قـصـة شهـيـد "عبدالقادر حسين جعير الفقير" (الشيخ المصلح والقائد المجاهد)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل عبدالقادر حسين صالح جعير الفقير من أبناء مديرية بيحان العليا محافظة شبوة، ولد في العام 1968م، وهو أب لـ (9) أولاد، (4) أبناء و(5) بنات، تلقى تعليمه الأساسي في مدرسة 30 نوفمبر بمدينة العلياء، وانتقل إلى ثانوية الشهيد واكد وتخرج منها في عام 1992 وواصل تعليمه الجامعي بالمعهد العالي وحصل على دبلوم تربية عام 2000م. عمل الشهيد في سلك التربية والتعليم وتنقل في مكاتبها المختلفة وتحمل عبء متابعة المرتبات وإحضارها في ظروف أمنية صعبة جداً حرصاً منه على خدمة مجتمعه ورفاق المهنة».

وأضاف: «كان الشهيد يقوم بدور كبير في إصلاح ذات البين وحل كثير من المشاكل وإصدار بعض الأحكام العرفية دون أخذ مقابل سوى خدمة الناس وحل خلافاتهم، وكان بمثابة شيخ ومصلح اجتماعي، ورحيله كان خسارة وفاجعة على الجميع».

وأردف العميد صالح بلال قائلا: «وعندما تقدمت المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري  إلى منطقة الشاقة، وهي المنطقة التي ينتمي إليها الشهيد حتى دارت المعركة وكانت بدايتها بين أفراد قبيلة الفقراء ومليشيات الحوثي، حيث قام الشهيد البطل عبدالقادر حسين بقيادة وترتيب صفوف بعض الشباب في المواجهة وإعطاء توجيهاته لإدارة المعركة التي استمرت من بعد ظهر الخميس 28 مايو 2015م وحتى الساعة 9 مساء ذلك اليوم الدامي.. ونتيجة لصلف القوات الغازية وتكثيف نيران أسلحتها الثقيلة على المقاومة التي لا تمتلك إلا السلاح التقليدي والشخصي، وكذلك نتيجة لتفوق المليشيات الحوثية في نوعية الأسلحة والمعدات العسكرية تمكنت المليشيات من السيطرة على بعض المنازل وتمركز أفرادها في بعض المنازل غير المسكونة في المنطقة، وكان صمود المقاومة من أبناء المناطق المجاورة وأبناء قبيلة الفقراء في ذلك اليوم يشكل ملحمة تاريخية، حيث استطاعت المقاومت وبعزيمة الأبطال المدافعين عن الحمى أن تقتل من المليشيات ما يقارب من 12 فردا وجرح العشرات».

ويتابع: «إلا أن المعادلة دائماً ما تكون أن لكل نصر ثمن، حيث تمكن الغزاة والمحتلون من قنص الشهيد المجاهد البطل عبدالقادر حسين صالح جعير الفقير برصاصة قناص بعد أن فشلوا في مواجهة الأبطال في ساحة المعركة، فسقط حينها القائد البطل عبدالقادر جعير الفقير شهيدا يوم الخميس بتاريخ 28/5/2015م في جبهة الشاقة في بيحان العليا، وكان استشهاده خسارة كبيرة وترك فراغا كبيرا، حيث سيطرت مليشيات الحوثي على منطقة الشاقة. واستكبارا من تلك المليشيات التي لا تحترم قوانين الحرب والعادات والتقاليد الحميدة، وتعبيراً عن انتصارها على المقاومة الأهلية التي لا تملك مقومات الحرب التي استخدمتها المليشيات من الأسلحة والمعدات الحكومية للجيش والأمن الرسمي للدولة ونكاية بالمقاومة احتفل أفراد تلك المليشيات وكأنهم يصنعون الفتوحات العظيمة، حيث دخلوا إلى مساجد القرية يرددون الصرخة المشؤومة».

واختتم بالقول: «يقول الأخ أحمد محسن القربعي مندوب جمعية الشهداء في بيحان إنه بعد دخول وساطة قبيلة تم توقيف المعركة وتم تبادل الجثث بين الجانبين، وفي اليوم الثاني يوم الجمعة 29/5/2015م تم تشيع جثمان الشهيد البطل عبد القادر جعير ودُفن بجانبه في ثرى بيحان العزة والشموخ من شهداء المعركة: الشهيد البطل المقدام صالح حسين صالح الفقير، والشهيد البطل عبدالله عبدالرحمن القنذرة الفقير، حيث تم تشييع الثلاثة بعد عصر الجمعة في التاريخ أعلاه إلى مقبرة المركز وسط حضور شعبي وجماهيري كبير جاؤوا من كل مناطق بيحان ومأرب والمديريات المجاورة، وتم توديع الشهيد البطل عبدالقادر ورفيقيه رغم سيطرة المليشيات على المنطقة، وذلك تعبيراً عن وفاء المجتمع البيحاني للشهداء الذين سطروا ملحمة ستظل في ذاكرة جيل اليوم وستنقل للأجيال القادمة بأن هذه الأرض الطيبة لا تخضع ولا تقبل الاحتلال، وتدفع الأرواح ثمنا للحرية والكرامة.. رحم الله الشهيد البطل عبدالقادر حسين صالح جعير الفقير المدافع عن دينه ووطنه ورحم جميع الشهداء الأبرار».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى