رجال في ذاكرة التاريخ: 1 - فقيد الصحافة فاروق لقمان 2- فقيد الرياضة كابتن عادل إسماعيل

> نجيب محمد يابلي

>
فاروق لقمان
فاروق لقمان
1 - فاروق محمد علي لقمان

أسرة لقمان
الوقوف أمام أسرة لقمان قوامها عطاءاتها إعداد مفاضلات بين فرسان الأسرة وفرسان أي أسرة على مستوى الجزيرة والخليج؛ بل وعلى مستوى الشرق الأوسط، ستجد أن للأسرة وزناً كمياً ونوعياً يضاهي أي أسرة في أي من النطاق الجغرافي.
أولاد الماستر علي إبراهيم لقمان: 1 - محمد 2 - حمزة 3 - محمود 4 - عبدالمجيد 5 - صالح..

أولاد محمد علي لقمان: 1 - عبدالرحيم 2 - إبراهيم 3 - فاروق 4 - حافظ 5 - وجدان.. ولو حصرت عطاءات أسرة علي إبراهيم لقمان لوجدت فروسيتهم في كل مجال: تعليم + صحافة + طب + قضاء + محاماة + تجارة.. إلخ، وخلقت أسرة علي إبراهيم بيئة خصبة لكل أبنائها وبناتها ليصبحوا مواطنين صالحين متشربين لقيم أو قل منظومة قيم المجتمع المدني، ووجدناهم بسطاء في ملبسهم، بسطاء في سياراتهم، بسطاء في حياتهم، وعظماء يشار إليهم بالبنان في مراكز عملهم.

فاروق لقمان تنطبق عليه مقولة: "هذا الشبل من ذاك الأسد"، والأسد هنا هو محمد علي إبراهيم لقمان المحامي (المولود يوم 16 نوفمبر، والمتوفى يوم 24 مارس 1966م في مكة المكرمة)، وقد أخذ عن والده الرماية، وركوب الخيل، وعقد المجالس، والولع بالقراءة والمجادلة في عدة لغات، وقد تراكمت لدى الأسرة خبرة ومعرفة في التأسيس للعلم والتواصل.

كان ولده أحد مؤسسي نادي الأدب العربي عام 1924م، ونادي الإصلاح العربي عام 1930م، و "مخيم أبي الطيب المتنبي" عام 1938م.
الراحل الكبير فاروق لقمان من مواليد حافة حسين بكريتر (عدن) عام 1935م، وتناول رحمه الله مسيرته التعليمية في صحيفة 26 سبتمبر بتاريخ 7 أبريل 2011م، حيث أفاد: "ما أن بلغت الثامنة حتى التحقت بحلقة السيد عبدالله بن حامد الصافي، وكان من علماء الحديث الشريف، وقرأ فاروق على يديه المنطق والبيان والبديع، وقرأ على علماء آخرين، وكان رحمه الله يقرأ مؤلفات ابن العربي، وابن رشد، والأمام الغزالي".

ألحقه والده بمدرسة خصوصية يديرها الشيخ محمد حاجب أحد الخطاطين القلائل في جنوب الجزيرة، وكان إماماً لمسجد علي بهاني في سوق الحراج، وكان مرغوباً فيه عند قطاع من السكان الذين كانوا يتوافدون لسماع خطبه، ويضيف فاروق لقمان: "ولكن مجلسه كان أول مجلس سياسي عرفته، فقد كانت تأتي إليه الصحف المصرية؛ منها المؤيد، ووادي النيل، والأهرام".

فاروق لقمان يشد الرحال إلى الهند
على خطى والده غادر فاروق لقمان عدن إلى الهند والتحق بجامعة بومباي، وحصل منها على الليسانس في العلوم السياسية والتاريخ عام 1958م، وحصل بعد ذلك على الماجستير في الصحافة من جامعة كولومبيا الأمريكية عام 1962م، وعاد إلى عدن ليعمل في دار فتاة الجزيرة التابعة لوالده منذ تأسيسها عام 1940م كأول صحيفة في الجزيرة العربية، وكانت "فتاة الجزيرة" تصدر يومياً بالعربية، فيما كانت صحيفة عدن كرونيكل Aden Chronicle تصدر أسبوعياً بالإنجليزية، كما عمل مراسلاً لصحف أجنبية معروفة مثل: "الديلي ميل" البريطانية، و "نيويورلا تايمز" الأمريكية، و "فاينتشال تايمز" البريطانية.

توابل لقمان في الشرق الأوسط
اشتهر الرجل الكبير فاروق لقمان بالعمودين المتميزين "عالم بلا حدود" و "توابل هندية"، وكانت منطلقه إلى الصحيفة من مدينة جدة، ولأن الهند كانت موطن دراسته الجامعية وبعد ذلك صب جزءاً من اهتمامه في الهاجس الهندي عندما أسس جريدة هندية في نفس الشركة (الشركة العربية للأبحاث والتسويق)، وأصدر جريدته الهندية باللغة الماليالامية لغة أهل كيرالا، وعندما سأله صديقه الحميم د. علي محمد البيتي عن السبب في ذلك فقال راحلنا الكبير بأن جالياتهم كبيرة جداً في المملكة والخليج، ولذلك أقبلوا على جريدته رغبة في متابعة أخبارهم وخواطر فاروق لقمان الجميلة.

لقمان مرغوب عند الأخوين هشام ومحمد علي حافظ
اشترك فاروق لقمان مع الأخوين هشام ومحمد علي حافظ عام 1974م في الإعداد من خلال شركتهما: الشركة العربية للأبحاث والتسويق، حيث أصدر أول جريدة سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية "عرب نيوز" Arab News، وهي الجريدة التي تدرج في مناصبها وساهم بالكتابة فيها، وظل مديرا ثم رئيساً لتحريرها على مدى عقيدين من الزمن قبل أن يتم اختياره مديراً لتحرير صحيفة "الاقتصادية"، فمديرا لمركز التدريب الصحفي التابع للشركة السعودية للأبحاث والنشر وهو المركز الذي لعب دورا مهما في تخريج الكثيرين ممن صاروا اليوم نجوماً في عالم الإعلام المكتوب.

البيتي مسكون في حب لقمان
تعرف د. علي محمد البيتي على أخيه وحبيبه وصديقه ابن عدن البار والإعلامي القدير فاروق محمد علي لقمان في فترة الشباب في عدن عندما كان في جريدة "فتاة الجزيرة" العربية، و "عدن كرونيكال" الإنجليزية التي أسستها أسرته الكريمة في عدن، ويمضي البيتي في تسليط الضوء على فاروق لقمان بأن علاقته توطدت بفاروق لقمان في السبعينات والثمانينات من القرن الميلادي الماضي في مدينة جدة.

كان رحمه الله يزوره في مكتبه (أي مكتب البيتي) ببنك الراجحي، ومن ثم في البنك الأهلي التجاري في جدة، عندما كنت أعمل فيهما، وكان البيتي يزاور فاروق لقمان في مكتبه وفي بيته، وتعرف على أسرته الكريمة وزوجته الفاضلة وأبنائه وبناته وأرحامه وبقية أسرته الغالية.
يصف د. البيتي الفقيد لقمان بأنه يمتلك الكثير من الأشياء الجميلة التي لا يمكن للمرء معرفتها عن الآخر من خلال مجرد الاطلاع على نتاجه، إذ كان إنسانا طيباً محترماً خلوقاً نبيلاً باسم المحيى يشعر المرء معه بارتياح وألفة منذ اللحظة الأولى، واكتشف د. بالبيتي الجانب الموسوعي في فاروق لقمان المحب للطرفة، والبارع في إلقائها، ويمضي د. البيتي "وتمر سنون عمر فاروق محمد علي لقمان ليجد نفسه من المحالين إلى التقاعد عام 2012م بعد مسيرة طويلة من العرق والدموع والترحال والحكايات والطرائف، ونشر رحمه الله آلاف المقالات، وأجرى حوارات مطولة مع قادة الدولة ورؤساء الحكومات وصناع الحدث في كل مكان بدءاً بانديرا غاندي في الهند، وبنازير بوتو في باكستان، وانتهاء بفرديناند ماركوس في الفيليبين.

فاروق لقمان وحلقات "رجال في ذاكرة التاريخ"
كان فاروق لقمان رحمه الله قارئا نهماً ومتابعا ومحللا ومقيما لكل ما يُكتب، ومنها حلقات "رجال في ذاكرة التاريخ"، التي شملت معظم القامات العدنية السامقة، منها فرسان بيت لقمان، وجرجرة، وباشراحيل، وعبده غانم، وشهاب الشادلي، والصعيدي، والأدهل، والمقطري، والحبيشي، والبيومي.. والقائمة طويلة، وأشاد بها وقال: "أنا أضمن لك يا نجيب فور طباعتها تسويقها من خلال مؤسستي، وأبشرك بأنك ستتمكن من تغطية كل التكاليف مضاف لها الربح".

رحيل الرجل الكبير
نشرت الزميلة «الأيام» في عددها الصادر يوم الأحد 28 يوليو 2019م بأن "الصحفي العدني الكبير فاروق محمد علي لقمان انتقل إلى رحمته تعالى صباح أمس السبت في مستشفى عرفان بمدينة جدة"، ورفعت تعزية في اليوم التالي إلى أرملة الفقيد وأبنائه وبناته د. وحي - ظافر - يمن - عبدالله - ماهر - وشقيقته هدى.
الشكر لأخي العزيز أحمد يوسف النهاري الذي يسر لي المادة التي أعدها د. علي محمد البيتي عن فقيدنا فاروق لقمان.

عادل إسماعيل
عادل إسماعيل
2 - فقيد الرياضة.. الكابتن عادل إسماعيل

الميلاد والنشأة
كابتن عادل إسماعيل من مواليد العام 1955م في مدينة الروضة (القلوعة)، وتلقى تعليمه في مدارس عدن، وغلبت عليه موهبة الرياضة، فنشأ منذ صغره متميزاً بالقامة والقوام الرياضيين، ولعب في صفوف فريق "الروضة"، وتميز عن سائر حراس المرمى، ومن النقاد من يقول بأنه تميز عن الكل إلا كابتن طارق ربان، حارس مرمى نادي شباب التواهي (الميناء حالياً).

ما أوردته «الأيام»
ورد في الزميلة «الأيام» في عددها الصادر يوم الأربعاء 24 يوليو 2019م: "انتقل إلى جوار ربه أمس الثلاثاء في مدينة ليفربول البريطانية (انجلترا) الحارس الأسطوري لنادي شمسان الرياضي والمنتخبات الوطنية اليمنية في السبعينات ومطلع الثمانينات الكابتن عادل إسماعيل بعد مرض عضال ألم به، وكان الفقيد الغالي الكابتن عادل إسماعيل واحداً من ألمع نجوم العصر الذهبي للكرة اليمنية في الزمن الرياضي الجميل؛ حيث كان أشهر من نار على علم بأدائه المتميز بين الخشبات الثلاث لمنتخبات الوطن وفريقه نادي شمسان الرياضي، وكان يطلق عليه حينها "عميد حراس اليمن".

وكان الفقيد الكابتن عادل إسماعيل يلعب كحارس مرمى إلى جوار نجوم اليمن الكبار والمشهورين في المنتخبات الوطنية المختلفة آنذاك أمثال: أبوبكر الماس، عبدالله باعامر، جميل سيف، محمد حسن أبو علاء، عبدالله الهرر، عثمان خلب، عوضين، عدنان سبوع.. وغيرهم، وكانت من أبرز مشاركاته في بطولة كأس فلسطين في تونس عام 1975م، والبطولة العربية في دمشق عام 1976م، وتصفيات أولمبياد موسكو في بغداد عام 1980م، وأسياد آسيا في الهند.. وغيرها من المشاركات الناجحة التي تألق ومثل بلاده فيها خير تمثيل، ويذكر أن الكابتن عادل إسماعيل بدأ حياته الكروية مع نادي شمسان بالمعلا في مدينة عدن، ثم انتقل لنادي طليعة تعز، وبعدها عاد إلى ناديه شمسان لتدريب حراس مرمى النادي.

بعثة المنتخب الوطني تقدم خالص العزاء في "وفاة عادل إسماعيل"
أوردت «الأيام» في عددها الصادر الأربعاء الماضي (24 يوليو 2019م) تقريراً خبرياً عن مراسلها في المكلا بأن قيادة بعثة منتخبنا الوطني لكرة القدم والجهاز الفني والإداري ولاعبي المنتخب المتواجدين حالياً في المكلا، في المعسكر الإعدادي الداخلي للتحضير والإعداد لبطولة غرب آسيا في العراق، عن خالص تعازيهم وعظيم مواساتهم بوفاة النجم الأسطوري المغفور له بإذن الله الكابتن عادل إسماعيل نجم حراسة المرمى الأسبق.

وقد قدم الأخوان م. محمد حيدان مدير المنتخب الوطني، والمدرب الكابتن سامي نعاش للاعبين، الثلاثاء الماضي، في المكلا لوحة تعريفية عن تاريخ النجم والأسطورة الرياضية البارزة الكابتن عادل إسماعيل رحمه الله.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى