القوى السياسية تؤكد أن خطوة الرئيس إيجابية

> تقرير / بليغ الحطابي

> مثلما كان خبر استقالته في 22 يناير الماضي صاعقا ومربكا للمشهد السياسي وبداية لعملية سياسية جديدة وفق ارادة ومعادلة فرضت بقوة السلاح.. كان ذات الفعل السياسي الجريء حينما أقدم الرئيس عبدربه منصور هادي أمس على كسر طوق الحصار الذي فرضه عليه الحوثيون ومغادرته صنعاء إلى عدن.
وأكد سياسيون وحزبيون ان انتقال هادي الى عدن سيمكنه من اتخاذ القرارات المناسبة ويهيئ لوضع افضل لشرعية الدولة التي حاول اعلان الحوثي اسقاطها بحجة مشروعيته الثورية.
وفيما سارع البعض لاقتناص الفرص لتسجيل المواقف تجاه ما اقدم عليه الرئيس عبدربه منصور هادي من كسر حصار الحوثي المفروض عليه منذ حوالي شهر - بعد تقديم استقالته في 22 يناير الماضي - اعتبر قيادي حوثي سابق انه مغامرة وبطولة.
أمين عام حزب العدالة والبناء عبدالعزيز جباري قال لـ“الأيام”: “لا أعتقد بأن خروج هادي أو انتقاله الى عدن سيكون مشكلة او عائقا بحسب التوجسات او المخاوف التي يبديها البعض”.
ويضيف: “بالعكس اعتقد ان الرئيس هادي في حال قرر المضي في استقالته او تراجع عنها فان ذلك سيكون له تاثير ايجابي من منطلق قربي وحديثي معه خاصة خلال لقائنا به الأيام الماضية في اطار جهود لاقناعه واثنائه عن استقالته”.
واكد جباري أن هادي حريص على البلد اكثر من حرصه على المنصب.
وأردف قائلا: “اعتقد انه رغم الظروف الصحية التي يمر بها والتي كانت ظاهرة اثناء زيارته وايضا ما باتت عليه الدولة من انهيار بعد استيلاء وانتشار المليشيات المسلحة الحوثية اعتقد انه بعث برسالة سياسية مفادها أنه من الاستحالة الحكم او نجاح عملية سياسية دون تراجع ذلك الطموح الطاغي والجامح لدى البعض من القوى المتحاورة سواء باستخدام السلاح او بدونه”.
ويؤيده في تاثيراته الايجابية على المشهد الناطق الاعلامي باسم حزب المؤتمر الشعبي وحلفائه عبده الجندي، الذي قال ان هادي حريص على انجاح العملية السياسية والانتقال السلمي للسلطة بكل التسويات التي حدثت ووقعت عليها الاطراف السياسية حتى بعد استقالته.
وقلل الجندي في تصريحه لـ“الأيام” مساء أمس من اتجاه الرئيس هادي الى تعطيل اي اتفاق بالاشارة إلى ما تم اعلانه من تقدم - حسب قوله - عبر المبعوث الخاص للامم المتحدة في اليمن جمال بنعمر امس الاول.
وأضاف بأن “وصول الرئيس هادي الى عدن يبدو انه بالتزامن مع التقدم في حوار القوى السياسية في موفنبيك”.
وعن الموقف الخاص باستقالة هادي قال الناطق باسم المؤتمر ان “الثابت ان الرئيس مصر وأصر في كل اللقاءات التي اجريت معه لاقناعه بالتراجع عنها ان لا نية لديه بالعودة للحكم وبالتالي فان امر الفصل فيها يعود للبرلمان كونه صاحب الشرعية كما جاء في استقالة الرئيس هادي المقدمه له.. لكن في حال حدث شيء معين او طارئ بهذا الخصوص او ترتيبات بالعودة للحكم فهذا امر اخر، وفي اعتقادي انه في الاول والاخير هو راجع ايضا للبرلمان”.
** تداعيات وردود أفعال **
وفي تداعيات المشهد الحالي الذي احدثته استقالة الرئيس هادي وانتقاله الى عدن وامكانية - حسب توقعات مراقبين- ممارسة سلطاته وواجباته كرئيس من عدن، اقدمت ما تسمى باللجنة الثورية لجماعة الحوثي على عدة اجراءات كاعتقال السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية والسماح بنهب منزله في صنعاء، ما زاد من حالة الارباك لدى السياسيين وايضا لدى الاحزاب السياسية، التي يبدو أنها لاتزال مصعوقة من مشاهد الارباك وخلط الاوراق، كما يصفها سياسيون.
ويؤكد الكاتب والصحفي رشاد الشرعبي ان الرئيس هادي لايزال لاعبا رئيسيا في المشهد السياسي وبيده عدة اوراق يمكن ان يلعب بها وعبرها يمكن استعادة سلطته المخطوفة.
غير ان غياب هادي ايضا شكل معضلة لكثيرين من الذين عجزوا عن تحليل وايجاد رؤية منطقية وطبيعية لما جرى عدا مشهد اعلامي زاد من ارباكات الوضع وتشتيت الرؤى والاتجاهات والتوجهات.. ويزيد من تعقيدات الازمة التي يرى قياديون في جماعة الحوثي بانها ستنتج في حال اقدم هادي على اعلان تراجعه عن استقالته.
حالة الاربك والتخبط ظهرت في تصريحات جماعة الحوثي التي سارع البعض في نفي اي حصار على هادي بينما اخرين اكدوا فرض ذلك في سياق ما اسموه ضمان عدم اتخاذه اي موقف يغاير ويناهض شرعيتهم الثورية باتخاذ قرار التراجع عن الاستقالة بعد تاكيدات المجتمع الدولي بشرعيته وانه لن يتعامل الا مع سلطة هادي الشرعية ومؤسسات الدولة، وهو الامر الذي فرض عزلة دولية واجراءات ومواقف دولية لمحاصرة الجماعة التي استولت على الحكم بالقوة وتسقط موسسات الدولة والانتهاكات والاعتقالات دون اكتراث لاي مبادئ او موانع محلية ودولية واقليمية.
** قوى سياسية عاجزة **
يبدو ان مواقف القوى السياسية المتحاورة في موفنبيك تنتظر خطاب هادي الذي قالت وسائل اعلامية انه سيلقيه بعد وصوله الى عدن وقبل ان يتقرر تاجيله..في ظل عدم معرفة مكان اقامته بالتحديد وسط حالة من التخمينات التي تزيد من تازيمات الوضع الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي وتمسك بزمام وتحركات الدولة فيه وخصوصا مؤسستي الجيش والامن.
ويبقى الوضع مفتوحا على احتمالات جديدة يصنعها حدث عودة الرئيس هادي من عدمه.. في ظل قوى عاجزة حتى عن الحفاظ على انجازاتها الحوارية ولا تملك شرعية الا ما يتاح لها من قبل سلطة المليشيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى