شرعية مأرب حلقات زار لا تنتهي

> محمود المداوي

>  بداية أود أن أوضح أن عنوان هذا المقال وفكرته راودتني وأنا في الطريق إلى المعلا، حيث أقيمت مليونية الوفاء للإمارات، إذ سيطرت فكرة ماذا لو قدر الله ولم تنجح هذه المليونية؟ وحمدت الله كثيراً أنها نجحت، وكما عايشناها لحظة بلحظة وفي خضم سعادتي بهذه المشاركة حاصرتني الفكرة مجدداً وتناهى إلى الخاطر وعلى وقع حماس الجماهير وهتافاتها التي تجسد إصرارها على مواصلة نضالها دون هوادة ورغم كل التضحيات ووجدتني أقوم بمقارنة كل ذلك مع الصورة الأخرى التي تكشف لنا خصمنا في هذه المعمعة النضالية ومحاولاته العديدة للنيل من إرادتنا الشعبية بشتى السبل والوسائل فيما يشبه حلقات الزار في أوضع صورها التي وصل فيها هذا الخصم إلى الشعوذة، والعياذ بالله، متجاوزاً بها كل منطقي ومعقول، ولذلك جاءت مقالتي التالية:
أستطيع القول وحتى اللحظة أن أفضل توصيف يمكن لنا أن نؤرشف به مليونية يوم الوفاء للإمارات الذي تم بنجاح باهر، عصر يوم الخميس الماضي، الخامس من شهر سبتمبر الجاري، أنه بقدر ما كان هو اليوم هو مليونية الوفاء للأشقاء في دولة الامارات، مليونية عظيمة بكل ما في هذه الكلمة من معنى، فإنها قد كانت بالعظمة ذاتها وبالقدر ذاته مليونية الوفاء لشهداء الجنوب إذ تم فيها وعبرها التأكيد على أن شعب الجنوب وقيادته السياسية، ممثلة اليوم بمجلسه الانتقالي الجنوبي لا يمكن أن يتراجع عن ما تعهد لهم به، ومن ذات المكان عند إشهاره وقيامه في 4 مايو عام 2017م. أمر كهذا صار مستحيلاً بعد هذا الاحتشاد العظيم المبارك. فهل فهم أعداء الجنوب
ذلك؟

إن أول أعداء الجنوب اليوم هي تلك الشرعية ممثلة بحكومة هي من أسوأ حكومات العالم، وقد أبانت مثالبها وجل حقدها على الجنوبيين في تحركاتها الأخيرة عقب نجاح مليونية يوم الوفاء للإمارات وإغاظتها حد الانفجار، والدليل على ذلك ما أصابهم من شعوذة إعلامية وتخبط سياسي مكشوف للجميع جراء سرعة تلبية الجنوبيين لنداء قيادتهم في المجلس الانتقالي، وأيضا جودة حبكة الإشراف والتوجيه والتنفيذ لهذه الفعالية في كل من محافظتي عدن وحضرموت وبتوقيت واحد ونوعية فاقت سابقاتها من المليونيات.

إن كل ما تقدم وما تم وما جرى على أرض الواقع يثبت أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تدرك ماذا تعمل، وكذلك ما تضعه من خطط وبرامج لربما بدت عشوائية أو غير خاضعة للدراسة غير أن واقع الحال يؤكد عدم صحة ذلك وإلا لما رأينا هذا الخصم الذي تمثله اليوم نيابة عن المحتل اليمني وكل أدواته شرعية مأرب وما أدراك ما شرعية مأرب؟! التي تثبت لنا يومياً أنها لا ولن تتعظ وتعتبر مما حدث ويحدث لها، وأنها ستبقى حلقات زارها في حالة رهيبة من الشعوذة لا ولن تنتهي عنها أبداً.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى