الاصطفاف وتقرير المصير

> نبيل سالم الكولي

>  أظهرت أحداث شبوة الأخيرة الكذبة الكبيرة التي كان يكذبها الجيش القابع في مأرب، والذي لم ينجز في مجابهة جبهات الحوثي، وكان يستنزف أموال التحالف من جهة، وثروات الجنوب من جهة أخرى كالنفط والغاز الذي تتميز به محافظة شبوة.
فطيلة خمس سنوات لم يحقق أي تقدم عسكري في مواجهة الحوثي، سوى معارك وهمية وفبركات إعلامية تجيدها هذه الجماعات.

لذا علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها. فلا يوجد جيش دولة حقيقي؛ بل هي مجموعة من الميليشيات لا تؤمن إلاّ بلغة المصلحة، ومن الخطأ بأن نسمي الجيش القابع في مأرب بجيش الشرعية!.
تلك الألوية التي تحركت لحماية مصالحها في شبوة والمتمثلة بحقول النفط والغاز ولم تتحرك خطوة واحدة في مجابهة الحوثي، والذي من أجله تجمع هذا الجيش بدعم مباشر من دول التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وفي الأخير قاموا بعضّ اليد التي امتدت إليهم وخيانتها والكذب عليها.

إن تمسّك جميع فئات القوى الجنوبية السياسية والعسكرية بشرعية الرئيس هادي، واحترامها للقرارات الصادرة عن دول التحالف العربي، كل هذا كان حريّا بأن يعلن الرئيس هادي، حقيقة الجيش القابع في مأرب، وبأنه يتبع لفرد ولا يتبع للدولة وممثلها الشرعي الرئيس هادي، وهو يعمل بمنطق تجاري بحت ليس له علاقة بالدولة وشرعيتها ولا حتى بالمصلحة الوطنية وإنهاء الانقلاب الحوثي الذي بسببه جاء التحالف العربي وقام من ضمن ما قام به تمويل وتأسيس جيش مأرب الذي يستخدم بعض الجماعات الإرهابية لإثارة القلاقل ومهاجمة جنود المجلس الانتقالي الجنوبي "الممثل الشرعي لشعب الجنوب" شاء من شاء وأبى من أبى.

وقد اتضح جلياً للشعب في الداخل وللعالم الخارجي بأنه لا يوجد داعش في عدن، إلاّ أنهم بعض المرتزقة التابعين لهم يقومون بعمليات إرهابية ونسبها إلى تنظيم داعش.
وعندما يطالبون الإمارات بالخروج من التحالف أو من اليمن أو من عدن على وجه التحديد، بأي حق يطلبون ذلك، وقد فوض الجنوبيون في كل مكان التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات لإنهاء الانقلاب وإنهاء المعاناة، وأخيراً إنهاء محاولة تركيع الجنوب باسم الشرعية التي هم بريئون منها ومن هذا الاسم الوطني.

شعب الجنوب خرج وفوّض السعودية والإمارات، ومستعد للخروج عدة مرات لتفويضهم، ولا يوجد حق لأي فصيل أو مليشيا كي تطالب بإخراج دولة الإمارات تحت ذرائع ومسميات.
الشعب الجنوبي لم يعد يتحمل تلك الممارسات وذلك النهب المنظم لثروات الجنوب لعشرات السنين تحت اسم وغطاء الشرعية، ويأتون الآن لاتهام أشقائنا في دولة الإمارات بأطماع في الموانئ أو غيرها.

أنتم من بعتم اليمن، قمتم من بعد الوحدة اليمنية وحتى الآن ببيع الحدود وبيع الموانئ وعقد اتفاقيات وصفقات خطيرة كان أثرها سيء سواءً على المواطن في الجنوب أو حتى في الشمال.
إذاً لا تتحدثون عن الوطن وعن الوحدة وعن المصلحة الوطنية، تلك المسميات والمفاهيم لا يتحدث عنها إلاّ الشرفاء فقط.

كفى عبثاً بالوطن.. الشعب الجنوبي ليس لديه مشكلة مع الشعب في الشمال، ولكنه سيقرر مصيره بالوسائل والطرق القانونية والسياسية، وإن لزم العسكرية.
ونشكر الإخوة في دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، وولي عهده، وبالإضافة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة على كل ما يقدمونه لليمن من دعم مادي ومعنوي والمساعدة في إعادة الأمور إلى نصابها.
ونؤكد لكم بأن إخوتنا في شمال الوطن من ساهموا في تحقيق الوحدة اليمنية هم حق تجارة فقط، ولا توجد وطنية في عروقهم، وهذا ينطبق على المجموعة الذين أحرقوا الوحدة في قلب كل يمني، مع الأسف. فالوحدة كمال قال أحدهم هي جوهرة ولكنها جاءت على يد فحّام، أي أنه أحرقها.
لذا نرجو أن تتركوا شعب الجنوب يقرر مصيره، والوحدة باقية في قلب كل غيور وسيأتي يوماً يعاد تحقيقها ولكن بأيدي شرفاء وطنيين حريصين عليها بمبادئ العدل والمساواة، والمواطنة المتساوية، وينفذ القانون على الجميع وتوزع الثروات بشكل عادل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى