هوامش على كتاب (الفنان والملحن القدير صلاح ناصر كرد)

> مختار مقطري

>
كتاب صغير فيه كنز عظيم، عنوانه «الفنان والملحن القدير صلاح ناصر كرد» يحتوي السيرة الذاتية والفنية وعددا من النصوص الشعرية التي لحنها الفنان الكبير صلاح ناصر كرد، واحد من أعظم رواد المدرسة التجديدية اللحجية في التلحين التي تفتقت منذ أربعينيات القرن الماضي، وقد امتاز هو (بتجديد التجديد)، والكتاب فيه أيضا جهد كبير في إعداده وجمعه، لصعوبة الحصول على مواده وطبعه وإصداره، من قبل الأستاذين أحمد صلاح كرد، ود. محمود مهدي كرد.

في صفحة الغلاف الأولى وضع لقب «سنباطي لحج»، وفي رأيي أن كرد له عبقرية موسيقية مستقلة تختلف عما للسنباطي، وتختلف عما لمجايليه - والأسباب في سيرته الذاتية، وهذا بحث آخر، فلم يتوفر له ما توفر للسنباطي من النهوض الفني الكبير في الغناء والموسيقي، ولا صوت أم كلثوم ولا معاهد ولا سينما ولا أوبرا ولا مسارح.. إلخ، عاش كرد في نهضة موسيقية تجديدية ولكنها فقيرة بإمكانيات محدودة، لكنه كان صاحب موهبة كبير، فمعظم موسيقاه ظهرت مشرقة وحيوية وتجديدية، وهي إلى اليوم أكثر شبابا وأشد التماعا ورونقا، وستظل تجديدية إلى بعد مائة عام منذ هذا العام، وهو متنوع في الحانة، وتبدو مستحيلا أن تكون لملحن واحد، وإنما ألفها عدة عباقرة، لنضيف أمام صفته هو بالتحديد كلمة (الفذ) فيصبح صلاح ناصر كرد الموسيقار العبقري الفذ.

محمد سعد صنعاني
محمد سعد صنعاني
إن صلاح كرد أقرب لسيد درويش، بجملته اللحنية الحيوية والقصيرة، منه للسنباطي، ومن حيث التنوع والحيوية ورشاقة الجملة، مع الاختلاف في المدرستين ومشاربهما الموسيقية، درس درويش الموسيقى في إيطاليا، ودرسها كرد على يد الموسيقار محمد سعد الصنعاني، وقد أراد كرد أن يصبح واحدا من كبار الملحنين من بين مجايليه، فاكتشف أنه صار متفردا كسيد درويش.

ومقدمة الكتاب مادة فنية وأدبية مصاغة بأسلوب موسيقي جميل لتليق بكرد، لم تغرق في الإعجاب المتعصب، فتجاوزت الواقع والتاريخ، وإنما حاولت الاقتراب منه، ومعذرة للجميع، فلن أنقل من الكتاب سطرا واحدا لنشره، لضيق المساحة، داعيا كل الكتاب والشعراء والأدباء والوزارات والمراكز والمنتديات والصحف المحلية إلى شراء الكتاب وتوثيقه والترويج له، وأنا زعيم أني سأسعى في وقت لاحق لنشر مقدمة المقدمة لحلاوتها، وقد لحنها د. محمود مهدي كرد بموسيقى الفنان الكبير صلاح كرد.

ضم الجزء الأول من الكتاب، مجموعة من المقالات المنشورة بالصحف، بأقلام أدباء وموسيقيين كبار ومشهورين، عن الملحن العبقري الفذ صلاح ناصر كرد، لكن عددها قليل، مما يعني أن الأستاذين أحمد صلاح كرد، ود. محمود مهدي كرد، واجها صعوبة ومعاناة في إعداد وجمع مواد الكتاب، لكن يبقى من الضروري معاودة البحث للطبعة الثانية.
التحقت في الصحافة الفنية في العام 2000، وكتبت إلى اليوم عن معظم فنانينا الرواد والأجيال التي تعاقبت بعدهم، لكني لم أكتب عن صلاح كرد، لأني كنت وما زلت أتهيب الكتابة عن هذا الفنان العبقري، مع سؤال بلا إجابة منذ ما قبل عام 90 إلى اليوم، لماذا يتم تهميشه ولا يذكر إلا نادرا إذا ذكر الملحنين الكبار الرواد، وأنا اليوم واثق من حصولي على الإجابة قريبا.

ولتقريب شخصيته للقارئ غير المهتم، سأذكر عددا من عناوين الحانة الخالدة، نقلا عن الكتاب: «جميل وردي خدوده، يا شقي، يا معذب في الهوى، تقول العين ذا ملكي، أسألك بالحب يا فاتن جميل، أبا يا مهلى».
الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى