أنا والفتية الثلاثة

> همام عبدالرحمن باعباد

>
جمعهم الهم ووحدهم الهدف، لذلك اجتمعوا رغم اختلافهم، هكذا هم الفتية الثلاثة الذين عاصرتهم وعايشتهم وتقاسمت معهم المعاناة وشاركتهم الهموم، فتألمت لألمهم، كما فعلوا ذلك تجاهي، وبادلوني الشعور ذاته عندما فرحوا لفرحي، وقد اجتمعوا وتجانسوا، فتوافقت أرواحهم وتفاهمت طباعهم رغم اختلاف ظروف نشأتهم وأماكن معيشتهم، لكني أعلم قاسماً قوياً جمعهم، هو الطبيعة البدوية، فأحدهم عاش في مدينة بوسط الصحراء، والآخران عاشا في قرى جبلية بدوية، مما أوجد مجتمعاً ريفياً غاية في الروعة في أفياء حاضرة حضرموت، فاجتمعوا وكنت رابعهم.

وأنا الذي ولدت بمدينة ريفية ساحلية وتوزعت مرحلتي الطفولة والشباب بينها وبين قريتي التي تقع على مرمى حجر منها، غير أني أحمل بُعداً بدوياً أعتز به بحكم ظروف نشأتي في أسرة سكنت البادية وتشربت عاداتها من معينها الزاخر، ولم تأخذ مني المدينة حتى نطق الكلمات التي ظلت محتفظة برونقها البدوي شديد اللمعان، رغم انتقال أسرتنا إلى المدينة الريفية منذ ما يجاوز الثلاثين عاماً.

أجد هذه السطور تختزل مسيرة أربع سنوات كانت محصلة مرحلة الدراسة الجامعية انقضت في مدينة المكلا، عصرنا خلالها التين والعنب، وذقنا المرارة أحياناً وبدت لنا الحياة جميلة ونضرة أحياناً أخرى وحاشا أن يستمر نعيم أو يدوم شؤم في الحياة الدنيا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى