كلمة في الشهر الكريم

> «الأيام» خاص

> يتبين من خلال الأحاديث التي فيها مشروعية الصيام منزلة الفرائض من النوافـل ، فأحب الأعمال إلى الله الفرائض وأعلاها أركان الإسلام ويظهر هذا من خلال ما يلي :
قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي لما سأل عن الصيام قال: وصيام رمضان ، قال : هل علي غيره ؟قال لا إن تطوع " .

فمن كمال الفرائض أن الاقتصار عليها يجزئ وتبرأ به ذمة الشخص ، ومن كمالها كذلك أن النوافل لا تقبل ما لم تؤد الفروض ، فما عذر من حرص على النوافل والمستحبات وتهاون وفرط في أركان الإسلام .

شفقة النبي ورحمته لأمته ، فقد قام ليلة من رمضان يصلي فصلى بصلاته ناس ثم صلى في الليلة الثانية والثالثة ، فلما كانت الرابعة لم يخرج إليهم وقال : إني خشيت أن تفرض عليكم
فصلى الله عليه وسلم وجزاه الله خير ما جازى نبيا عن أمته ، فإذا قام المسلم تذكر غيابه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة عن القيام مع حرص الصحابة رضي الله عنهم كل ذلك شفقة بهذه الأمة وهذا يورث محبته ومحبة سنته والتمسك بها ، والشفقة والرحمة بأمته .

في رمضان تربية على عبادة قيام الليل وهي تجمع عدة فضائل :
أ- قراءة القرآن .
ب- كونها في الثلث الأخير من الليل
ج- قراءة الليل أشد وطئا وأقوم قيلا .
هـ- نور في الوجه .
د- أقرب لاستجابة الدعاء
فمن استمر عليها وداومها أدرك قدرها وسرها ونظرا لمشقتها شرعت جماعة في رمضان ليكون أسهل على القيام بها والتعاون لأجلها .

رمضان يربي في النفس الإكثار من الأعمال الصالحة ، فما من عمل إلا وهو مضاعف في رمضان لأضعاف كثيرة فمن صلى مع الإمام حتى ينصرف يكتب له قيام ليلة ،وعمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن فطر صائما فله مثل أجره والتسبيحة عن ألف تسبيحة في غيره كما قال الزهري .

فإذا تذكر ذلك المسلم حرص على الإكثار من الأعمال الصالحة والتزود منها خاصة إذا علم أن تكرر فرصة رمضان قادم هي من علم الغيب التي اختص الله بها فيورثه ذلك اغتنام الأعمال الصالحة .
رمضان يربي في النفس التكيف على التغير، فإذا جاء رمضان يحدث تغير حتى في العالم الغيبي فمثلا :

أ ـ الجنة تتغير فتفتح أبوابها .
ب ـ النار تتغير فتغلق أبوابها .
ج- مردة الشياطين تتغير فتصفد وتسلسل
فيبقى بعد ذلك الإنسان المسلم المفترض أن يتغير إيمانا وسلوكا وعبادة وقلبا ، فيتعلم حسن الأخلاق وحسن أداء العبادة والصبر والإحسان إلى الناس وخدمتهم والتمسك بالفرائض وإتباعها بالنوافل ، فيخرج رمضان وقد تغير إيمانه وخلقه وصفاته وسلوكه .

تشريع رمضان لهذه الأمة فيه مدح لها وميزة وتشريف ، حيث لم يكفلها الله بالحساب لمعرفة دخول الشهر وخروجه بل غاية المطلوب رؤية الهلال ، فمتى رؤي الهلال صام الناس وإلا أكملوا شعبان ثلاثين يوما من دون تكلف وتعسف وتدقيق وحساب .

وهذه طريقة يعرفها حتى الأعرابي ، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب " .
أي ليس في ديننا تكلف فلا نكتب وندقق ونحسب متى نصوم ؟ ومتى نفطر ؟ بل الأمر يسير جدا فإذا رأينا الهلال صمنا وإذا لم نره أكملنا شعبان .

فالحمد لله الذي شرف هذه الأمة حتى في أحكامها وتشريعها .
في رمضان تربية للأمة على الوحدة والاجتماع وعدم التفرق ، فتصوم الأمة كلها إذا رأوا الهلال ، ويفطروا جميعا إذا غربت الشمس ، كل ذلك ليتعود الناس رغم المسافات بينهم على الوحدة ويعرفوا ثمرتها وفائدتها .

حتى إذا أنسلخ رمضان سعى الناس للوحدة في الكلمة والهم والهدف والغاية ، وليست هذه الفائدة محصورة على الصيام بل جميع مظاهر التشريع خاصة أركان الإسلام تدل لها وهي مقصد من مقاصد الشريعة .​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى