قـصـة شهـيـد "طارق أحمد ناصر التومة" (شهيد جبهة قرن السوداء)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال، أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل طارق أحمد ناصر التومة من أبناء منطقة هدى، مديرية حبان، محافظة شبوة، من مواليد العام 1996م، درس في هدى حتى الصف الخامس ابتدائي، واستشهد قبل أن يتزوج.

عاش الشهيد في مجتمع بدوي نقي البيئة وينتمي لأسرة معروفة بعلاقاتها الاجتماعية المتميزة في إطار مجتمعها الشبواني وخارجه، وقد رفدت الوطن بكادر وظيفي مدني وعسكري كانت لهم لمسات واضحة في مسيرة الحركة الوطنية، ولقد تأثر بالمبادئ والأهداف التي حملها ودافع عنها إخوانه ورفاقه».

وأضاف: «في بداية الحرب الظالمة على الجنوب، وتحديدا في مارس عام 2015م، عندما تقدمت مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري تحرك البطل إلى عدن وشارك في الدفاع عنها، وخاض معارك عديدة فيها، وكان قائدا لمجموعة من الشباب، وقد نفذوا عدة عمليات ناجحة في البساتين وجعولة، وقاد نفس المجموعة وشارك مشاركة فعلية في تحرير منطقة الصولبان التي شهدت أعنف المعارك، وكان البطل مقداما يتحلى بشجاعة نادرة، ولما وصلت الشهيد أخبار تقدم مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري في عدد من مديريات شبوة، وخصوصاً عند اختراق جبهة مفرق الصعيد، وانسحاب جبهة الضلعة انسحابا تكتيكيا إلى قرن السوداء -استشهد في تلك العملية ابن عمه القائد البطل المجاهد فضل عبدالله التومة- حينها قرر مغادرة عدن وحدد أولوياته باتجاه محافظة شبوة التي ضحى فيها أعز وأفضل من يحبهم بأرواحهم وكان على يقين بأن عدن فيها رجال سوف يدافعون عنها ويضحون من أجلها.. طلب الشهيد الموافقة على ترك موقعه في المقاومة في عدن وانضم إلى المقاومة الجنوبية جبهة قرن السوداء».

ويختتم العميد صالح بلال: «بعد عودته إلى شبوة قرر هو وابن عمه الشهيد محمد عبدالقادر التومة القيام بعملية فدائية، وكان قرارهما اقتحام مركز قيادة المليشيات والحرس في مثلث النقبة الذي يعتبر مركز قيادة وسيطرة للغزاة، وفي تمام الساعة العاشرة صباحا من يوم 7/6/2015م استطلعا موقع المليشيات وكانا متنكرين ولم يقتنعا بالعدد المتواجد في الموقع لكونهما ينويان القضاء على أكبر عدد من أفراد المركز، وقررا التوجه إلى مدينة حبان واشتريا ذخائر إضافية، وكانا يحاولان تمرير الوقت حتى يحين وقت وجبة الغداء التي تتجمع فيها المليشيات ويتمكنان من قتل أكبر عدد من جنود العدو، وبالفعل حصل ما خططا له ونفذا خطتهما بشكل بطولي يشهد له العدو قبل الصديق، وحانت ساعة الصفر التي انتظرها أشبال الأسود، ففي تمام الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً عاد شهيدنا برفقة رفيق دربه إلى مثلث النقبة، وأثناء وجبة الغداء تجمعت القوة العسكرية المعادية في نقطة مثلث النقبة لتناول الغداء، وكان عددهم حوالي 11 فردا وانطلق البطل طارق ورمى قنبلة يدوية نوع (ف د ا) روسية الصنع على المجموعة، وقام بعدها مباشرة بإطلاق النار من بندقيته (آلي) على من تبقى من المجموعة حتى أرداهم جميعا ما بين قتيل وجريح، وكان الشهيد محمد عبد القادر يقوم بمهمة الحماية والتغطية النارية».

ويقول قريبه العقيد محمد سالم التومة: «بعد أن تمكن الشهداء من السيطرة النارية وبسرعة هائلة اقتحم الشهيد طارق الطقم المسلح وسيطر عليه، لكن نقطة المراقبة المرتفعة التي تبعد حوالي 200 متر تمكنت من إصابته إصابة بالغة في الرقبة أدت إلى استشهاده في الحال بتاريخ 7/6/2015م، وفي نفس الوقت استطاع البطل محمد عبدالقادر قتل جندي المراقبة.. وهكذا طويت صفحة الفارس الشهيد طارق التومة الفدائي الذي قضى على ثكنة عسكرية كاملة تملك المعدات العسكرية والأسلحة، والتي هزمها بسلاحه الشخصي فقط، وصمتت أسلحتهم أمام طلقاته النارية وبسالته وشجاعته، ولم تصبه إلا طلقه عن بعد شاء الله أن تنهي حياته في الدنيا ويرتقي بها في الدرجات العلى من اللجنة.. إلى جنة الخلد يا من تركت تاريخا بطوليا ستظل الأجيال تتناقله جيلا بعد جيل، وسيظل الأعداء والغزاة يعيدون حساباتهم قبل غزو أرض الأحرار.
 رحم الله الشهيد البطل الفدائي طارق أحمد ناصر التومة وجميع الشهداء الأبرار».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى