لوكاكو يروي تفاصيل طفولته القاسية "لا دوري أبطال.. ونخلط اللبن بالماء لنستكمل الشهر"

> «الأيام» متابعات

>
وكل ما يلي نسرده على لسان لوكاكو الذي يقول :
 * "كنت في السادسة من عمري حين عدت يوماً من المدرسة لأتناول الطعام .. كما العادة لا يوجد سوى الخبز واللبن على المائدة .. هذا هو الشيء الوحيد الذي نستطيع تحمل تكاليفه".
 "في ذلك اليوم ، لم تسر الأمور كما كل يوم ، لقد رأيت والدتي أمام الثلاجة ، وبيدها شيء تخلطه مع الماء، تأملت أن يكون شيئاً جديداً سأتذوقه أخيراً لأول مرة ، لكن الحقيقة لم تكن كذلك".
 "يومها فقط علمت أن والدتي تخلط اللبن بالماء .. ما نملكه لم يعد كافياً لتغطية تكاليف اللبن فقط حتى لنهاية الشهر ، وأصبح لزاماً عليها أن تخلط اللبن بالماء لنكمل الشهر .. لا تقل أننا كنا فقراء ، فلقد كنا معدمين".

 "والدي كان لاعباً محترفاً .. لكنه لم يكن غنياً كما تظنون ، وفي نهاية مسيرته نفذت أمواله، وكنا نضطر لبيع ما نملك فقط للحياة فأول الأشياء التي باعها والدي كان التلفاز وهذا يعني أن لا مزيد من كرة القدم بعد ذلك".
 "الأمور لم تقف عند حد التلفاز فقط ، بعد ذلك كنت أعود للمنزل وأبقى لأسبوعين متواصلين بدون كهرباء .. أذهب للحمام فلا أجد ماء ساخناً .. أمي تضع الماء في الغلاية وتسكبه على رأسي".

 "مرت علينا أيام إضطرت فيها أمي لاقتراض الخبز من المخبز لأننا لا نملك ما ندفعه .. الخبازون أصبحوا يعرفوني وأخي بالإسم .. يمنحانا رغيفاً يوم الإثنين ، ونسدد قيمته يوم الجمعة".
 "بعد كل ذلك وحين رأيتها تخلط اللبن بالماء لم أظهر أبداً أنني علمت ذلك ، لم أرد أن أثقل كاهلها بمزيد من الأوجاع ، فهي بالفعل تتحمل ما يكفي".

 "فقط كتمت الشعور بالألم في نفسي .. وأقسمت أن أغير حياتنا .. شعرت أن أحدهم غرس إصبعه داخلي ليوقظني .. علي أن أغير حياة عائلتي للأفضل .. لا يمكنني تحمل والدتي هكذا مرة أخرى ، لا لا لا لا، سأغير كل ذلك".
 "تتحدثون في كرة القدم عن تحمل الضغوطات ، وشخصيات اللاعبين القوية؟ حسناً ، أنا أقوى شاب قد تقابله في حياتك بهذه الناحية .. كنت أجلس أنا وأمي وأخي الصغير في الظلام ، وندعو الله ونصلي .. كنا ندعو الله أن يغير كل ذلك".
أخيراً أنا لاعب كرة
 "كنت أعود من المدرسة أحياناً فأجد أمي تبكي ، ويوماً ما تحدثت إليها ، وقلت لها : (أمي إفرحي ، كل ذلك سيتغير أخيراً ، سأنضم لنادي أندرلخت وسنكون بخير ، لا تقلقي أبداً بعد اليوم".
 "كنت ألعب كل مباراة كأنها نهائي ، حتى حين ألعب مع الأطفال في حديقة المدرسة .. وعندما بدأت أصبح أكثر طولاً عن كل أقراني ، بدأ آباء زملائي يضغطون علي".

 "في إحدى المرات وقد كنت في الـ11 من عمري ، ذهبت لخوض مباراة مع الفريق ولم يكن والدي حاضراً لأنه لا يملك سيارة لإيصالي مثل زملائي .. أحد أولياء الأمور حاول منعي من الدخول للملعب وقال لي (من أنت وبأي عمر؟ ومن أي بلد أتيت؟)".
 "كان علي أن أدافع عن نفسي بسبب غياب والدي ، فجلبت بطاقة هويتي من الحقيبة وأظهرتها لجميع أولياء الأمور".
 "وقتها أردت أن أصبح أفضل لاعب في تاريخ إنجلترا ، أصبحت ألعب الكرة بغضب وشراسة وذلك لأسباب عديدة : من أجل والدتي ، ومن أجل عدم قدرتي على مشاهدة دوري الأبطال لغياب التلفاز ، ومن أجل نظرة الآباء الآخرين لي ، وأخيراً .. بسبب الفئران في منزلي".

 "حين كنت في الـ12 من عمري سجلت 76 هدفاً في 34 مباراة سجلت كل تلك الأهداف مرتدياً حذاء والدي المليء بالفتحات .. نعم كنا نتبادل الأحذية وأنا مازلت في الـ12 من عمري".
صدمة جديدة
 "في أحد الأيام كنت أتحدث إلى جدي الذي يعيش في الكونغو بالهاتف ، ووقتما كنت أخبره بما أفعله في كرة القدم والأهداف التي أسجلها ، وجدته يقول لي : (هلا طلبت منك شيئاً ؟ أريدك أن تهتم بها جيداً) ، قلت له هل تقصد أمي؟ بالطبع نحن بخير ، فقال لي : (لا ، عدني بذلك .. بأنك ستعتني بها جيداً لأجلي)".. بعدها بخمسة أيام فقط توفي جدي .. ووقتها علمت سبب طلبه ذلك".

 "أحزن جداً كلما تذكرت تلك المكالمة .. تمنيت لو أنه عاش لأربع سنوات أخرى ورآني ألعب في أندرلخت وأنني أوفيت بوعدي (نعم يا جدي نحن بخير وكل شيء أصبح على ما يرام".
دوري الأبطال
 "على أي حال هل تعلم ما هو المضحك؟ .. لقد أضعت 10 سنوات من عمري دون مشاهدة دوري الأبطال، وذلك لأننا كنا لا نملك تلفازاً".
 "في عام 2002 كنت في المدرسة في اليوم التالي من المباراة النهائية .. الأطفال يتحدثون عن هدف زيدان الخرافي في باير ليفركوزين ، وأنا فقط أُظهر أنني رأيته لأتجاوب معهم ، لكن في الحقيقة أنا لم أشاهد الهدف  إلا بعد ثلاثة أسابيع .. كنا في قاعة الحاسب الآلي بالمدرسة ، وأحد الطلاب قام بتحميل فيديو لهدف زيدان".

 "في طفولتي لم يكن بإمكاني مشاهدة تييري هنري يلعب كرة القدم ، لكني الآن أشاهده باستمرار في الجهاز الفني لبلجيكا".
 "في 2002 كان حذائي مليئاً بالثقوب ، أما الآن فأنا لعبت في كأس العالم ، والآن ألعب مرة أخرى".

 "كل ما أريده لو كان جدي على قيد الحياة .. كنت أريده أن يرى الحياة التي نحظى بها الآن .. لا أريد أن أريه دوري الأبطال أو مانشستر يونايتد أو كأس العالم .. فقط أريده أن يرى حياتنا".
 "هل ترى يا جدي؟ الآن لم يعد علي أن أظهر بطاقتي للناس كي يعرفون هويتي وسني، الآن هم من يعرفوني بمجرد رؤية وجهي".
 * ما حدث بعد ذلك يعلمه الجميع .. من أندرلخت إلى تشيلسي ، ومن تشيلسي إلى إيفرتون ، ثم الآن مع مانشستر يونايتد ، ولوكاكو أصبح بين أبرز مهاجمي العالم .. لوكاكو الآن لم يعد لاعباً وفقط في بلجيكا .. لوكاكو أصبح هدافاً تاريخياً لبلجيكا بـ 38 هدفاً من 70 مباراة ، وهو ما زال في الـ 25 من عمره.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى