المرقشي: قضيتي سياسية كان الهدف منها إسكات صحيفة «الأيام» المعبرة عن قضايا الجنوب
> «الأيام» عن “سبوتنيك”
>
وحول الأوضاع السياسية والتقلبات التي شاهدها خلال فترة سجنه ومبادراته للسلام، حاورت “سبوتنيك” أحمد المرقشي، أحد مؤسسي الحراك والمقاومة الجنوبية والحارس الشخصي السابق لرئيس تحرير صحيفة «الأيام».
* بداية ما هي قصة اعتقالك لمدة 12 عاماً في صنعاء؟
* ما قصة جريمة القتل التي تم اتهامك فيها وحكم عليك بالإعدام؟
* ما الذي حدث بعد ذلك؟
* كيف نجوت من حكم الإعدام؟
* هل انتهى الأمر بسجنك وانقطعت العلاقة مع الرئيس صالح وأعوانه في تلك الفترة؟
* بعد قيام الثورة في العام 2010 تم الإفراج عن المعتقلين.. لماذا بقيت بالسجن حتى 2019؟
* لماذا كان إصرار الرئيس صالح على إعدامك؟
* من كان الحاكم الفعلي بعد العام 2011؟
* كيف كانت معاملتك في السجن بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء؟
* هل اقتصرت لقاءاتك بأنصار الله على البخيتي؟
* إذاً أنت رفضت الخروج من السجن؟
* ولماذا قبلت الخروج في صفقة الأسرى الأخيرة؟
* خلال السنوات التي قضيتها في السجن بصنعاء.. برأيك متى تنتهي الحرب؟
* كيف ترى الأوضاع بعد أن تركتها لمدة 12 عاما؟
* السلام بين الشمال والجنوب متى يتحقق؟
- أطالب كل الفصائل في الداخل والتي تحمل هم الوطن أن يتكاتفوا ويضعوا أيديهم بأيدي بعضهم، وقد مددت يدي بالحوار إلى عبدالملك الحوثي وأنا داخل السجن، وأرسلت له عدة رسائل ذكرت فيها أننا نريد التحاور بين الشمال والجنوب، وقد تقدمت بتلك المبادرات بشكل شخصي وأنا لا أنتمي لأي فصيل سياسي ولا أعمل إلا مع الجنوب وقضيته.
قضى الأسير أحمد عمر العبادي المرقشي 12 عاما في السجن وحكم عليه بالإعدام، وتعرض لمساومات من صالح والحوثيين، ورفض الخروج من السجن قبل تبرئته ورد الاعتبار إليه في جريمة القتل المنسوبة إليه، وأخيرا عاد إلى عدن في صفقة لتبادل الأسرى مع الحوثيين.
وفيما يلي نص الحوار:
- قضيتي سياسية في المقام الأول من أجل إسكات صوت الجنوب، في فترة حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، حيث كنت ضحية لنظام صالح لأنهم كانوا يريدون إسكات صوت صحيفة “الأيام” والتي كانت تعبر عن قضايا الجنوب، فأرادوا استهداف رئيسها واستدراجه عن طريقي لأنني الحارس الشخصي له، حيث كان المقر الرئيسي للصحيفة في شارع الستين بالعاصمة صنعاء قبل أن ينقل إلى عدن في الجنوب.
- في 12 فبراير 2008 حدث اعتداء مسلح من جانب عدد من الأفراد التابعين أو الموالين للرئيس صالح على منزل رئيس الصحيفة ثلاث مرات بعدد 16 فرداً يستقلون ثلاث سيارات، وتم الاشتباك في إحدى المرات وقتل أحد أفراد المهاجمين برصاصة من الخلف من الأفراد المرافقين له، ولكن تم القبض عليّ واتهامي بالقتل رغم أن الطب الشرعي أثبت ذلك ومع هذا تم صدور حكم بالإعدام ضدي.
- تدخل الرئيس علي عبد الله صالح في القضية بشكل مباشر، والذي كان يشرف بشكل مباشر للإسراع بصدور الإدانة، وبعدها أرسل لي ياسر اليماني، ووزير داخليته، قبلها يساومني، وطلب مني الاتصال برئيس صحيفة «الأيام» وأن أطلب منه عدم النشر عن الحراك الجنوبي مقابل إطلاق سراحي، ورفضتُ هذا العرض، وأبلغتهم أن الحراك الجنوبي وصعدة ليستا قضايا شخصية وهي مطالب شعبية.
- المحاكمة كانت هزلية وحكم الإعدام لم يكن يستند إلى أي دليل قانوني، وتقدمنا بطعن في الحكم وتم قبوله وتعدل الإعدام إلى السجن.
- لا لم ينتهِ الأمر، وبعد ثلاث سنوات في السجن، أرسل إليّ الرئيس صالح المتحدث باسمه أو الشخصية المقربة منه ياسر اليماني بعرض جديد يحمل نفس المطالب، وهي الاتصال برئيس صحيفة “الأيام” لوقف النشر عن الحراك الجنوبي وقضية صعدة وغيرها من قضايا الحريات مقابل الإفراج الفوري عني من السجن، وسبب المساومة الثانية أن إدارة الصحيفة ورئيسها انتقلوا إلى عدن وأغلقوا المقر الرئيسي بصنعاء، أضف إلى ذلك أن قوات الأمن في عدن معظمها من الجنوبيين، ومع ذلك جاءت قوات من صنعاء وهاجمت الصحيفة في عدن وقتلت وأصابت الحراس.
- بعد قيام الثورة تم الإفراج عن الحوثيين والمحكوم عليهم بالإعدام والذين يبلغ عددهم أكثر من 200 فرد، حيث تدخل أمير قطر لدى صالح وأخرجهم من السجن وتم نقلهم بطائرة من صنعاء إلى صعدة وأمر صالح والذي كان الحاكم الفعلي للبلاد حتى بعد قيام الثورة ببقائي في السجن.
- قبل أن أكون الحارس الشخصي لرئيس صحيفة «الأيام»، كنت أحد المؤسسين والقادة للحراك الجنوبي وكان لي دور معروف في كل فعاليات ومساهمات الحراك الجنوبي، وكانت لديهم كل المعلومات عن قادة الحراك، وكنت قد تعرضت لأكثر من هجوم من جانب الأمن المركزي وأصبت أكثر من مرة، وكان صالح يعرفني جيدا عن طريق رجاله بأنني من أقمت الحراك في الجنوب وأقود المقاومة وتسببت في أذى كثير لهم، فكانوا يريدون الخلاص مني بأي طريقة.
- علي عبد الله صالح هو من كان الحاكم الفعلي لليمن، أما هادي كان مجرد شخص مسير، وقد تواصل ابني مع الرئيس هادي في وقت وجود صالح، وقال له: أبي مظلوم ويجب الإفراج عنه، فرد هادي بأن الأمر ليس بيده ولن يكون له قرار إلا في حال خروج صالح من اليمن.
- بعد سيطرة الحوثيين على الأوضاع في صنعاء زارني في السجن علي ناصر البخيتي شقيق محمد البخيتي وكان عضو المجلس السياسي وقتها قبل أن يختلف معهم وسجل لقائي معه على هاتفه صوتا وصورة، وحذرتهم من وضع يدهم في يد علي عبد الله صالح وذكرتهم بما تعرضوا له، وأن الجنوب له مظلومية من صالح، وطالبتهم بعدم خوض أي حرب ضد الجنوب مع صالح، وزارني مرة أخرى بعد أن دخلوا إلى صنعاء وقلت لهم لا تغتروا فقد أدخلنا صالح والإصلاح في العام 1994 بأيدينا إلى الجنوب من أجل الوحدة وخانوا وغدروا، فلا تأمنوا غدرهم.
- لا لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد أرسلوا علي العاصي وهو محامٍ في مكتب أنصار الله، وكان يحمل معه رسالة من عبد الملك الحوثي بأنه اطلع على مظلوميتي من النظام السابق وأن الجنوب ظلم كما ظلمت صعدة أيضا، وصورت اللقاء قناة المسيرة، وكان هذا في نهاية العام 2014، وطالبتهم بعدم شن حرب على الجنوب وذكرتهم بأن مشكلتنا ليست مع الشعب في الشمال وإنما مع من كان يحكم وقتها.
- لم أرفض الخروج ولكن كان شرطي محاكمتي والرئيس صالح محاكمة عادلة وأن يحضر تلك المحاكمة أهل القتيل الذي اتهمت أنا بقتله، حتى لا أخرج من السجن وأنا مدان، لأنني برىء والقضية سياسية ويعرفها الجميع وكنت أريد التعويض ورد الاعتبار قبل الخروج إلى الشارع.
- في صنعاء لا يعترفون بالقانون ولا حكم المحكمة ولا النظام السابق ولديهم الشمالي شمالي والجنوبي جنوبي، فتم إدراجي في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الجنوبية والحوثيين بعد مطالبات واشتراطات من المقاومة والحراك.
- الحرب في اليمن هي حرب دولية وراءها قوى إقليمية ودولية زرعها علي عبدالله صالح ونحن الآن نجني ما زرعوه.
- أطالب السياسيين في الجنوب بوحدة الصف لأن الأحزاب في الشمال قديمة منذ الستينات ولديهم خبرات في عمليات تفتيت القوى السياسية والنفاذ إليها من الداخل، لمواجهة تلك المخططات يجب أن تتوحد الصفوف من أجل قضية الجنوب التي ما زلنا نناضل من أجلها وقضينا من أجلها سنوات طويلة في السجون…ونطالب دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات بدعمنا لفك الارتباط مع الشمال والاعتراف بقضيتنا العادلة وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية.
- أطالب كل الفصائل في الداخل والتي تحمل هم الوطن أن يتكاتفوا ويضعوا أيديهم بأيدي بعضهم، وقد مددت يدي بالحوار إلى عبدالملك الحوثي وأنا داخل السجن، وأرسلت له عدة رسائل ذكرت فيها أننا نريد التحاور بين الشمال والجنوب، وقد تقدمت بتلك المبادرات بشكل شخصي وأنا لا أنتمي لأي فصيل سياسي ولا أعمل إلا مع الجنوب وقضيته.