حتى لا تغرق سفينة الوطن

> أحمد عبدربه علوي

>
"البلاد في خطر"، عبارة يطلقها كل مواطن جنوبي لأنه يشعر أن الوضع خطر فعلاً، لا بد من وقفة جادة حازمة وفاصلة، ونعتقد أن المصارحة وحدها هي السبيل لبدء التحرك السليم لعلاج الاحتقان والمشاكل والمصائب التي تعاني منها البلاد وهي كثيرة. لابد أن نعترف بكل خطايانا جميعاً في ملف الوطن وما يحتويه من مشاكل ومصائب موروثة من الماضي الهمجي. لابد أن يقر الجميع بأخطائهم، وليفهم من يعنيه الأمر أن المصارحة والمكاشفة والنية الخالصة بداية الطريق لحماية الوطن وتخليصه من كل الشوائب والآفات العالقة والعقول المتخلفة والعادات البالية.

إن كل الخيارات أمامنا صعبة ومعقدة وثوابتنا لا تعني أن بلادنا يجب ألا تتحرك في ظل هذه الفوضى والإرباكات والاختلالات الأمنية والنهب والسلب لممتلكات الدولة والمواطنين، وهذا للأسف ما يحدث اليوم في بلادنا، بالإضافة إلى تلك المتغيرات العشوائية الفوضوية التي تهدد أمنه واستقراره ومصالحه.
إن اختلاف الآراء والأهواء حول ما يجري في البلاد على وجه التحديد أمر طبيعي مثلما هو عليه الحال دائماً، فبلادنا معتادة على القسمة منذ زمن بعيد.. وإذا كان هناك الآن محاولات لأن تصبح اليمن إقليمين، شمالي وجنوبي، فهذا شيء عادي، وكفى الله المؤمنين شر المحن والاقتتال، وبعد فترة محددة بالإمكان أن يطالب الجنوب بالاستقلال من خلال استفتاء يجري في الإقليم الجنوبي بالمطالبة والموافقة على الانفصال وهذا ليس عيباً، (زواج وبده طلاق)، شيء عادي ويحدث في معظم العائلات، أما أن يكون بقاء الجنوب مع الشمال فهذا الكلام (حبني بالغصب).. ارحموا هذا الشعب الذي قضى ويقضي حياته في حروب منذ 50 عاماً، فهذا شيء لا يطاق (والطعن في الميت حرام).. يكفي ما ناله شعب الجنوب المغلوب على أمره من ويلات الحروب والفساد والنهب. هذا الشعب الذي ظل يعيش في محن ودوامة ونكد وفقر منذ نهاية عام 1967م، وحتى يومنا هذا.

لذا نقول: كفى ضياعاً.. لابد من إعادة النظر في الوحدة اليمنية مهما قال المزعبقون المصطلحون معاً، فالصبر له حدود، خاصة وأن نتائج الأحداث تحسم المواقف، توضح وتكشف ما كان خافياً، خاصة في ظل هذه المرحلة غير المسبوقة التي نقول من خلالها بأنه لابد من مراجعة قضايا المشاكل والأحداث التي جلبتها عتاولة الوحدة اليمنية "المنتفعين" من الوحدة. فإنه لابد من مراجعة الثوابت ليس لتغييرها كلياً أو العودة عنها بل لتثبيتها بشكل يناسب طبيعة التحديات والمؤامرات. إن الشيء الذي يدعو للريبة والحيرة أن الكل تبرأ من العنف والاغتيالات والنهب في العلن ويستنكره أمام الميكروفونات والمقابلات والتصريحات والبيانات الصحفية والمجالس الأهلية ومقايل القات، ولكنه موجود للأسف يزداد ويتمدد وتتعدد أماكن ظهوره وتتنوع أشكاله وألوانه، ما بين وضع المتفجرات في السيارات وإلقاء القنابل اليدوية وغيرها، وصولاً إلى الأسلحة النارية الأخرى للإصابة أو القتل.

إن النوايا الصادقة والإصلاح والتفاهم واجب توفرهم في قلب كل فرد، بدلاً من أن تظل المشاكل والفتن والدسائس والمؤامرات تجتاح كل مجتمع في عصرنا هذا. لابد من المجابهة بكل حزم حتى نصلح الأحوال وتصبح وتكون محال العال بدلاً من (الحنجال والتطنيش) عمال على بطال والكيل بمكيالين ووجهين، علينا أن نرجع إلى كلام الله عز وجل حيث يقول: "ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ونجنا برحمتك من القوم الكافرين".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى