لعنة الاستعانة (الذيزنية) !

> بدر قاسم محمد

> الرئيس هادي لكي يستعيد شرعيته كرئيس للبلاد، وقبل أن يفكر فيما بعد في استعادة الدولة ومؤسساتها التي استولت عليها الجماعة الحوثية عندما انقلبت عليه، كانت لديه متوالية استعانات عسكرية:
أولا :  استعان باللجان الشعبية وبالقبائل في عدن.. فحدث ما حدث عندما لاحق الحوثيون هادي إلى عدن فأسقطوها ونفوه.. مباشرة امتدت يد الاستعانة للمقاومة الجنوبية، في نفس الوقت الذي كان فيه حزب الإصلاح مطبعا مع الجماعة الحوثية وملتزما ببنود اتفاق «السلم والشراكة»، وكان حزب المؤتمر- ممثلا بالرئيس السابق صالح- متحالف معها!

ثانيا: استعان بالتحالف العربي بخطاب نجدة رئاسي شهير..!
ثالثا:  استعان بحزب الإصلاح وبعناصره العسكرية الهاربة من صنعاء عندما قلدها بعض المناصب والرتب العسكرية... استعانة شكلية ومازالت..!
رابعا: بعد مقتل صالح وانهيار التحالف الحوثعفاشي.. استعان بالعناصر الموالية لصالح عسكريا وسياسيا، ووجه خطابا تصالحيا معها وصف فيه صالح بالشهيد المقاوم البطل..!

 (ما تفضل ذكره أعلاه هي الخطبة الأولى من خطبة جمعة هادي التي ألقاها على مسامعنا إلى أن سالت مدامعنا فبكينا على شرعيته المسلوبة عنوة!).
بعد فاصل الاستغفار بين الخطبتين.. انتصب هادي قائلا وهو ممسك بذقنه:
ثم أما بعد.. كل هذه الاستعانات السالفة العهد والأوان:

- الله المستعان عليكم يا مقاومة جنوبية ومجلس انتقالي.. تشتوا تنفصلوا؟!.. والله ما سارت لكم.. سأستخدم صلاحياتي كرئيس  وسأرفع تقارير للأمم المتحدة ومجلس الأمن على أنكم: مليشيات خارجة عن القانون..!
- الله المستعان عليكم يا تحالف عربي.. تعملون على تقويض سلطتي وشرعيتي..! والله ما سارت لكم ونكاية بكم سأحول مكتبي إلى ثكنة مخابرات تكتظ بالإخوان المسلمين وبأجنداتهم المشبوهة مع قطر..!    
- الله المستعان عليكم يا حزب الإصلاح... تنفذون الأجندات القطرية المشبوهة الساعية لإفشال التحالف العربي الداعم لشرعيتي..! والله ما سارت لكم وسأرفع تقريرا للأمم المتحدة ولمجلس الأمن يقول صراحة: إن دولة قطر تدعم وتمول الإرهاب في اليمن.. وقد الأمم المتحدة ومجلس الأمن عارفين: من هم ذراع قطر في اليمن...؟!.

- الله المستعان عليكم يا حزب مؤتمر عفاش.. ما تعترفوا بشرعيتي ولا بأحقيتي في رئاسة حزب المؤتمر..! والله ما سارت لكم و سأعمل على تعطيل أي مسعى لكم يهدف إلى رفع العقوبات الدولية المفروضة على أحمد علي صالح.. مش كذا وبس وسأدعو إلى ضرورة تفعيل القرار الأممي 2216 فيما يخص استعادة الأموال المنهوبة!
 هذا وصلوا وسلموا على من أمركم بالصلاة والسلام عليه... أقم الحرب.

أخيرا خلاصة القول إن الرئيس هادي استعان بالكل لاستعادة شرعيته!.. وها هو اليوم «بوصفه وشرعيته عبارة عن خلائط من كل هؤلاء» مش راضي عن الكل ويهاجم الكل !.. ولو قُدر لفخامته الاستعانة بأحد آخر ضد الكل - حوثيين على انتقالي على تحالف على إصلاحيين على عفاشيين - لفعل !.. إن لم يكن قد فعل أصلا ونحن اليوم نشاهد قوات حفظ سلام أممية تدخل مدينة الحديدة.. باختصار: هادي يجسد لنا على أرض الواقع عمليا: لعنة الاستعانة (الذيزنية) التي أصابت اليمن منذ زمن!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى