مخرجات «ريمبو»

> صالح علي الدويل

>
نتائج مفاوضات «ريمبو» حددت خارطة حل الأزمة بتجزئة حلولها، كانت نتائجها لصالح الانقلاب والاعتراف بمشروعيته على الأرض، ووضعت المسمار الأول في نعش شرعية مهزومة مهما كانت تبريرات منصاتها الإعلامية والسياسية.

 الحوثي صدق وهو كذوب، أما الشرعية فكذبت وهي من يجب أن تكون صادقة!! هي أول هزيمة لها ولمشروعها بشرعنة من الأمم المتحدة، وحتى التحالف العربي خرج مهزوما بعد معارك أربعة أعوام أمام زمرة انقلابية، لكن هزيمة الشرعية كانت عنوانا حفظ ماء وجهه. ومهما كان المرارة، فالتحالف دول حاربت وسيكون لها دور في تحديد مستقبل الخريطة القادمة، وما حصل في «ريمبو» حرمها من أن تكون الوحيدة كما لو حققت نصرا عسكريا.

مفاوضات «ريمبو» وضعت حجر أساس للتحلل من المرجعيات ومخارجها التي كانت عنوان الحرب، وستمهّد لمرجعيات أممية قادمة ستكون ذات عنوان عام ومحتوى مجزأ بحجم تجزئة كل قضية من قضايا الأزمة والحرب.

 مهما كانت المبررات الإعلامية، فالقادم لن يكون داعما لمشروع الشرعية.. فنتائج  «ريمبو» أسست وشرعنت لقوى إدارة المستقبل التي سيكون الحوثي إحداها مهما كان رأينا وخلافنا معه. المستقبل الذي لن تتحدد ملامحه في هذه الجولة، بل في جولات مارثونية تتخللها حروب جانبية سيكون الإرهاب أحد أجندتها الرئيسية.. ولن يكون النفط وإعادة توزيع مصالحه بعيدا،  وستتكرر مفاوضات لفرض شرعية قوى تملك مشروعية أمر واقع على طريق شرعنتها في المستقبل.

رغم كل ما تبثه وسائل الإعلام حول المفاوضات، وأن الجنوب خرج منها بـ«خفي حنين»، فإن الجنوب لم يستفد من هذه المفاوضات ولم يخسر فيها.
 ففي الجنوب قضية سالت وتسيل من أجلها دماء، وفيه قوى مستقبلية ستقف في يوم ليس ببعيد في ذات المكان. وليس الخوف على الجنوب من اليمن أو من مؤامرة الخارج بقدر الخوف عليه من نخبه المصابة بعقدة «لماذا هم وليس نحن».

إن مفاصل الأزمة والحرب أصبحت تتحكم بها قوى الخارج (دولية وإقليمية)، أما قوى الداخل فهي تدفع الفاتورة، وتحديد مساحات التقدم والإحجام لم يعد من شأنها.. ومعركة الحديدة نموذجاً.
إن نموذج الحديدة سيكون نموذجا مستقبليا في إنتاج الحلول، من خلال الاعتراف بمشروع أي قوة على الأرض وقوة مشروعها على أرضها والحفاظ على غلالة وحدوية لا تستر!! ثم إعطاء القوة الحية شرعية محلية ودولية.

أرى أنه في «ريمبو» يتم صنع تابوت دفن «الوحدة اليمنية» بتجزئة حلول أزمتها، من خلال اعتماد محاربة وهزيمة الوحدة بالوحدة ذاتها، وهذا المسار ستتضح معالمه مستقبلا.
فالحوثي حقق مشروعية انقلابه وضمن له ميناء ومطارا، ولن يتبقى لديه إلا تحقيق الشرعية والحبل على الجرار.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى