العرب مجرد ظاهرة صوتية!!

>
 كل الخلافات بين الدول العربيه يجب أن توضع الآن على الرف، إذ لا نجاة للعرب من الأخطار والتحديات المحدقة بهم إلا بالتضامن ووحدة الكلمة. تخطئ أي دولة إذا اعتقد أنها بعيدة من أن تنالها هذه الأخطار، وليعلم العرب، وهم أعلى وأفهم مني، بأنهم، دولاً وشعوباً، سيظلون عرضة للأطماع فرادى وجماعات إذا ظلوا على خلافاتهم
وصراعاتهم التي لا تخدم سوى المتربصين إقليمياً ودولياً
لا يكفي في مواجهة هذا الموقف الاكتفاء بالكلمات الطيبة المعسولة والابتسامات والأحضان، ولكن الأمر أصبح يحتاج إلى تعاون حقيقي في كل المجالات يستند إلى الثقة وصفاء النفوس وروابط الأخوة الحقيقية واحترام السيادة والحقوق والواجبات.

يجب أن تخرج كل دولة عربية من عزلتها التي فرضتها عليها عمليات الدس والتآمر والوقيعة وان تدرك اهمية ان تكون عضواً فعالاً في كيان عربي قوي في عالم لم يعد فيه مكان سوى للكيانات الكبيرة التي تملك امكانات صون الحقوق السياسية والاقتصادية والامنية
في هذه الايام لا يحتمل العقل العربي كل هذا العصف الذهني لقد تراجعت رؤى الامل في زمن الاحباط وتكاثرت هموم الامة من مشرقها إلى مغربها في زمن كنا احوج فيه الى التوحد ودره الخطر لكنها في كل مرة كنا نقف امام التحديات فماذا عسانا نفعل ونحن ايها العرب لا يجوز ان نضيع الوقت في الصراعات والمهاترات والمناقشات البيزنطية التافهة.

خلاص يجب على الجميع أن يكف من هذه العادات، كل دولة من الدول العربية ربما أخطأت في حق دولة عربية أخرى كل واحدة منها ربما أساءت عن قصد أو بغير قصد إلى جارتها، فإن قادة هذه الدول العربية ليسوا آلهة ولا أنبياء، إنهم بشر معرضون للوقوع في الخطأ، وجل من لا يخطئ، والوقت لا يتسع للحساب وعفا الله عما سلف، أو على رأي المثل: "مافات مات والمسامح كريم" كل عمليات الحساب يجب أن تنتظر إذا لم نستطيع دفنها، خاصة ونحن في زمن رديء متعب، كل أيامه مجهولة متثاقلة محملة بأحداث كبار، محسوبة وغير محسوبة، لذا نقول، في ظل هذه الظروف الصعبة الحادة والمتغيرات الدولية الجديدة، يجب أن تفتح كل الدول العربية اليوم صفحات بيضاء جديدة، يجب أن نركز عقولنا جميعاً على مشاكل بلادنا بكل إخلاص ونوايا سليمة.

إن العرب، دولاً وشعوباً، لا تنقصهم مقومات القوة للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم، ولكن الذي افتقدوه ويفتقدونه دائماً هو إذكاء الروح الحقيقية للتعاون والتضامن والتوجهات القومية، وكذلك التزام كل دولة عربية بأمن واستقرار أي دولة أخرى، وأن تكون عوناً لها في صيانة سيادتها وحماية كيانها ووجودها، لكن للأسف يبدو أنه كُتب على العرب أن تكون الأزمات والمشاكل والحروب من نصيبهم ومن صنع أيديهم، إنهم مرضى (بالساديزم)، وهو الأمر الذي يجعلهم يستمتعون بتعذيب أنفسهم وتعذيب شعوبهم بالفرقة والتشرذم.. إنهم يلهثون وراء التبعية نتيجة فقدان الثقة في أنفسهم وفي عروبتهم. إن بعضهم يعتقد أن الاعتماد على الأجنبي، وليس على الذات وعلى التضامن والأخوة، هو خير ضمان لحمايتهم من شطحات جنون البعض، الذي هو الآخر من تدبير الغريب الأجنبي المتربص بمقدراتهم، يدفعهم إلى تفجير بيوتهم من الداخل. إنهم لا يريدون أن يفهموا بأن الأخطاء لا تبرر الوقوع في خطأ آخر.. إن السقوط في هوة الكفر لا يبرر أن يسير الآخرون في نفس الطريق بما يؤدي إلى تحول الجميع إلى كافرين نافرين مدمرين لكل بناء إقليمي يقوم على الحق ويفتح الطريق نحو المستقبل. دعونا نقول إن أخطر ما يمكن أن يصيب العرب هو فقدان الثقة بالنفس.. صحيح أن حالنا ( لا يسر عدو ولا حبيب)، وفي كل يوم يزداد أفق المستقبل قتامة، لكن الاستسلام للعجز يعني وضع نقطة النهاية لحياة هذه الأمة وتسليم زمامها إلى غيرها، ولا عجز أكبر من أن نفشل في مجرد الجلوس لبحث مشاكلنا.. للأسف الشديد لم يشعر المواطن العربي طوال تاريخه القديم والحديث، وحتى حينما كان خارج التاريخ وخارج الجغرافيا وخارج الحياة والحرية بمثل ما يشعر به هذه الأيام من تمزق نفسي عنيف، واحتراق روحي أشد عنفاً وإيلاماً، وإحساس فظيع بالمهانة والإذلال واليأس والإحباط، فقد اعتاد على رؤية دمه وهو يتدفق من جسده وروحه في أكثر من بلاد عربيه، لا يدركون عرب (تستس) أن هناك جهات كثيرة يهمها ألا يتلاقى العرب على أي موقف في مصلحتهم، يحقق وحدتهم ويثري تضامنهم في مواجهة المؤامرات والأخطار وصدق الذي قال:

اتفق العرب على ألا يتفقوا
وهذا هو أدق وصف يمكن إطلاقة على أية محاولة لتحقيق الوحدة العربية، حتى لا يكون العرب ظاهرة صوتية فقط.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى