فرقة سالم وعلي سعيد والإبداع في الألحان

> فؤاد باضاوي

>
فرقة سالم وعلي سعيد للتراث الشعبي بالشحر.. فرقة لها جدور في تاريخ الموروث الشعبي، شاركت في العديد من المهرجانات وقدمت لوحات تراثية بحرية رائعة. وبرز اسمها بقوة في الساحة الشعبية بقيادة المرحوم، متعدد المواهب، علي سعيد علي، الذي أبحر في عباب تراثنا الحضرمي، وصاغ منه درراً وألحاناً خالدة، تفنن أبناء مدينة الشحر "سعاد الزبينة" في تقديمها في لوحات بديعة غزت القلوب في الداخل والخارج وسكنت وجدان الحضارم.

هذه الفرقة الشعبية ارتقت بفقراتها المتنوعة، تحت قيادة المايسترو متعدد المواهب الراحل علي سعيد، لتكون نموذجاً جميلاً ينشد المتعة والروعة في الأداء، لشباب أحبوا تراثنا وأبدعوا في تجسيده على أرض الواقع، وتنقلت هذه الفرقة بين بوادي ومدن حضرموت تنشر البهجة والفرح وتغرد بفنونها المختلفة، وبات الجميع يرقب ويترقب جديدها وألقها على الساحة الشعبية.

وعندما نتحدث عن الراحل المبدع، علي سعيد علي، القائد والأب الروحي للفرقة، فالحديث يطول. من الإيقاعات للعزف على مختلف الآلات الموسيقية. للغناء والرقص الشعبي، راقصاً متميزاً ومدرباً تتلمذ على يديه الكثير من الشباب.. إلى الألحان الفريدة: "من قال محبوبتك من؟"، و "شامره يا سفينة بلادي"، و "أنا استاهل اللي صار"، و "الحب قالوا عيب"، و "على نفسي أنا الجاني"، و "أقولك فوق هذا أيش"، و "تأكل العمر السنين"، و "يا دهر مالك ليه؟"، و "هلا بك يا حبيب"، و "تراها باتفرقنا"، و "اخترت قربه"، و "قليل العرف يتباهى".. وغيرها الكثير من الروائع الغنائية، حتى أصبح الإيقاعي الأبرز في سماء الوطن.

عمل مدرباً لفرقة الفنون الشعبية بالشحر وشارك إيقاعياً مع فرقة الفنون الشعبية بالمحافظة. ومثلها في العديد من المهرجانات والمشاركات الخارجية. وقام بتركيب أغنيات الفنان الراحل د. أبوبكر بلفقيه، وصمم بعض رقصات شريط الذكريات وأحمد فتحي، وغيرهم من الفنانين إلى جانب تدريبه في اللوحة الغنائية "أعراس الجدور"، وتلحين بعض فقراتها وتركيب إيقاعاتها.

غنى من ألحانه العديد من الفنانين، منهم: محفوظ بن بريك، والراحل كرامة مرسال، علي بن بريك، خالد سلومة، الفنانة أحلام، وحسين الجسمي، وغيرهم الكثير والكثير من الإبداعات لفنان، مثّل رحيله خسارة فادحة للفن الحضرمي والوطني.
ما زلت أتذكر قدومه إلى إذاعة المكلا في وفاة أخيه اللاعب والإيقاعي المعروف، حسن علي، وطلب من الفنان أنور الحوثري مرافقته إلى الشحر لعمل لوحة عن الفقيد الراحل، وذهب معه الحوثري، وأنجزا اللوحة في وقت قياسي، فالإبداع سمة مشتركة بينهما. ولا يأتي ذكر الراحل، علي سعيد علي، إلا ويذكر معه الفنان شريف بن دهري، والمدرب أمين عبيدون.

لم يكن دخيلاً على الفن بل أتى من بيت ارتبط بالإيقاع وامتداداً لإخوانه الراحلين: سالم، وحسن سعيد اللاعب والإيقاعي البارز. وحلق الراحل، علي سعيد علي، في دنيا الفن عازفاً وملحناً مقتدراً وإيقاعياً متفرداً، وراقصاً ومدرباً مجيداً.
نقش في موروثنا الشعبي ألحاناً ورقصاً وإيقاعاً فريداً وصوتاً شحرياً بديعاً، بماركة (علي سعيد علي).

ستحتفظ الأجيال بكل نتاجاتك، وستخلد ألحانك إلى ما شاء الله، وستظل أسطورة قدمتها مدينة الفن والفنون مدينة شاعر الأجيال الراحل السيد: حسين أبوبكر المحضار، والكثير من المبدعين، أُماً لليتامى وصومعة للكبار..
أمي الشحر.. والوالد جبل ضبضب، وأبني الحيد لسود وابنتي ضبة..

لن تنساك الشحر أبا عماد، وستعيش في قلوب ووجدان الأجيال، مبدعاً وعاشقاً لسعاد الزبينة، وستفخر وتفاخر بك على الدوام.
فليعذرني أبناء الشحر إن أخطأت أو قصرت.. ولكم حبي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى