المؤشرات الخطيرة وواجب اللحظة!

> ضيف الله الصولاني

>
انحياز التحالف في توجهاته وحساباته لصالح الشمال ومشاريعه الباطلة على حساب الجنوب وتطلعاته المشروعة لم يكن أمراً وليد اللحظة بل كان أقوالا صريحة وأفعالا متراكمة ومواقف سخية عاما بعد آخر، وقد تجلت صور هذا الانحياز الآثم في الإسناد الشامل والدعم المتعدد والتمكين الوظيفي النوعي لقوى الشمال والشماليين (حاشية مكاتب رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء ووزارة الدفاع والبنك المركزي ورئاسة مجلس النواب، ذات السلطات السيادية)، وإن أخذ جنوبي وظيفة فالمعيار موالات أجندات الشمال، بالإضافة إلى الرعاية الكاملة.

وردت على لسان القيادي الإخواني حميد عبدالله الأحمر يوم أمس الأول خلال لقاء متلفز بُث له عبارة قال فيها: رسالة اليوم تعني أن لا مكان للمشاريع الصغيرة في بلدنا، ويقصد رسالة جلسة سيئون النيابية، والمسألة هنا ليست مجرد استفزاز لشعب الجنوب من شخص عادي عبر عن رأيه بقدر ما هي عبارة عن رسالة تدشين لمخطط عدواني أكثر خباثة ضد وطننا وثورتنا بدعم وتأييد الجهات الراعية للحدث النيابي.

طارق عفاش الذي يقود قوة عسكرية كبيرة وبسلاح يوصف بالنوعي في الساحل الغربي تم إنشاؤها في عدن بدعم وإشراف قيادة التحالف العربي، وهو الذي لم يعترف بشرعية الرئيس هادي إلى اللحظة كان من جانبه واضحا أيضا في تأييده لنتائج جلسة سيئون والذي وصفها بتغريدة على صفحته بتويتر بـ «الجلسة الشرعية» وضمنيا يعني ذلك إعلان ولاء والتحام، والضمنية هنا تعني ما تعنيه والحليم لا يحتاج إشارة.

ومن جانبها كانت الأحزاب والعصابات المختلفة اليمنية قد أعلنت عقب الجلسة السعودية بسيئون عن تكتل كبير للتحرك في الجنوب لإعادة تثبيت شرعية الدولة اليمنية على الأراضي الجنوبية، كما أكد بيان الإشهار، تم اختيار اللواء في الاستخبارات الدولية رشاد العليمي رئيسا له، وكانت مصادر تحدثت عن اعتماد الرئاسة اليمنية تمويل مالي ضخم يقدر بعشرات المليارات كغطاء لتنفيذ مهام وأجندات وخطط هذا التكتل (وهو أمر أعاد إلى أذهاننا تحالف عصابات سبعة يوليو 94م وما قبله وبعده) وما أشبه ليلتنا بالبارحة!

النواب المحسوبون على دوائر الجنوب شارك أغلبيتهم في الجلسة اليمنية بسيئون وأيدوا كل مخرجاتها بلا تحفظ ضاربين عرض الحائط بشعب الجنوب وقضيته وتضحياته وتطلعاته، مع العلم أن المخرجات الأكثر خطورة لحساب التحركات السياسية والعسكرية القادمة للشماليين على أرض الجنوب لم تُعلن ضمن البيان الختامي لأهميتها وسريتها بالنسبة لمتبنيها والأكيد بأن فعل ترجمتها عمليا قد ابتدأ.

وبالتزامن مع هذا الحدث التآمري كان الموقف السياسي السعودي الرسمي على لسان السفير السعود آل جابر أكثر وضوحا في نكران قضية شعب الجنوب وأكثر ترجمة لمخرجات الجلسة بأبعادها المستقبلية المختلفة في تأكيد مستمر لاستمرار الانحياز  غير المنصف للشمال، حيث أكد دعم السعودية الصريح والكامل للحكومة اليمنية ولتوجهاتها من أجل إعادة فرض الوحدة على الجنوب بالقوة، وأعطاها الخط الأخضر للاتفاق مع الحركة الحوثية كما تُريد، وفق تصريحه.

قيادات بارزة في الاشتراكي اليمني - على رأسها مستشارا الرئيس اليمني محسن الشرجبي وعلي منصر محمد - كانت قد وصلت إلى موسكو منتصف الأسبوع الماضي في مهمة ليست بعيدة عما يدور، وتحركها هذا إنما أتى وفق توجهات وتحركات الحكومة اليمنية ولخدمة توجهاتها الراهنة على الصعيد الدولي، وكانت قد سبقتها إلى ذات المكان قبل أسبوعين زيارة لقادة الجنوب.
ومن مؤشرات التحيز الدعم السخي والمتواصل الذي يقدمه التحالف للحكومة اليمنية وقادة جماعة الإخوان سياسيا وماليا وإعلاميا على مدى أربعة أعوام وعسكريا إلى مأرب وبيحان وحضرموت الداخل، وحرص التحالف على بقاء قوتهم البشرية وعتادهم العسكري بعيدا عن الخسارة.. بالمجمل إنما كل ذلك بمثابة الساس المتين الذي يُبنى عليه التوجه الجديد المُعلن بجلسة نواب العدو.

إلى كل ذلك، ماذا عسانا - كصحفيين أو محللين جنوبيين - أن نكتب تعليقا على كل هذه المستجدات الخطيرة جدا.. من وجهة نظري فإني أعتقد أنه لابد من تحرك عملي لكل القيادات الجنوبية الشريفة وليس بالضرورة أن يدعى إلى ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، وهذا تساؤل أيضا لذات البُعد: هل لا يزال حالنا أمام التوجهات العدوانية لأعدائنا (عصابات صنعاء) يحتمل تشتت جهودنا والقدرات واستمرار تباعدنا وتفرق قادتنا، أم أننا قد نفيق الآن وسريعا للقيام بما يجب أن نقدمه لوطننا وأجيالنا قبل أن يقع الفأس بالرأس؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى