> شوقي السقاف
الرمال الساكنة المنتقلة إلى عدن، هل هي رمال قابلة للانفجار؟.. المتابع اليوم لما يجري في عدن باعتبارها عاصمة والحركة الاقتصادية في النشاط التجاري المتسارع والتعافي للمدينة واستقرار الكهرباء واستتباب الأمن والازدياد في عدد السكان الزائرين والهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة، وكذا النازحون ومسافرو الترانزيت لغرض العلاج أو الدراسة أو لغرض المعاملة للهجرة أو العمرة ومنهم المرضى الذي يأتون من مناطق النزاعات المسلحة.. كل هذا بسبب ضغط على الخدمات العامة في الطرقات والمواصلات والفنادق والسكن والمستشفيات والمدارس والكتب المدرسية والأعمال والمرافق الخدماتية وفي ظل العجز في توفير المتطلبات الضرورية للعدد المتزايد من السكان.
وهنا يترتب على صرف بطائق الهوية للنازحين واعتبارهم سكانا أصليين من سكان عدن جريمة تاريخية وهي التغيير في الديموغرافية السكانية لمدينة عدن، وبالتالي سيترتب على ذلك التغيير في اللهجة والعادات والتقاليد ونشر ثقافة وظواهر دخيلة على ثقافة عدن تؤسس لثقافة وعادات وتقاليد جديدة تغير من تاريخ عدن الثقافي الديموغرافي والتراثي.
ولكن الذي نخشاه أكثر في ظل الصراع على السلطة بين بعض الأحزاب والجهات السياسية أنه ربما قد تتحرك هذه الرمال الثابتة في يوم ما.. وقد نجد ما حققه أبناء عدن وأبطال الجنوب من نصر في الحرب وحافظوا على مدينتهم من السقوط في أحضان إيران ومن السقوط في الفوضى من خلال الحفاظ على الأمن والسكينة العامة بعد تحقيق النصر وتم استيعاب الأمن بفضل أجهزة الأمن والحماية المختلفة، قد كل ذلك قد ذهب أدراج الرياح.
إذا أرادت هذه الرمال أن تتحرك فعلينا أن نجعلها تتحرك فيما نحن نريده لا ما تريده هي وأن نستثمرها استثمارا صحيحا يعود بالنفع العام على المحافظة باعتبارها عمالة ماهرة وتوظيفها التوظيف الصحيح في إعادة إعمار المحافظة.