قصة شهيد: سعيد محمد علي الدويل

> تكتبها/ خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدون قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل القائد سعيد محمد علي الدويل باراس العولقي من أبناء محافظة شبوة مديرية الصعيد منطقة السدية، ولد الشهيد في مسقط رأسه منطقة السدية مديرية الصعيد بتاريخ 28/3/1986م وتربى في أسرة كريمة، والتحق بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا كلية العلوم البيئية، وكان اختياره لهذا التخصص يشير إلى نظرته للحياة وأهميتها.

وفي أكتوبر 2008م أسس الشهيد مع رفاقه جمعية الشباب الديمقراطي، وكان يهدف لأن تصبح الجمعية إطارا يجمع شباب حضرموت وتهتم برفع الوعي بأهمية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنها انطلق الشاب وكان نموذجا نادرا للحيوية والإبداع.. ثم تطور العمل وتم تأسيس مؤسسة الشباب الديمقراطي التي عملت على صقل مهارات الشباب وقدمت كثيرا من المشاريع في مختلف المجالات وظل الشهيد على رأس هذه المؤسسة حتى استشهاده».

ويردف قائلا: «وعندما تطورت الأمور وتسارعت الأحداث وبدأ غزو الجنوب بدأ الشهيد بالعمل على الاستعداد لدعم جبهة عدن لما لها من حب في قلبه، لكن مليشيات الحوثي والحرس الجمهوري تقدمت نحو جبهة بيحان وحينها سخر الشهيد ممتلكاته وجهز إلى جانب سيارته الخاصة طقما مسلحا وشارك بفعالية في مواجهات ومعارك السليم والصفراء وظلت الجبهات صامدة وقدمت عددا من الشهداء منهم صديق الشهيد ورفيق دربه عبدالقادر بعلول وعددا كبيرا لا يحصى من أبطال المقاومة حتى ارتكب طيران التحالف خطأ فادحا وضرب مقدمة الجبهة ووسطها ومؤخرتها وخسرت المقاومة عددا من الشهداء والجرحى الأبطال ومعدات وآليات عسكرية جمعتها المقاومة ومنها سيارتان خاصتان بالشهيد سعيد الدويل، وعند دخول المليشيات والحرس مدينة عتق كان الشهيد مع بعض قيادات المقاومة والحراك على رأس هيكل المقاومة وقدموا الدعم الذاتي لأبطال معركة أبريل في عتق التي حصدت عددا كبيرا من أفراد وقيادات الحرس والمليشيات.

كان الشهيد سعيد الدويل (أبو حنين) بحق قائد أركان مقاومة شبوة، وقد زرته في جبهة مفرق الصعيد لبحث صعوبات شحة الإمكانيات في عدد من الجبهات الغربية ولاحظت بعيني الأعداد من رجال المقاومة الذين يتوافدون عليه لطلب الدعم، وفي تلك الزيارة أيقنت أن قضاء الله واقع وأن صديقي سعيد الدويل مندفع بحماس كبير قد يودي بحياته.. لقد أبدع الشهيد في تنظيم المقاومة المسلحة كما أبدع في العمل السياسي والمدني، فقد أسس معسكرا بنظام عسكري وجعله مؤخرة عسكرية يتوسط الجبهات الشرقية لمدينة عتق الأمر الذي زاد من فعالية المقاومة ضد المليشيات والحرس الجمهوري نتيجة التأهيل والتدريب واختيار الأهداف، الأمر الذي جعل العدو يستدعي كثيرا من التعزيزات والخبرات العسكرية ويكثف من العمل الاستخباري، وفي 20 مايو 2015م أعاد العدو انتشاره ووسع جبهة الهجوم وشملت الوديان والشعاب، وكان الشهيد ثائرا ومندفعا وقد أثر عليه استشهاد عدد من أفراد قبيلته وأسرته منهم جلال الدويل ومعلماه التربويان نزار سالم خميس ومحمد لصور».

ويختتم قائلا: «في يوم 23/5/2015م استلم الشهيد القائد البطل سعيد محمد الدويل بلاغا بأن هناك أعدادا من أفراد وقيادات المقاومة محاصرين في وادي صدر المؤدي إلى قرية السدية فتحرك مع مجموعة من رفاقه وقاتل قتال الأبطال وحوصر وطُلب منه الاستسلام لكن قائد بحجم الشهيد سعيد الدويل لا توجد في قاموسه كلمة الاستسلام، وفي هذه المعركة خسرت المقاومة عددا من الشهداء والجرحى الأبطال وتم أسر عدد آخر بعد نفاد ذخائرهم، واستشهد القائد سعيد محمد الدويل، وبعد استشهاده عرف الجميع بأن القائد سعيد الدويل كان بحق أركان الجبهات حيث بعده انهارت الجبهات.. وفي اليوم التالي تقدمت المليشيات إلى مركز مديرية الصعيد وقامت بتفجير بيت رمز المقاومة وقائدها البطل الشيخ صالح بن فريد العولقي.

وتقدم عدد من رجال المقاومة وانتزعوا جثة الشهيد القائد سعيد الدويل وتمت مواراته ثرى قريته وعم الحزن والأسى على فراقه وكان خبر استشهاده صاعقا ومدويا في شبوة وفي جميع أرجاء الجنوب وبكاه رفاقه، كذلك خسرته أسرته وحزن عليه وبكاه رفاق دربه ولم تقم الحكومة بتسديد ديون الشهيد التي كانت قيمة ذخائر وسلاح وغذاء للمقاومة، ومازالت أسرته تطالب بسداد ديون الشهيد حتى اليوم.. رحم الله الشهيد القائد البطل سعيد محمد الدويل باراس وأسكنه فسيح جناته».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى