رجال في ذاكرة التاريخ: أ. عبدالجبار سلام.. تربوي.. نقابي.. رياضي نشط

> نجيب محمد يابلي

> حي القطيع
تحتل عدن موقعاً جغرافيا وتاريخيا وملاحياً واقتصادياً حيوياً في عموم المنطقة، وكريتر هي أصل عدن، وباقي المناطق ما هي إلا إضافات لاحقة.. تتوزع كريتر في أحياء منها: القطيع، الطويلة، العيدروس، حافة حسين، الزعفران، الريزميت، الخساف.. وغيرها.
برزت أهمية حي القطيع أنه ضم عدداً من المنشآت الرياضية، منها: نادي التنس الأرضي، الجولف، الكريكيت وعلى مشارفه الأستاذ الرياضي (سابقاً الأستاذ البلدي)، أي التابع لبلدية عدن، وحاليا أستاذ الشهيد الحبيشي، لاعب نادي الأحرار الرياضي.

سكنت حي القطيع عدد من الأسر العدنية العريقة: شفيق أمان، نجيب أمان، إبراهيم علي أحمد، أحمد هيثمي سالم، محمود مرشد، علي أحمد ميسري، سلام سعيد صالح.

الميلاد والنشأة
أ. عبدالجبار سلام سعيد صالح من مواليد حي القطيع الكريتري الشهير يوم 19 سبتمبر 1947م (بحسب شهادة ميلاده وجواز سفره البريطانيين)، تلقى عبدالجبار سلام دراسته الابتدائية في مدرسة السيلة الابتدائية (مدرسة الريزيدنسي سابقاً، والسيلة لاحقاً، والمتحف الحربي حالياً)، ومن زملاء دراسته في مدرسة السيلة: سعيد دعالة، ومصطفى سعيد ناصر، وطه سيف، وبدر أحمد عوض (فهد بلان)، وتلقى دراسته المتوسطة في المدرسة المتوسطة (ثانوية لطفي أمان حالياً)، في كريتر، ومن زملاء دراسته: زكي خليفة، وحامد جامع، ووديع ثابت، وفؤاد مكي، ومحمد هاشم، وأحمد صالح عبداللاه، ومصطفى بازرعة.

تلقى عبدالجبار سلام دراسته الثانوية في ثانوية خورمكسر (ثانوية محمد عبده غانم حالياً)، ومن زملاء دراسته: فؤاد مكي، ومحمود هاشم، ومحمد شرف (اللاعب).. وآخرون.

عبدالجبار سلام يدشن نضاله التربوي في محو الأمية
أ. عبدالجبار سلام
أ. عبدالجبار سلام
بدأ عبدالجبار سلام مشواره مع الوظيفة مدرساً في التثقيف السياسي وبتكثيف خاص في مجال محو الأمية في معسكر للأمن والشرطة تأسس بعد خطوة 22 يونيو 1969م، وضم سرايا ألحقت كلها وسلمت للواء 22، وكان قائده صالح مصلح قاسم.

عبدالجبار سلام في مدرسة الجمهورية
التحق عبدالجبار سلام بوزارة التربية والتعليم عام 1970م، وعُين مدرساً في مدرسة الجمهورية الابتدائية في الشيخ عثمان، وكان أول مدير لها المغفور له - بإذن الله - أ. محمد عبدالله مقطري، وعمل عبدالجبار سلام مدرساً فيها لمدة عام واحد.

عبدالجبار سلام في مدرسة الخساف
في العام 1971م انتقل عبدالجبار سلام إلى مدرسة الخساف الابتدائية في كريتر لقربها من موقع سكنه، وحينها كانت معروفة بمدرسة جمال عبدالناصر، ومن زملائه في المدرسة: خالد باسودان، وخالد بازرعة، وإبراهيم حميدان، وعمر خليفة، وعبدالله خليفة (يرحمهما الله)، وإسماعيل عبداللاهي، وأحمد عثمان الرماح.

عبدالجبار سلام أول نائب سياسي
عُين عبدالجبار سلام أول نائب سياسي على مستوى الجمهورية كتجربة لوزارة التربية والتعليم مدتها عام واحد، وفي حال نجاحها ستعمم على مستوى الجمهورية، صدر قرار وزاري بتعيينه نائبا سياسيا في إعدادية شمسان بكريتر، وكان حينها الراحل محمد أحمد هاشم مديراً عاما للتربية في المحافظة، وذلك عام 1974م، ونجحت التجربة بعد عام واحد وعممت التجربة على سائر المدارس في الجمهورية، واستمر عبدالجبار سلام نائباً سياسياً في مدرسة شمسان حتى عام 1978م وكانت المدرسة المذكورة إعدادية.

طلب عبدالجبار سلام تحويله إلى مدرسة ابتدائية، وصدر قرار إداري بتعيينه نائباً سياسياً في مدرسة المرسابة الابتدائية.

عبدالجبار سلام في ثانوية الجلاء
دعت الحاجة لتعيين أ. عبدالجبار سلام نائباً سياسياً في ثانوية الجلاء (ثانوية الفقيد محمد عبده غانم حالياً)، في خورمكسر، وكانت مديرة المدرسة حينئذ التربوية الجليلة نجيبة علي، وتحمل عبدالجبار مهام منصبه لمدة 5 أعوام.

ضم الرقابة العمالية للنقابة
ضمت الرقابة العمالية للنقابة وأصبح عبدالجبار سلام مسؤولاً لدائرة الرقابة العمالية في إطار النقابة العامة للمهن التعليمية عام 1979م وحتى منتصف عام 1980م، وبعد انعقاد مؤتمر اتحاد نقابات عمال الجمهورية عُين عبدالجبار سلام سكرتيراً للأمن الصناعي والسلامة المهنية في نقابة المهن التعليمية لمدة 4 أعوام، وبعد انعقاد مؤتمر النقابة العامة للمهن التعليمية تحمل عبدالجبار الدائرة التنظيمية للنقابة من عام 1985م، وبعد مؤتمر نقابة المهن التعليمية تبوأ عبدالجبار سلام رئاسة النقابة حتى عام 1990م.

لا وجود لإطار نقابة المعلمين في صنعاء
بعد قيام دولة الوحدة في 22 مايو 1990م قام عبدالجبار سلام بزيارة الشطر الشمالي لبحث توحيد الإطارين النقابيين التعليميين، وتبين له أن الإخوان المسلمين مسيطرون على وزارة التربية والتعليم من خلال المعاهد العلمية، وجرى استقبالهم هناك ورحبوا بفكرة الإطار النقابي، وطرحنا آلية للعمل الانتخابي بأن يتم من تحت إلى فوق (من القاعدة إلى القمة)، إلا أن الإخوان عكسوا آلية انتخاب الإطار النقابي، حيث جعلوا من رئيس المعاهد العلمية أمين علي أمين وجماعته في دوائر النقابة، ونزلوا إلى المحافظات الشمالية وشكلوا أطراً نقابية من العناصر الإخوانية.

عبدالجبار يرفض توحيد الكيانين النقابيين
رفضت النقابة العامة للمهن التعليمية في عدن أوضاع النظيرة الشمالية لنقابتهم لأن اللجان النقابية القاعدية في المحافظات الشمالية لم تشارك في العملية الانتخابية لصناعة الإطار النقابي (من القاعدة إلى القمة)، فقام عبدالجبار سلام مع ستة أعضاء من السكرتارية العامة للنقابة واجتمع ممثلو (12) مدرسة لتشكيل فرع للنقابة، ووصل عبدالجبار سلام مع زملائه إلى محافظة حجة وفيها (33) مديرية على حدود المملكة العربية السعودية، ووحد عبدالجبار سلام وزملاؤه جميع فروع النقابة في الجمهورية في إطار النقابة الأم في عدن.

المدارس تصنع النجاح لمطلب الأحزاب
أعلنت الأحزاب مطلبها بزيادة الأجور لمواجهة الغلاء في الأسعار ودعمت النقابة العامة ذلك المطلب في العام 1991/ 1992م، داعية لتحسين مستوى معيشة المعلمين، وأغلقت كل مدارس الجمهورية، وشكلت ضغطاً على الحكومة، وكان رئيس الوزراء آنذاك م. حيدر أبوبكر العطاس، الذي تجاوب مع مطالب المعلمين وتمت الموافقة على رفع الأجور في كل مرافق العمل والإنتاج بنسبة 70 %.

عبدالجبار من الحافة إلى نادي الحافة
مارس عبدالجبار سلام لعبة كرة القدم وهو في الثامنة من عمره في الحافة في المساحات الموجودة في حي القطيع، ثم التحق بنادي النجم اللامع الأحرار، وكان مقره في حي القطيع، وكان من فرسانه: محمد إبراهيم تمباكو، وأحمد صالح موشجي، وتوفيق الأسمر، وعباس غلام، ومحمد عوض، ومحمد ميه، ومصطفى سكران، وجعفر مرشد، وعلي الماس، وناصر الماس، وعبدالمجيد مرشد، ومن بعدهم الشهيد محمد علي الحبيشي، وأبوبكر عوض، وإبراهيم علي أحمد، وعبدالله مسعود، وأبوبكر طرموم، وعلي السوداني، ويسلم صالح، ومحمود كيللر، وأحمد علي صهري الدكتور، وعبدالله علي حسن، ونديم عبده حزام (حارس مرمى).

التحق عبدالجبار سلام بالفريق الثالث Third Team لنادي الأحرار الرياضي، وكان قائداً للفريق حتى عام 1968م، وأصبح مسؤولاً عن نشاط النادي، أي أنه بالتعبير العامي العدني بدأ مشواره مع المعقلة حتى عام 1975م، ويسمى هذا العام بعام الدمج (دمج الأندية) الحسيني - الشباب الرياضي - القطيعي - الأحرار - العيدروسي - الطويلة - الخساف.

الفرسان الثلاثة ينشدون رئاسة جبار
في العام 1988م قام الفرسان الثلاثة؛ د. عزام خليفة، وعبدالحميد السعيدي، وعباس غلام، يرحمه الله، بزيارة لرفيق دربهم عبدالجبار سلام وأعربوا عن حاجتهم له لتحمل رئاسة النادي، وقبل طلبهم ولكنه شرفها بالانتخاب، وأعرب أعضاء الجمعية العمومية عن ثقتهم في العملية الانتخابية، وتحمل عبدالجبار رئاسة نادي التلال الرياضي خلال الفترة 1988/ 1999م،
وتحققت إنجازات أبرزها أن التلال فاز بكاس اليمن الموحد عام 1991م، حيث هزم (33) نادياً أو فرق أندية، وصلت الثقة بقيادة النادي أن لاعبي الأساس والاحتياطي يأخذون فرصهم، وأولت قيادة التلال برئاسة عبدالجبار سلام اهتماماً بالغاً بالبراعم والناشئين والشباب.

عبدالجبار سلام لا ينسى دور هؤلاء
عبدالجبار سلام حقق العديد من الإنجازات والنجاح وحصد الكؤوس إلا أنه أفادني بأنه لا ينسى دور عزام خليفة ومدير الكرة عبدالحميد السعيدي، اللذين كان لهما دور بارز في تحقيق تلك النتائج.
ترك عبدالجبار سلام قيادة النادي عام 1991م إلا أنه تحمل مسؤولية الأمين العام للنادي أثناء رئاسة أنيس السماوي، وتحمل مسؤولية النادي بعد انتهاء فترة رئاسة كل من رشاد هائل، وعارف الزوكا، وحافظ معياد، وعند رحيل الجميع ظل عبدالجبار سلام موجوداً وكأنه «أبو الهول» عند مدخل نادي التلال الرياضي.

تحمل عبدالجبار سلام منصب الأمين العام المساعد للاتحاد اليمني لكرة القدم حتى اليوم، كما أنه برز في جبهة أخرى بتحمله رئاسة نقابة المتقاعدين الجنوبيين.
يذكر ويحسب لعبدالجبار سلام أنه شارك في كل مؤتمرات نقابات المعلمين العرب وقابل العديد من الزعماء خلال الفترة من 1975م حتى 1993م، منهم حافظ الأسد، ومعمر القذافي، وياسر عرفات، وصدام حسين - يحرمهم الله - ويحتفظ عبدالجبار سلام بساعة ذهبية سلمها له الزعيم صدام حسين ومكتوب على الساعة (صنعت من دماء شهداء صدام).

هذه هي صورة الأخ والصديق والزميل عبدالجبار سلام في الجبهات الثلاث: التعليم، والعمل النقابي، والعمل الرياضي، منذ أكثر من (45) عاماً، ولم يتغير جلده بأي لون آخر، ولم يتبدل سلوكه منذ أن عرفناه، وهو دليل أصالة، ناهيكم عن مواقفه الإيجابية الشجاعة تجاه قضايا من يعزون عليه.
عبدالجبار سلام متزوج وأب لثلاثة أولاد؛ هم: وهب - معاد - عمرو، وابنة واحدة هي دنيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى