ذكرى رابعة للتحرير في الجنوب وسنة خامسة للمتاجرة بالحرب شمالا

> تقرير/ عبدالله مجيد

>
لقد بدأت الأحداث الدراماتيكية المُتسارعة التي شهدتها صنعاء عقب الانقلاب على الشرعية في 21 سبتمبر 2014م، ووضع الرئيس عبدربه منصور هادي، ورئيس حكومته خالد محفوظ بحاح وأعضائها تحت الإقامة الجبرية، تؤكد عزم تحالف الشر (الحوثي وصالح) لاجتياح أرض الجنوب مرة أخرى، تحت ذريعة محاربة من أسمتهم بالدواعش وتنظيم القاعدة، بهدف تبرير حربها العدوانية ولتتماشى مع ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتحالفة معها في المنطقة.

هذا الأسلوب هو ذاته الذي برّر به المخلوع علي صالح حربه الأول على أرض الجنوب في صيف عام 1994م حينما قال: “إن حربه مع الجنوب هو حرب ضد المرتدين والانفصاليين، وأسماه وقتئذ بـ “الحرب على قوات الردة والانفصال”، وذلك بهدف كسب تأييد الأنظمة والشعوب العربية.
ومثّل تاريخ 21 سبتمبر 2014م نقطة تحوّل كبيرة في نظام الحكم في صنعاء، حيث أسقطت مليشيات الحوثي التي يقودها عبدالملك الحوثي المدعوم من إيران، وقوات الحرس الجمهوري والخاصة التابعة لعلي عبد الله صالح، العاصمة، وتمكنوا على إثرها السيطرة على العديد من المرافق الحكومية والمؤسسات الأمنية والمعسكرات رافقتها ممارسة ضغوطات على الرئاسة والحكومة، والتي تمخض عنها التوقيع على اتفاق “السلم والشراكة” بين المليشيات الحوثي والمكونات السياسية الأخرى، قبل أن تهاجم في 19 يناير 2015م على منزل الرئيس هادي ومحاصرة القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء بحاح، ونتيجة للضغوطات التي مُرست على قيادة الدولة، قدم هادي في 22 يناير 2015م ورئيس الوزراء بحاح استقالتيهما، ولم يعقد البرلمان جلسة لقبول الاستقالة أو رفضها، حسب ما ينص عليه الدستور اليمني.

ظل الرئيس هادي شهراً تحت الإقامة الجبرية المفروضة حتى تمكن من كسرها في 21 فبراير 2015م والعودة إلى مدينة عدن، والتراجع عن استقالته في رسالة وجهها إلى البرلمان، وأعلن أن انقلاب الحوثيين غير شرعي، وأن جميع القرارات التي اتخذت منذ 21 سبتمبر 2015م باطلة ولا شرعية لها.

نُذر الحرب 
مع مطلع شهر مارس بدأت نُذر الحرب واحتلال الجنوب للمرة ثانية واضحةً في خطابات زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وعلي صالح، تحت ذريعة محاربة تنظيم القاعدة ومن أسموهم بالدواعش في الجنوب، وكانت قوات الاحتلال معتمدة في إسقاط مدينة عدن والسيطرة عليها على قوات الأمن المركزي (القوات الخاصة)، التي يقودها العميد عبدالحافظ السقاف الموالي لهم، والمتمركز في مديرية خورمعسكر، وسط عدن، غير أن الرئيس هادي استبق العملية بإصدار قرار رئاسي قضى بإقالته وتولية العميد ركن ثابت مثنى جواس بدلاً عنه، ولكن السقاف تمرد على القرار الرئاسي، وهو ما جعل المدينة تشهد توتراً سياسياً وأمنياً يُنبئ بوشك انفجار الوضع عسكرياً.

في مساء 18 مارس قام السقاف بعملية استباقية باحتلال مطار عدن الدولي والمجلس المحلي لمديرية خورمكسر.
وفي صبيحة يوم الخميس الموافق 19 مارس قاد وزير الدفاع محمود سالم الصبيحي معركة تحرير المطار ومعسكر الصولبان (الأمن المركزي) لإنهاء التمرد وبمشاركة فاعلة من كتيبة (بي أم بي) التي يقودها العقيد أحمد محمد ناشر، واللجان الشعبية والحراك الجنوبي، وتمكنت المقاومة واللجان الشعبية المسنودة بالقوات المسلحة من تحريره بعد ظهر اليوم ذاته، فيما ولى السقاف وأفراده هاربين إلى لحج ومن ثم لمحافظة تعز.

في عصر ذات اليوم شنت طائرتان حربية أقلعتا من صنعاء غارتين فاشلتين على القصر الجمهوري في “معاشق” كريتر عدن حيث يقيم الرئيس هادي.
وتزامنت هذه الأحداث الدراماتيكية مع أعمال فوضى ونهب لمخزن السلاح بجبل حديد قادها مخربون ومحسوبون لعلي صالح لإغراق المدينة في الفوضى التي من شأنها أن تُعجل من سيطرة عليها.

في 21 مارس، أكد الرئيس هادي في خطاب له بأنه ما يزال الرئيس الشرعي لليمن، وقال إنه ينوي رفع العلم على جبال مران بمحافظة صعدة -المعقل الرئيس للمليشيات الحوثية- بدلاً عن العلم الإيراني، كما أعلن أن عدن ستكون العاصمة المؤقتة بسبب احتلال الحوثي لصنعاء.

إعلان الحرب على الجنوب
في يوم الأحد الموافق 22 مارس، وبعد يوم واحد فقط من خطاب الرئيس هادي، أعلن زعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي التعبية العامة والحرب على الجنوب تحت ذريعة محاربة تنظيمي داعش والقاعدة.
ودعا الحوثي في خطاب متلفز نقلته “قناة المسيرة” التابعة للمليشيات، جميع الفئات في المجتمع بضرورة التحرك كلا في مجاله للتعبئة العامة لاجتياح الجنوب، وكذا رفد المعسكرات واللجان الشعبية بالمقاتلين، كما وجه بتخصيص ميزانية خاصة كمجهود حربي.


بدء الاجتياح
في صباح يوم الإثنين الموافق 23 مارس 2015م بدأ التنفيذ الفعلي لعملية اجتياح أرض الجنوب مرة ثانية، حيث شهدت مديرية كرش الحدودية بمحافظة لحج على بعد 16 كيلومتراً عن قاعدة العند الإستراتيجية، معارك عنيفة بين أبناء المنطقة مسنودين بالقوات المسلحة وقوات الاحتلال المدعومة من إيران.
وشهدت المنطقة معارك كر وفر خلال ساعات اليوم، في ظل تقدم للعدو والذي واصل اجتياحه ليسقط معسكر لبوزة من الداخل بيد ضباط وأفراد منه تابعين للقوى الغازية، ومع حلول مساء اليوم التالي كانت قد تمركزت في منطقة مثلث العند على بعد كيلومترات قليلة من قاعدة العند.

طلب التدخل لصد العدو
بعد إعلان مليشيات الحوثي وقوات صالح التعبة العامة لشن حربها على الجنوب وبدء عملية اجتياح الحدود بكرش (76 كيلومتراً) إلى الشمال من عدن، تقدم الرئيس عبدربه منصور هادي برسالة يوم الثلاثاء، الموافق 24 مارس 2015م، إلى قيادة دول مجلس التعاون الخليجي، موضحاً فيها التدهور الشديد والبالغ في الخطورة للأوضاع الأمنية في الجمهورية اليمنية، جراء الأعمال العدوانية للحوثيين، والمدعومين من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على هذه البلاد، وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة، وناشد الدول الخليجية للوقوف إلى جانب الشعب اليمني لحمايته، وطلب منها استناداً إلى مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، واستناداً إلى ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدات الدفاع العربي المشترك، تقديم المساندة الفورية بكافة الوسائل والتدابير اللّازمة بما في ذلك التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي المستمر، وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على العاصمة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش.

وأكد بيان الدول الخليجية سوى سلطنة عُمان، الاستجابة لطلب الرئيس هادي، بردع عدوان مليشيات الحوثي وتنظيمي داعش والقاعدة على البلاد.

أسر وزير الدفاع
فيما واصلت قوات العدو التقدم نحو الجنوب، حيث احتلت صباح 25 مارس قاعدة العند على بعد 60 كم من العاصمة عدن إثر انسحاب مفاجئ للجان الشعبية، وأسر وزير الدفاع اللواء ركن محمود أحمد سالم الصبيحي ورفيقيه وكيل الأمن السياسي لمحافظات: عدن، أبين، لحج، الضالع، اللواء ناصر منصور هادي، وقائد اللواء 119 العميد فيصل رجب، بعد جرح الآخرين في منطقة الحسيني بمديرية تُبن بمحافظة لحج، واستشهاد عدد آخر بينهم الحارس الخاص للصبيحي، فيما تكبد العدو خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

وأكدت روايات من وسط المعركة بأن الصُبيحي ورفاقه تعرضوا لخيانة من قِبل مسؤولين كبار، مكّنت العدو منهم ونقلهم فيما بعد إلى اليمنية صنعاء حيث ما يزالون أسرى رغم صدور قرار دولي يقضي بالإفراج عن الصبيحي ورفاقه.
وفي ذات اليوم واصلت القوات المعتدية تقدمها في مدينة لحج نحو مدينة دارسعد المدخل الشمالي للعاصمة عدن، والسيطرة على مطار عدن الدولي، بعد معارك عنيفة مع أفراد المقاومة الجنوبية، والقوات المسلحة.
                                 
وغادر الرئيس عبدربه منصور هادي القصر الجمهوري، وظهر في اليوم التالي بالعاصمة السعودية الرياض.

بدء عاصفة الحزم  
أعلنت الدول المشاركة عن انطلاق عملية عسكرية سميت بـ “عاصفة الحزم” تحت عنوان “استعادة الحكومة الشرعية” بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وبمشاركة قطر، والكويت، والبحرين، ومصر، والسودان، والأردن، والمغرب، وباكستان، ودعم لوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية.
بدأت العملية العسكرية في الساعة الثانية فجراً بتوقيت السعودية من يوم الخميس الموافق 26 مارس 2015م، وذلك حينما قامت القوات الجوية السعودية بقصف جوي مكثّف على المواقع التابعة لمليشيات الحوثي والقوات التابعة لعلي صالح في العاصمة اليمنية صنعاء.

تم خلالها السيطرة على الأجواء اليمنية وتدمير الدفاعات الجوية، ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية.
وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من موانئ البلد.

في يوم 21 أبريل 2015، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري عن انتهاء عملية “عاصفة الحزم” العسكرية التي بدأت في 26 مارس، والتي قال إنها قد أنجزت أهدافها بعد تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وبدء عملية “إعادة الأمل” في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شق سياسي متعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.

معركة السهم الذهبي
لقد سبقت عملية تحرير العاصمة عدن من قوات الاحتلال الحوثيعفاشي، لقاءات مكثّفة لقادة عسكريين بارزين، وذلك للتخطيط والتحضير للمعركة الحاسمة، والتي أطلق عليها الشهيد جعفر محمد سعد بـ “معركة السهم الذهبي” لتحرير محافظات عدن، ولحج، وأبين.
وأفادت مصادر مؤكدة لـ “الأيام” بأن الشهيد جعفر، وعلي الطنيحي (أبو عمر) كانا الدور الأبرز في وضع الخطة الخاصة بالمعركة، وبمشاركة قيادات فاعلة وأخرى ميدانية، منهم العميد ركن عبدالله الصبيحي، والعميد ركن فضل حسن العمري فاعلة، والعميد ركن خالد النسي، والعميد ناصر بارويس، ومدير أمن عدن حينها محمد مساعد، والعقيد طيار عادل الحالمي، كما كان لأبناء المدينة وأفراد المقاومة وقيادت سلفية دور بارز في التحرير.

وبدأت المقاومة الجنوبية الشعبية والقوات المسلحة وآخرون ممن تدربوا في السعودية والإمارات بمعركة التحرير صباح الثلاثاء 14 يوليو 2015، الموافق 27 رمضان 1436هـ، بغطاء جوي وبحري مباشر من دول التحالف العربي، بالإضافة إلى مشاركة برية فاعلة لضباط وجنود إماراتيين وسعوديين بصواريخ الكرنود الحراري وعربات بي أم بي.
في 16 يوليو حرر أبطال المقاومة والقوات المسلحة ميناء عدن، وتقدموا نحو مركز المدينة، وكذا الدخول إلى مدينة كريتر، وملاحقة ما تبقى من جيوب لقوات العدو.

وفي صباح يوم 17 من الشهر ذاته 2015م، الموافق الأول من شهر شوال، أُعلن بيان النصر.
واحتفل أبناء العاصمة وشعب الجنوب قاطبة بعيد الفطر المبارك وعيد التحرر من الاحتلال، الذي دام 120 يوماً، ارتكب فيه جرائم حرب وحشية فاقت جرائم الاحتلال الأول صيف عام 1994م.

فيما واصلت العمليات العسكرية التحررية تقدمها شرقاً نحو محافظة أبين، وشمالاً باتجاه محافظة لحج وقاعدة العند، والتي حررت في 3 أغسطس، فيما تحررت باقي مديريات المحافظتين في السابع من ذات الشهر.

التوجه شمالاً
وبدأ أفراد المقامة الجنوبية مسنودة بقوات من الجيش مواصلة المعارك شمالاً لتحرير الساحل الغربي في معركة سُميت بـ “معركة الرمح الذهبي”، والتي انطلقت في 7 يناير 2017، استطاعت من خلالها السيطرة على مناطق بغربي تعز، كمنطقة ذوباب ومدن المخا، وأوشكت أن تسيطر على محافظة الحديدة ومينائها، لولا تدخل الأمم المتحدة لإيقاف الحرب فيها والخضوع لمباحثات سياسية وصفها كثيرون بـ “الهزيلة” وخدمة للمليشيات الانقلابية.

وتهدف هذه المعركة التي تقودها ألوية العمالقة الجنوبية والتهامية بمساندة قوات إماراتية وسودانية، وتجري على شريط ممتد بطول 45 كلم على الساحل الغربي المطل على البحر الأحمر، تهدف إلى استعادة الساحل الغربي بداية من باب المندب وحتى مدينة الحديدة، وكذا لتأمين الملاحة وإحكام السيطرة على مناطق إستراتيجية للتجارة الدولية وحركة السفن.
وتسعى قوات العمالقة للتحرير المحافظة ومينائها لقطع المنفذ الذي تتحصل المليشيات من خلاله على الصواريخ البالستية وغيرها من الأسلحة المقدمة لها من إيران، فضلاً عن استخدامهم للميناء كورقة ابتزاز للمجتمع الدولي، وكذا السيطرة على المساعدات المقدمة من خلاله والمقدرة بـ 70 بالمائة من المساعدات تصل إلى البلاد.

وبحسب تقرير خبراء الأمم المتحدة الصادر في يناير 2018، فإن إجمالي ما استحوذت عليه الميليشيات الحوثية من ميناء الحديدة منذ استيلائها عليه تجاوز المليار ومائتي مليون دولار.

عملية إنقاذ للحوثيين
وفي الوقت الذي أوشكت فيه  قوات العمالقة من السيطرة على ميناء الحديدة الإستراتيجي، وفرض  الحصار عليه من قِبل التحالف العربي، بدأت في 6 ديسمبر من العام الماضي، محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، كإنقاذ للمليشيات، وفي ذات الشهر أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، سلسلة اتفاقات تم التوصل إليها بين الجانبين، بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وفي اليوم التالي أعلن الموفد الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، نشر مراقبين دوليين، وفي 22 هذا الشهر أيضاً  انتشر فريق من مراقبي الأمم المتحدة في المحافظة للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، غير أن الحوثيين واصلوا استمرارهم للخروقات والانتهاكات.

وأكد مراقبون لـ “الأيام” أن هذه المفاوضات هدفها الرئيس هو تقديم خدمة للمليشيات لتمكينها من استعادة أنفاسها، وترتيب أوضاعها كل بدأت ملامح هزيمتها توشك أن تتحقق على أرض المعركة.
وخسر أبناء شعب الجنوب في هذه المعارك قيادة عسكرية رفيعة، أبرزهم نائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء أحمد سيف المحرمي، وقائد اللواء الثالث حزم العميد ركن عمر الصبيحي، ومئات الشهداء وأضعافهم من الجرحى.

وأكدت قيادات عسكرية جنوبية أن قوات المقاومة الجنوبية كان باستطاعتها تحرير المحافظة منذ البداية لولا تدخلات الأمم المتحدة وغيرها في إيقاف المعارك تحت ذرائع واهية.

معارك السلاحف
وعلى خلاف الحسم العسكري السريع الذي حققه أفراد المقاومة الجنوبية في المحافظات الجنوبية وقوات ألوية العملاقة “الجنوبية” في محافظتي الحديدة وتعز، ما تزال الجبهات التي يقودها قيادات عسكرية شمالية تراوح مكانها منذ خمس سنوات، وتحولت بحسب مراقبين إلى جبهات للارتزاق واستنزاف لدول التحالف العربي.
ووصف الكثيرون هذه المعارك لبطء تقدمها في جبهات المحافظات الشمالية لاسيما في جبهتي نِهم وصرواح بـ“معارك السلاحف”.

ومديرية صراوح إحدى مديريات محافظة مأرب، ومنذ أن بدأت المعارك فيها وإعلان الشرعية إطلاق عملية عسكرية  لتحريرها تحت اسم “نصر 2” في 6 سبتمبر 2016م، ما تزال القوات المتواجدة فيها، والتي تزيد عن مائة ألف مقاتل، تراوح مكانها دون أن تحرز أي تقدم يذكر، على الرغم من الدعم العسكري والمادي الكبيرين من قِبل دول التحالف العربي، واللذان يفوقا أضعافاً كثيرة لما قدِم لأبناء شعب الجنوب.

وفي مديرية نِهم، وهي إحدى مديريات محافظة صنعاء، بدأت المعارك فيها في منتصف ديسمبر 2015م، وتُشكّل الوجه الآخر لجبهة صرواح، حيث جعجعة الإعلام الحربي الكبير فيها ليس له طحين يدل على أي انتصار  ميداني فيهما، والأمر ذاته في الجبهات الأخرى.
ولم تكتفِ قيادات هذه الجبهات على استدرار الأموال الطائلة من دول التحالف في معارك وهمية؛ بل أضحت تُشكل ألوية وهمية للحصول على المزيد من المال، من خلال توظيف سماسرة لاستقطاب الشباب لاسيما في المحافظات الجنوبية.

وكان شبان من محافظة لحج قد أفادوا “الأيام” أكثر من مرة بأن سماسرة يتبعون المنطقتين “الثالثة والسادسة” في المحافظات الشمالية تس تقطب الشباب باستخدام طرق وأساليب خداع كثيرة؛ منها “ترقيمهم وتأهيلهم وإعادتهم فيما بعد إلى محافظاتهم.. وغيرها”، قبل أن يفاجؤوا بالزج بهم في جبهات دون أي تأهيل، والقتال ضمن ألوية وهمية.
وفي الوقت الذي صدق فيه أبناء شعب الجنوب بوعدهم مع دول التحالف والوقوف إلى جانب الرئيس هادي في محاربة مليشيات الحوثي الانقلابية، تأميناً للبلاد والمنطقة من شرهم وشر دولة “إيران” الداعمة لهم، استغلت القيادات العسكرية في الشمال الحرب للفيد، وظهروا للعيان كـ “تجار حروب”؛ بل والعمل في كثير من الأحيان ضد التحالف العربي وبأكثر من طريقة وأسلوب.

ويبقى السؤال؛ ما الذي مكّن الجنوبيون من الاحتفال “اليوم” بالذكرى الرابعة للتحرير، وأعاق جيوش كبيرة من تحرير مديريتي “صرواح بمأرب، ونِهم بصنعاء؟”.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى