لا تعلّموا شعب الجنوب السياسة!

>
 في البدء نتأسف لكل ما حصل في هذه الأحداث بين أبناء الجنوب، والتي ما كان يجب أن تحدث لو أن بعض النخب من أبناء الجنوب بعد انقلاب الحوفاشيين وغزوهم لعدن ومحافظات الجنوب تطهروا من الفساد الذي زرعه فيهم نظام عفاش ولطخهم به. الفساد الذي غزا نخب الجنوبيين بُعيد دخول الدولتين في وحدة اندماجية غير مدروسة ولا متكافئة.

ببساطة شعب الجنوب لا يريد من بعض النخب الفاسدة وكذلك نخب الهضبة الزيدية وذيولها في بقية اليمن، وكذلك لا يريد كذلك من المتطفلين من القومجيين والمتأسلمين ومن قوى الفيد الاستعماري، لا يريد منهم فخاخا سياسية جديدة يرومون من خلالها القفز على تضحيات قدمها شعب الجنوب لاستعادة دولته من قبل انطلاق العاصفة، ولا ينكر دور التحالف.

فما حدث وسيحدث أعظم منه إذا لم تراجع نفسها حكومة الفنادق، وعلى دولتي التحالف، وبالذات المملكة، أن تعيد حساباتها في تقييمها للواقع وجذر المشكلة.
حقيقة ما جرى سببه أن العالم قرر وقف الحرب نهائياً قبل نهاية هذا العام. وبدء الحوار للحل السياسي.

الحوار لابد أن يكون بين القوى الفاعلة والمتواجدة على الأرض.
حكومة الفنادق للأسف تريد خطف الانتصارات والقفز على التضحيات، حتى إنها لاتزال تتمسك بالمكاوي ممثلاً للجنوب، كما مثيلتها حكومة الحوفاشيين الذين يرون خالد باراس ممثلاً للجنوب. وكلهم مع المجتمع الدولي والتحالف، ويحاولون أن يبيعوا الوهم للحراك الجنوبي الحقيقي والمجلس الانتقالي ومقاومة الجنوب، ويستثمرون تضحياتهم ولا يسمحون أو حتى يعترفون بأنها القوة الحقيقية على الواقع والتي تتمسك بالأرض وبالهدف وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدود 21 مايو 1990م.

الحوثي يتمسك بما تحت يديه ويعترف الجميع ممن تم ذكرهم في المقدمة، وهو لن يرضخ إلا بحوار مع ند يتواجد على الأرض مثله.
وبالتالي فالحكومة وطرفا التحالف مرروا خديعة سياسية على الانتقالي مستفيدين من فطرة وطيبة الجنوبي والذي استثمره الإقليم وقوى الهضبة واستحمره للأسف الجنوبي الآخر، في صف من تسمي نفسها الشرعية..

طرفا التحالف، للأسف، جعلا الشعب يشعر بالتدليس عليه من طرف وبالتنصل عنه من الطرف الآخر.
هذا ما يشعر به الشعب، لكن بالنسبة لي ربما يكون ما حصل من طرفي التحالف حاصل لضغوط المصالح دولية ومعلومات خاطئة عن تقييم الوضع وحقيقة ما يريده شعب الجنوب. ولاتزال هناك فرصة لتصحيح الموقف.
الحكومة ليس لديها أرض وحتى مأرب التي يتبجحون بأنها تحت سيطرتهم لم يستطيعوا أن يتواجدوا فيها كشرعية وينطلقوا صوب صنعاء وصعدة وتعز والحديدة، وعندما يحررون العاصمة، فالشرعية (أساسها صنعاء وليست عدن) وصنعاء حوثية وبيد طهران، فلماذا التحجج بالوحدة والجمهورية التي انتهت أساساً؟!

لذلك تسعى من تسمي نفسها بالشرعية إلى أن تستولي على الجنوب المحرر بتضحيات أهله المقيمين في الحر والمتحملين للجوع وحرب الخدمات الممنهجة. أي تحرر الجنوب بأهله لتتفاوض باسمه لتعيدهم إلى وحل الهضبة وصنعاء.
بدون حذلقة وبدون تواطئ اعتبروا مأرب عاصمة مؤقتة وانطلقوا لتحرير صنعاء واجتثاث الميليشيات (الدولة المعترف بها من كثير من المنظمات ويتم التعامل معها كسلطة أمر واقع ويمنعونكم من الاقتراب منها)، وبعد تحرير صنعاء لكل حدث حديث، وهكذا يقول المنطق السياسي الواقعي عند شعب الجنوب.

أما تحرير صنعاء يبدأ من تحرير عدن، فتلك مهزلة سياسية وتحايل فج وتطفل على تضحيات الآخرين.
أنتم اخترتم (2000 مستثمر للشرعية وللحرب) اخترتم الفنادق وانتصارات الواتس والفيسبوك والتويتر، وغيركم اختار الخنادق والشمس الحارقة ومطر الصواريخ والرصاص.

ولذلك فشعب الخنادق أحق بالتفاوض، لأنهاء الحرب مع الطرف الآخر، أو ادخلوا بحجمكم في مأرب وشارع في تعز وهذا حق لكم. مادام من في تلك الأرض يرتضونكم.
أعتقد أن شعب الجنوب ليس بحاجة لمن يعلمه السياسة، خاصة من حكومة الفنادق ومحللين وأبواق من خارج الحدود تحلل وتهرف بما لا تعرف من فنادق خمسة نجوم.

شعب الجنوب على دراية بما يدور وبما تخططون له.
الخلاصة: المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى