حضرموت.. عقدة المنشار في لعبة الكبار

> أكرم باشكيل

>  في المتداول السياسي اليوم للأزمة اليمنية برمتها والقضية الجنوبية على وجه الخصوص نجد أن اللاعبين السياسيين إقليميا ودوليا يتجهون بإدارة اللعبة نحو مربعات أضيق بعد تعثر أو تعذر الحل الشامل لأسباب ذاتية وموضوعية دقيقة في تفاصيلها ومتداخلة في معطياتها الجمعية والفردية بكل تشظياتها.
اليوم نجد اتجاهات الصراع تبدو نحو الحل النهائي للحرب اليمنية من خلال فض بؤر التوتر وتجزئته جغرافيا بحيث تتجه إلى حل المشكلات بشكل تفصيلي، ولعل بوادر ذلك الحل قد بدأ من العاصمة عدن كمنطقة جنوبية تسيطر عليها المقاومة الجنوبية منذ تحريرها في 2015م، مما جعل الجنوبيين يطرحون قضيتهم الجنوبية العادلة بشكل واضح وصريح عند مشاركة قواتهم مع التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى العاصمة عدن التي لم تستطع الشرعية تفعيل قواها مع التحالف لاحتواء ما تم في عدن من قبل المقاومة الجنوبية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث أعلن النفير وتصفية معسكرات الألوية الرئاسية التي تختبئ وراءها العناصر الإرهابية، إذ استطاعت قوات الانتقالي تصفية تلك المعسكرات وتحرير عدن منها في غضون أيام وكانت هذه بمثابة الضربة القاضية له لتحقيق مشروعه باستقلال الجنوب
وإعلان دولته الجنوبية المستقلة وعاصمته عدن.

لعل التمدد الذي ذهب إليه المجلس الانتقالي بقواته الجنوبية لتطهير أبين وبسط السيطرة عليها وسقوطها بيده بعد يوم واحد من دخولها يعطي مؤشرا أنه ذاهب إلى التمكين والثبات من كل المحافظات بما فيها حضرموت والمهرة.
اليوم بدأت عمليات التمكين والثبات بمحافظة شبوة التي ربما تستغرق وقتا لظروفها الجغرافية والقبلية.

لكن ما يمكن أن نشير إليه هو كيف تتم عملية الحسم (الثبات والتمكين) في وادي حضرموت التي تتواجد بها ألوية متعددة تحمل يافطة الشرعية وفي جوفها العناصر الإرهابية التي طالما قتلت وأرعبت مواطني وادي حضرموت تحت ظلال المنطقة العسكرية الأولى.. فيا ترى هل المقاومة الجنوبية بأذرعها بما فيها النخبة الحضرمية قادرة
على الإيفاء بهذه المهمة، وخاصة أن لحضرموت خصوصية عند اللاعبين الكبار في رسم معالم المنطقة مستقبلا في ظل تشكل المشهد اليوم؟

لقد بات المجلس الانتقالي الجنوبي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق أهدافه المعلنة من شعار الشعب الجنوبي بالتمكين والثبات، ولعل عقدة المنشار في ذلك يكمن في حضرموت بما لها من خصوصية وأهمية في فلسفتها الاجتماعية والسياسية وتعامل اللاعبين بحساسية مفرطة معها لاعتبارات جمة قد لا يحسب المجلس الانتقالي الجنوبي لبعضها حسابا، على الأقل في الوقت الحاضر لديمومة الموالاة لها وتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي منها في ظل التأييد الشعبي العارم له ساحلا وواديا.

نحن أمام مشهد التمدد الجنوبي وغض الطرف الإقليمي والدولي عن ما يجري على الأرض الجنوبية، وهو بمثابة الضوء الأخضر له لاستكمال مشروعه الجنوبي في التحرير والاستقلال وقيام دولته الجنوبية الفيدرالية تتويجا لنضال شعبه التواق لذلك وهو أهلا له لا محالة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى