قلم الحار وكاميرا أبو سنيد

> علي عبدربه غزال

> أدرك تماما أن قمة لحظات النجاح هي تلك التي تشعر خلالها بأنك أرضيت ربك ثم أرضيت ضميرك ولحظة الإحساس عند الآخرين بنجاح زملاء المهنة هي لحظة تجسد في مشاعرنا كل المشاعر الإنسانية خاصة عندما ترتبط المشاعر بتجربة عملية طويلة تكللت بالنجاح.
هؤلاء الزملاء، عمر الحار وصالح الهفيش، ومشوار عملهم المهني. صحفيان بأمانة الكلمة، خدموا شبوة بصمت لم يكن سهلاً خصوصاً في عملهم الصحفي بمكتب فرع وكالة أنباء سبأ.

وندرك جميعاً أنه من الصعب أن تكون ماهراً في الكتابة أو صياغة الأخبار ما لم تتقن صناعة المعنى في موقد الحرف، فالكتابة لا تعني أن تكتب ما تسمعه من الآخرين على شاشة هاتفك وتملأ الشاشة بالكلمات المختلفة.. الكتابة هي أخطر من ذلك بكثير خصوصاً وأنها لا تخضع لنسخ أو نقل ولصق الحديث.
اليوم نحن نشهد ثورة إخبارية مختلفة ومعلوماتية أخرى في شبكات التواصل، نجد أقلام هؤلاء النموذج من الرجال حاضرة بمهارة عالية تتقن كل ما ينشر سلماً نازلاً من لب عقل الصحفي الماهر الرزين.

وقد لا خُفى أنني عرفت هؤلاء الزملاء في حقل الصحافة والإعلام الشبواني.. عمر الحار وصالح الهفيش، صحفيين تربعا على مقاعد العمل الصحفي الإخباري لشبوة بكل كفاءة واقتدار.. ويستمر العمل المهني الذي يسطره هؤلاء النموذج في صياغة الأخبار واطلاع الرأي العام أول بأول على مختلف الفعاليات والأحداث الأخرى في محافظة شبوة..
لم يفشل يوماً أحدهم في المهنة التي تسمى بمهنة المتاعب.. وقد لا ننسى أن كاميرا سالم أبو سنيد زميلنا صاحب الأخلاق العالية حاضرة إلى جانبهم، وشكل هؤلاء الرجال الثلاثة بصمة تاريخية يشرفني أن أذكر شيئاً منها، وأن أشيد بمهارات عملهم المهني.. محررين صحفيين مبدعين عرفتهم لغاية اليوم قمة في الأخلاق ونموذجاً شريفاً لم يكونوا سياسيين أو مثقفين بالمعنى البرجوازي فقط؛ بل كانوا شباباً آنذاك وتستمر الحياة إلى اليوم، وأسال الله لهم الصحة والعمر الطويل.

مشوار لم يعد سهلاً قطعه هؤلاء الزملاء، اتخذوا المعرفة وسر الكتابة الخبرية خفيفة ورشيقة يطالعها القراء كل مساء وصباح في وكالات الأنباء والصحف الرسمية ومواقع شبكات التواصل التي تعد أسرع من الصحافة الورقية في هذا الزمن.
ولكي لا أنسى أن الزميلين عمر الحار وصالح الهفيش أقلام وطنية حاضرة في كل الفعاليات المختلفة آخت بيننا زمالة العمل، ورافقتهم إلى جانب قيادات المحافظة والدولة في بعض من الرحلات الداخلية إلى بيحان وعين وعسيلان ومرخة ونصاب ودهر وميفعة ورضوم وبالحاف وعزان وحبان والصعيد ودهر وعرما وحطيب ومناطق ديوانية أخرى..، كانت أفكارهم وطنية وقومية نظيفة وخالية من مسميات الكراهية تطوف أقلامهم حول حقول وسهول شبوة يزودونا بماء ثقافي نقي.

لله دركما أيها الزميلان! فقد صعدتم إلى قلوبنا حضوراً وغياباً بصفاتكم النبيلة الأخرى، كنتم مثاليين في كل جميل، أقلامكم مهنية وبدقة وموضوعية ووعي يمازجهما حب عميق لشبوة ويقين عميق بقدرة أبنائها لتطلع إلى المستقبل والعمل الشريف لصالح وطنهم.
نعم هؤلاء هم من يكتبون بمداد العزة وبرقي الأخلاق العالية وطيب النفس، هم الجنود المجهولون الذين نحلت أجسادهم في الإبداع والعمل المهني دون كلل أو ملل، إنهم يستحقون المجد والتقدير والتكريم على ذلك الجهد والعطاء الذي يولوه إلى جانب قيادات محافظة شبوة.. سنوات عمل تستحق الإشادة، سنوات من العمر تستحق أوسمة المجد ونياشين الشرف لهؤلاء النموذج من الرجال.

*كاتب من الإمارات

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى