في ذكرى صانع الفن.. حتى لا ننسى إشعال شمعة في مسار حياة الفنان عبده سيف

> أمل عياش

>
أمل عياش
أمل عياش
ترتص عدد من الدفوف وبعض الجلود المجففة أمام مدخل تظلله بقايا الكراتين والأخشاب المتهالكة. المكان يبدو كمغارة من بعيد.. إنه محل يمتلكه فنان، ولا غرابة من ذلك في بلد لا يهتم كثيراً بالفن وصناعته.
إنه محل صانع الآلات الموسيقية الفنان الراحل عبده سيف، الذي عاصر الكبار، وتعامل مع القمندان وأبوبكر سالم وأعضاء مدرسة بازرعة والفنان سالم بامدهف وياسين فارع، والفنان أحمد فتحي، و أول عود صنعه له، حسب قوله، عبر الفنان مدي والفنان محمد مرشد ناجي.

إنه فنان من نوع آخر، فرادة لا تتكرر، ولا يمكن أن نواجه في حياتنا الكثير من أمثاله، لذا فإن ذكرى وفاته، هي مناسبة لمراجعة النشاط الفني والاهتمام بكل ماله علاقة بالفن والثقافة.
وبالمناسبة، يجب أن نعرّج على حياته، علّنا نشعل شمعة في رواق الثقافة والفن اليمني، فقد يشعر أحدهم بفداحة ما يعيشه الواقع الفني، ويعمل ما يجب، في محاولة لإعادته إلى مساره الطبيعي، الذي يخدم المجتمع.

الانطلاقة
درس السلم الموسيقي على يد الفنان العراقي حميد البصري، ساعده في ذلك بدايته في مهنة النجارة الفنية قال: “بدأت كنجار، ولكن نجاراً فنياً، وكذا وحضر دورة في الهند عن طريق أحد التجار عام 1945م، كانت مخصصة في إتقان فن (الإكليشة)، بعد عودته زاره الفنان سالم بازرعة، واقترح عليه إبرام عقد مع الفنان الجراش، لغرض ترميم الآلات الموسيقية وأهمها العود”.
الفنان عبده سيف أكد، في حديث صحفي سابق، أنه لا أحد من المسؤولين زاره، وبالمقابل زاره العديد من المهتمين من الكويت وألمانيا، ومندوب من روتانا، الذي حصل على عدد من منتجاته الموسيقية وبالمقابل عمل مندوب روتانا على تكريمه وتكريم عائلته.

وفي ذكر رحيل ذاكرة عدن الفنية، صانع العود والآلات الموسيقية، يتحسر الواقع الفني من عجز الساحة على تعويض مثل هؤلاء العمالقة الكبار، وفشل الجهات المختصة في استقطابه للتدريس وتعليم الطلاب في معهد جميل غانم صناعة للآلات الموسيقية، رحل في ظل مرحلة لا تؤمن كثيراً بالفن. لنا أن نتذكر حزنه أيضاً وهو يغادر هذا العالم بعد معاناة، في توفير حياة كريمة له ولأسرته.

استثمار الفن
لقد كان فناننا حريصاً على تأسيس عمل يمكن الساحة الفنية من المحافظة على مهنة صناعة الآلات الموسيقية، وسبق أن طالبها بعمل تسهيلات خاصة لتشجيع الاستثمار الثقافي بمجالاته المتعددة، بمعنى آخر “تشجيع وحماية للصناعة الوطنية في مجال الثقافة”.
الفنان تعامل مع الرعيل الأول مثل الجراش، وعمر غابة، ويحيى مكي، الفنان أنور أحمد قاسم، والقمندان، ود.محمد عبده غانم، والفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان أبوبكر سالم بلفقيه، وكانوا، بحسب حديثه، قد عزفوا وغنوا على آلات موسيقية من صناعته، وكان يتمنى أن تستغل الدولة هؤلاء الكبار للتأسيس لصناعة الفن، من خلال دعم جميع جوانبه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى