كنوز رمضان

> «الأيام» خاص

>
رمضان يربي الناس على تجديد النية والاحتساب ، ويؤخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم "من صام رمضان إيمانا واحتسابا "فجاء رمضان يؤكد قضية النية وتجديدها في الصيام وفي السحور وفي الإفطار فيتربى المسلم على تجديد النية في الأمور الإيمانية والعبادات بل حتى في الأمور العادية من أكل وشرب ، ولا يخفى أثر النية على الأجر المترتب على العمل وعلى النفع به في الدنيا .

في رمضان ربط للناس بكتاب ربهم سبحانه ، وهذا من وجوه :
1 ـ أن القرآن نزل في رمضان.
2 ـ أن جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملا في رمضان .

3 ـ في السنة التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم دارسه جبريل عليه السلام مرتين .
4 ـ قيام رمضان يتلى فيه القرآن ، والسلف رحمهم الله كانوا يختمون في القيام .

فتزداد صلة المسلم بكلام ربه قراءة وسماعا وتأملا وتدبرا فيزداد لذلك إيمانا وتقى وصلاحا .

رمضان يربي الناس على تدارس القرآن وتدبره ، وهو معنى أخص من مجرد قراءته ، فيعيش المسلم بين آيات القرآن وقصصه ووعده ووعيده ، فتدمع عينه تارة ويلين قلبه تارة أخرى ، يرى الأمم الماضية حاضرة عنده ، ويعيش مع الأنبياء صبرهم ونصحهم وابتلاءهم ،ويستنبط الأحكام ويستفيد الفوائد ، ولذلك كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان كل ليلة ".

في أحاديث رمضان من السنة النبوية تأصيل لمنهج أهل السنة والجماعة في الإيمان وأن الأعمال من الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيمانا واحتسابا " فيحرص المسلم على الأعمال لأنها ركن من أركان الإيمان .
فيه عظم أثر الإخلاص فمن قام رمضان إيمانا واحتسابا وصام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ،فما أعظم أثر الإخلاص على الإنسان حيث يبلغ بعمله وإن كان قليلا المنازل العليا .

في رمضان حث للناس وزرع لروح المسابقة في الخيرات وميادينها ، ففي رمضان تفتح مجالات الخيرات وميادين المشاريع الإيمانية وتكثر أبواب الخير فيبقى على الناس التنافس والمسابقة تطبيقا لقوله تعالى " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم "
فأهل الغنى بأموالهم ، وأهل العلم بتعليمهم وفتاواهم ، وسائر الناس بعباداتهم وختمهم لكلام ربهم وقيامهم وصلاتهم ، حتى على مستوى الأسرة يتنافس الأفراد فيما بينهم على التسابق على ختم القرآن كما هو ظاهر في أكثر البيوت ولله الحمد ، ومن حكمة الله أن جعل شعب الإيمان متعددة حتى تناسب الفروق الفردية بين الناس .

وليست ميادين الأعمال الصالحة وتعددها خاصة في رمضان بل الحياة الدنيا كلها مجال للتنافس والتسابق في الخيرات لكنها في رمضان بشكل مكثف وظاهر .

في العمل الواحد في رمضان يختلف الناس ففي قوله صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيمانا واحتسابا "ومعلوم أن الإيمان يختلف زيادة ونقصا في قلوب الناس ، وهذا الاختلاف مبني على الاختلاف في أعمال القلوب وقوتها وضعفها ، فكلما كان القلب أمكن في الأعمال القلبية كلما علت مرتبة صيامه وقيامه .

وتعليق الأجر بالإيمان والنية يجعل الشخص يحرص أشد الحرص على كمال الإيمان والنية في قلبه حتى يعظم له الأجر.

في رمضان تجتمع أركان الإيمان الثلاثة :
أ ـ قول القلب : وهو التصديق به والإيمان الإجمالي بالصيام ،ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث "من صام رمضان إيمانا "
ب ـ عمل القلب : وهو الاحتساب المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم "احتسابا "
ج- عمل الجوارح : ويكون ذلك بصيام الجوارح عن المفطرات الحسية والمعنوية.
ولأجل ذلك أصبح ركنا من أركان الإسلام الخمسة كما ثبت في السنة النبوية .​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى