أسد الجنوب

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
عاش مرارة الألم والقهر والظلم والجبروت، عاش سنوات تحت أقسى وطأة استبدادية هي في كل فصولها لا تمثل معاناته كشخص بقدر ما هي تلخص تماماً معاناة الجنوب على مدى عقود خلت، فشاء القدر أن يكون هذا الرجل الشجاع قد عاش فصولها الأخيرة بكل ما فيها من كثافة الظلم وفصول محاكمات صورية ليس الهدف منها إحقاق العدالة بحقه لأن تهمته جاهزة وغير قابلة لنقض رواياتها المتداخلة المتناقضة في آن. هكذا عاش الأسير أحمد العبادي المرقشي سنوات الأسى التي لخص من خلالها السجان ما في ذاته من حقد تجاه أبناء الجنوب بصفة عامة أو هكذا كانت تتم معاملته بكل ما في معاني القسوة والحقد.. فحين تروى حكايته تجد في طيها تلخيصا لنمط الظلم والإقصاء والكراهية التي مورست بحق أبناء الجنوب عموماً.

 اللافت أن الرجل ظل شامخاً يزأر كالأسد من خلف القضبان، ولا نبالي بردات فعلهم، لا بل ظل صوتاً جنوبياً مميزاً يدعو أبناء جلدته لليقظة ونبذ الخلافات التي تجعلهم غيمة سهلة.. لم يلن معدن الرجل حتى وهو في أشد حالاته خلف قضبان السجن وتحت وطأة سجان لا يرحم. لا بل لخص أحمد العبادي المرقشي، أو هو عميد الأسرى الجنوبيين، معاني الوطنية والإخلاص لوطنه الجنوب لا يتوانى في الرد تجاه المسيئين ممن حاولوا كسر إرادته فتبين لهم عمق أصالة معدنه النفيس ورباطة جأشه التي تفوق الوصف.. هكذا ظل يزأر من زنزانته معلناً عن براءاته التي تكشف عدالة أجهزة القضاء التي لم تخلص من تداول قضيته على مدى ما يزيد عن عقد من الزمان.

وأخيراً عاد الفارس المغوار إلى أهله وذويه بعد أن ظل متماسكاً على مدى سنوات كانت حالكة السواد بليلها الذي ليس له آخر وفق كافة المعطيات.
عاد بعد أن تخلص من أسره ربما ليروي للأجيال حكايته بفصولها المأساوية التي هي في الأصل تلخيصاً لمأساتنا العميقة بكل ما لازمها من قهر وتعال وظلم وإلغاء.
 في الختام، نبارك لأخينا عميد الأسرى الجنوبيين العودة بتلك الهامة المرفوعة والعزيمة التي لا تلين إلا لخالقها العظيم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى