهت صفعه سياسية لنظام صنعاء”.

وأضاف: “كان ذلك اللقاء التاريخي والبيان السياسي الصادر عن جمعية ردفان بمثابة جواز سفر وتأشيرة دخول آمن لابناء الجنوب لصياغة تاريخهم الجديد والمعاصر ولم يتمالك حينها نظام صنعاء نفسه سياسيا عبر عناصره ومؤسساته ومطبخه الاعلامي واستشاط غضبا وقام باغلاق جمعية ردفان وترهيب وملاحقة ومحاكمة قيادتها الشرفاء، ومثل أساسا لاستقرار أبناء الجنوب وتم اعلان حملات التضامن في عموم الجنوب”.
واختتم الشعيبي تصريحه بالقول: “عليكم يا ابناء الجنوب الاحرار توخي الحيطة والحذر فهناك من يقوم بزرع الفتن بين ابناء الجنوب لكي يكونوا متناثرين وغير متوحدين، وأدعو أبناء الجنوب لحضور مراسم تشييع الشهيد حزام فهمي يوم الخميس (غدا) في محافظة الضالع”.
**الطهري: شعب الجنوب أكد للعالم توحده**
عبدالعزيز الطُهري
عبدالعزيز الطُهري

القيادي عبدالعزيز الطُهري، عضو هيئة رئاسة المجلس الاعلى للحراك، تحدث بدوره قائلا: “في هذا اليوم، يوم التصالح والتسامح أكد شعب الجنوب للعالم أجمع واحدية صفه وأن قضيتنا واحدة”.
وأضاف الطهري: “نحن نرسم اليوم اعظم لوحة تصالحية، وندعو جميع المكونات للعمل السياسي الموحد من اجل تحقيق الهدف الذي خرج من اجله شعبنا في الجنوب والمتمثل في التحرير والاستقلال، ونطالب المجتمع الدولي ومجلس التعاون الخليجي بالعمل العاجل على انقاذ شعبنا الجنوبي الذي يتعرض لابشع الجرائم”.
**الشيخ البرطي: ثورة معززة بتسامح أبنائها ستنتصر**
الشيخ علي محمد
الشيخ علي محمد

أما الشيخ علي محمد محسن البرطي، شيخ منطقة الحقل بمديرية جحاف بالضالع، فتحدث عن هذه المناسبة بقوله: “جئنا من أعلى قمة في الجنوب وهي مديرية جحاف لنشارك جماهير الجنوب تصالحهم وتسامحهم الذي ازعج سلطات صنعاء وجعلتها تغلق مقر انطلاقتها (جمعية ردفان الخيرية) في العام 2006م وقامت باعتقال قيادتها ولكن شعب الجنوب خرج في ثورته المدعومة بتصالحه وتسامحه ولن يتراجع حتى ينال استقلاله”.
وأضاف الشيخ البرطي: “نحيي ابناء الجنوب من مختلف مكوناتهم ومن رجال ونساء واطفال، الذين وصلوا الى هذه الساحة ليعبروا عن فرحتهم بهذه المناسبة ونطالب القيادة بان تتوحد وان يكون هدفها هو التحرير والاستقلال”.
**بن لغبر: دعوة للمراجعة**
الاعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر تحدث قائلا: “التصالح والتسامح قيمة انسانية عظمى وقد استطاع شعب الجنوب تجسيدها بكل قوة وانا اعتبرها اكبر انتصار لهذا الشعب في العصر الحديث، كما اعتبرها الاساس المتين والقوي للثورة الجنوبية السلمية، وفي هذه المناسبة التي يحييها شعب الجنوب اليوم (أمس) رغم المعوقات - التي اصبحت تسمى المكونات - ادعو القيادات المناضلة في هذه المكونات الى مراجعة مسيرتها وإيجاد حل لهذه المكونات التي اصبحت عبئا كبيرا على شعب الجنوب”.

**بن شجاع: سلام لـ«الأيام»
الشاعر الجنوبي محمد بن شجاع بادر صحيفة «الأيام» بأبيات شعرية قال فيها:
سلام لـ«الأيام» فيه كل احترام
تعزف على أنغام حرية الشعوب
خطوة بخطوة نحو تنفيذ المهام
لما نحرر أرضنا أرض الجنوب
صار التسامح والتصالح والوئام
مبدأ أساسي بالمشاعر والقلوب
يبقى شعار الشعب هذا عالدوام
في طي صفحات المآسي والحروب
**الناشطة انتصار: شعب يطلب الحرية**
انتصار
انتصار

أما الناشطة الجنوبية انتصار الجنوب فقد تحدثت عن عظمة هذه المناسبة، وقالت: “هذا الشعب أتى من كل مكان رغم شحة الامكانيات ليقول للعالم نحن شعب يريد الحرية ولا يعيش تحت وطأة الاحتلال ولا يريد الاذلال، فشعب الجنوب عزم على السير نحو التحرير والاستقلال، ونطالب كافة المكونات الجنوبية نبذ أي خلافات تعرقل تحقيق هدف الثورة الجنوبية الذي سقط من اجله الكثير من الشهداء والجرحى والمعتقلين.. وجل الشكر والتقدير للمنبر الجنوبي صحيفة “الأيام” الغراء على مواقفها مع شعب الجنوب”.
الناشطة دلال
الناشطة دلال

أما رئيسة العلاقات العامة في قطاع المرأة الجنوبية الناشطة دلال الميوني فقالت: “يوم التصالح والتسامح يوم عظيم ورسالة نقول فيها لسلطات صنعاء لا تستطيعوا ان تكسروا إرادة هذا الشعب، والرسالة الثانية هي لدول العالم اجمع نقول لهم هذه عظمة شعب الجنوب، والرسالة الاخيرة للقيادات الجنوبية في الداخل والخارج عليهم أن يجسدوا روح التصالح والتسامح على أرض الواقع”.
**الناشطة ثريا: الجنوب يمضي للأمام** [img]torya.jpg[/img]
من جانبها قالت الشاعرة والناشطة المستقلة ثريا البيحاني: “لقد اتينا من جميع مناطق الجنوب إلى هذه الساحة تأكيدا للعالم بأننا تصالحنا وتسامحنا ودفنا الماضي البغيض إلى الابد، فهذا اليوم يعني لنا الكثير ويجسد حقيقة أننا متوحدون ولا يوجد بيننا من يعيد الماضي فعجلة الجنوب تمضي إلى الامام، وأننا سوف نفي بما ضحى من اجله شهداء الجنوب الابرار وقريبا ياتي اليوم الذي تشرق فيه شمس الحرية والاستقلال”.
**الردفاني: الجنوبيون على عهد شهدائهم**
المهندس ابو باعوم
المهندس ابو باعوم

المهندس ابو باعوم الردفاني، نائب رئيس اللجنة الأمنية بساحة الاعتصام الجنوبي بعدن، قال: “سطر أبناء الجنوب بمناسبة احياء الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح اروع الملاحم وأكد أن دم الجنوبي على الجنوبي حرام، وبالتصالح والتسامح دفننا الماضي ولن يعود، وبالتصالح والتسامح وجهنا ضربة قاضية لاعداء الجنوب، ونعاهد الشهداء الابرار والجرحى والمعتقلين اننا على دربهم سائرون وانها لثورة حتى النصر”.
**بيان فعالية التصالح والتسامح**

وصدر عن فعالية الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي بيان سياسي، جاء فيه:
“قال تعالى “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.
يا شعب الجنوب الأبي، أيها المرابطون في ساحتي الاعتصام في العاصمة عدن وفي مدينة المكلا وكل ساحات الثورة الشعبية الجنوبية السلمية التحررية، أيها الثوار المتلحفون سماء وطنكم الغالي والمفترشون تراب أرضكم المحتلة لتبرهنوا للمحتل والعالم اجمع ارتباطكم التاريخي المصيري بأرضكم وثباتكم الواعي والهادف خلف الحق الوطني الجنوبي الشرعي والعادل المتمثل بالتحرير والاستقلال من الاحتلال اليمني البغيض وإعادة بناء دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة بحدود جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المعترف بها دوليا.. نعم انه ثبات شعب مكافح يرفد كل يوم بالدم الجنوبي الطاهر ويوقد الارادة الجمعية بالعزم والاصرار على مواصلة السير في طريق النصر الذي اشراقته تلوح في الافق على الجنوب الثائر قريبا باذن الله تعالى، حيث أن تآكل سلطة الاحتلال وانهيارها المفضي الى فوضى سياسية وامنية عارمة في ظل تعدد اطراف الصراع ومظاهره واشكاله وتزايد وتفاقم صور العنف والعنف المضاد انما هو صراع سياسي بين الاطراف المتنازعة، وإن ذلك الوضع ينذر بالخطر على السلم والأمن الدوليين.
وإن ذلك يستدعي من المجتمع الدولي والأقليمي بشكل عام ودول الجوار بشكل خاص القيام بواجبها الانساني والاخلاقي تجاه شعب الجنوب لتحرير أرضه واستعادة سيادته على كامل ترابه الوطني وبناء دولته الحرة المستقلة التي ستكون عنصرا هاما من عناصر أمن واستقرار المنطقة.
وها هو شعب الجنوب الثائر يحيي الذكرى التاسعه للتصالح والتسامح الجنوبي التي انطلق في مثل هذا اليوم من عام 2006م كعملية واعية وصادقة اوجدها شعب الجنوب متبعا في ذلك القيم الدينية والانسانية العليا ليجسد بها وحدة ارادته بوحدة مأساته غير المسبوقة وذلك لهدف استنهاض الارادة الشعبية الجنوبية للتحرر من الاحتلال اليمني الذي بسط نفوذه على أرض الجنوب منذ 1994/7/7م فضلا عن الاستفادة من دروس الماضي وعبره وعدم تكرار أخطاء الماضي في مرحلتي الثورة والدولة، لقد تجاوز شعب الجنوب بتصالحه وتسامحه كل الصراعات التي يراهن عليها نظام الاحتلال اليمني صانعا بذلك نصرا حقيقيا في تاريخ الجنوب تمثل بالحفاظ على اللحمة الوطنية والاجتماعية الجنوبية.
أيها الثوار الأحرار داخل الوطن المحتل وفي الشتات إن احتفاء شعبنا بذكرى تصالحه وتسامحة التاسعة وفي هذه الظروف وأحداثها المتسارعه إنما يؤكد التزامة بالأبعاد السياسية والثقافية للعملية التصالحية في مرحلة الثورة التحررية وفيما بعدها والتي أبرزها يتمثل في التحرر الجماعي الواعي من مجمل آثار صراعات الماضي السياسية، وعدم تكرار أخطاء الماضي في حاضر الثورة وفي المستقبل وتمسك شعب الجنوب بهويته المستقلة (هوية الجنوب العربي) وتميزه الثقافي والكفاحي.

إن المرحلة الراهنة تستدعي من كل القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال العمل الجاد والمسؤول لتوحيد الإرادة والقيادة بهدف وأسس وثوابت واضحة وفي السياق ذاته وانطلاقا من هذه الارادة الشعبية الجنوبية.
وبشأن أعتصامي عدن والمكلا نحيي باجلال واكبار صمودكم الملحمي في الساحات ولا يفوتنا بهذه المناسبة أن نشيد بكل مفردات الشكر والامتنان لكل من صمد ورابط في ساحات الاعتصام، ولشباب الجنوب المناضلين وللجنة الشهيد القائد المهندس خالد الجنيدي (رحمه الله) للتصعيد الثوري الميداني، التي أخذت على عاتقها مهمة نضالية عظيمة في ظل أخطر المراحل التي تمر بها ثورة شعب الجنوب والتحية لكل من ساهم في تمويل الاعتصامين في ساحتي العروض و(القرار قرارنا) من أبناء شعبنا الكرام في الداخل والخارج”.
**المجلس الوطني يوجه رسائل**
كما صدر بيان سياسي عن المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب، جاء فيه:
“يا أبناء شعبنا الجنوبي العربي المكافح.. انكم اليوم تقفون بثبات وصمود تصنعون النصر، وتنتظرون الفجر الذي أصبح غير بعيد، بعد ظلام طال وكان اشد حلكة في الأيام الأخيرة، فها أنت أيها الشعب الجنوبي العربي المسلم، تثبت للعالم أنك قادر وتستطيع صنع التاريخ، لقد اسقطتم أيها الجنوبيون كل المشاريع التي تنتقص من حق شعبنا الجنوبي في الحرية والاستقلال، واليوم أنتم مدعوون لعدم العودة إلى مناطقكم وبيوتكم، إلا بانتزاع حقكم في الحياه بكرامة، انتزاع حريتكم واستقلال وطنكم الجنوب العربي، من خلال فرض واقع على الأرض سيعترف العالم فيه.
يا شباب الجنوب العربي الابي.. أيها المناضلون والصامدون والثابتون.. ياشعبنا الجنوبي العربي الصامد..
ان التصالح والتسامح الذي تجسدونه اليوم، كان أساساً لانطلاق الحركة الشعبية الجنوبية التحررية بالشكل الذي عرفت فيه في السنوات الأخيرة، والتي جاءت امتداداً لكل نضال شعبنا الجنوبي وتضحياته منذ 7 يوليو 1994م”.
وأضاف البيان: “إن تضحيات شهدائنا الابطال ودماءهم الزكية التي سالت لتروي ارض الجنوب العربي الطاهرة، وإيمانهم وهم يتقدمون الصفوف، بأن ثورتنا هي ثورة تحرير، لابد لنا هنا ان نجدد العهد لأسرهم وذويهم إننا على العهد ماضون”.
واختتم البيان قائلا: “ندعو الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي إلى الاسراع لمساعدة شعبنا الجنوبي العربي المسلم لنيل حقه المشروع في الحرية والاستقلال، ومساعدته على بناء دولته التي ستكون مفتاحا حل الأزمة المتفاقمة، والتي تحصد المئات من أرواح الشعب اليمني الشقيق يوماً، وأبناء شعب الجنوب العربي، وهو واجب ديني وإنساني واخلاقي.
نناشد دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أن تستمع لصوت الشعب الجنوبي وتعترف بما سيفرضه شعبنا الجنوبي العربي حين يسيطر وينتزع حريته واستقلاله، وهنا نناشدهم إعادة مقعد دولتنا في الأمم المتحدة والذي صدرت قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي منذ العام 1960م، بنيل شعب الجنوب العربي الاستقلال.
نناشد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تعيين مبعوث خاص للجنوب العربي بعد فشل السيد (جمال بن عمر)، في مساعيه في اليمن، وعدم اهتمامه بقضية شعب الجنوب العربي، جذر الأزمة”.
ندعو المنظمات الحقوقية والعفو الدولية، ومنظمات حقوق الانسان لأن تساعد شعبنا الجنوبي لتقديم مرتكبي جريمة الشهيد المهندس (خالد الجنيدي) للعدالة، وغيرها من الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها نظام الاحتلال اليمني ضد شعبنا الجنوبي الاعزل.
وانها لثورة حتى النصر، الجنة لشهدائنا الابرار، والشفاء لجرحانا الشجعان”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى