ماذا أعددنا للعام الدراسي الجديد

> عصام عبد الله مريسي

>  
عصام مريسي
عصام مريسي
بدأ العام الدراسي الجديد ولم ننسَ الصعاب والمنغصات والنقائض التي أحاطت بالأعوام الدراسية السابقة، والتي كلما مرّ عام تفاقمت لأن لا حلول ولا حتى مجرد وعود أو البدء بالتحضير المسبق والوقوف على الأخطاء والنواقص التي رافقت السنوات الدراسية الماضية.
في الأعوام الماضية، بعد حرب الاجتياح، عانت مدارس عدن والمحافظات الجنوبية من نقص شديد، أو لو أحسنّا الوصف لقلنا انعدام كثير من الكتب الدراسية التي هي العون الأول للمعلم في توصيل المعلومة والمادة العلمية للتلاميذ وخاصة في المراحل الأولى من التعليم، أي من الصف الأول وحتى الصف الرابع، وإن كانت الكتب مطلوبة لجميع المراحل الدراسية دون استثناء، لكن في المراحل الأولى أكثر أهمية، بل هي العمود في العملية، ابتداءً بالحصة الدراسية ثم المتابعة المستمرة للتلميذ في تلك المراحل، وبدون كتاب مدرسي يصبح الأمر عسيراً، خاصة مع الكثافة الطلابية في كثير من المدارس.

في العام الماضي، صدرت الوعود بتوفير الكتاب المدرسي، وظل المعلم والتلميذ وولي الأمر مستبشرين بقدوم الكتاب المدرسي، وأكدت تصريحات المسؤولين في التربية وعمت أرجاء المحافظة، ولكن العام انقضى ولم يقع بين يدي المعلم والتلميذ أي كتاب، وتحمل أولياء الأمور نفقات الكتاب من السوق السوداء التي وفرت الكتاب ولم يتوفر في المدارس مع مجانية الكتاب وعدم بيعه، وتكلف الآباء الكثير من النفقات لتوفير الكتب لأبنائهم حتى يتمكنوا من مواصلة العام الدراسي.

وهاهو العام الدراسي الجديد 2019 - 2020م، قد بدأ، ولا ندري هل وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات قد تأهبت ووفرت كل متطلبات العام الدراسي الجديد، أو أن عملها بقي على نفس الروتين القاتل؟
ومن نواقص العام الدراسي المعلم أيضاً، والذي أصبح عملة نادرة مع توقف التوظيف لأعوام وخروج أعداد كبيرة من طواقم التعليم إلى التقاعد أو صاروا على وشك التقاعد، ناهيك عن أن توظيفات 2011 قد تسربوا في كثير من الأحوال نحو الوظائف الإدارية، وبقت الوظائف التعليمية شاغرة وبحاجة ماسة إلى تغطية النقص الذي يصيبها يوماً بعد يوم.

ومن المعوقات التي ترافق العام الدراسي، النقص الحاد في الأثاث المدرسية، من كراسي وأدراج وألواح الكتابة والمختبرات التي أصبحت مجرد يافطات تعلق على بعض الغرف وهي خاوية على عروشها ولا تضم أبسط أسباب التعليم المهني والتجريبي الذي يصاحب العملية التعليمية، أما المناهج القائمة فحدث ولا حرج، فهي مناهج مبثورة مهشمة تؤدي إلى قصور في المعلومة مع صعوبة في فهمها واستيعابها.

هل أعددنا ولو جزءاً من هذه النواقص أو حتى وقفنا واعترفنا بنقصها مع ضرورة توفرها؟ لأن التشخيص للعلة هو نصف العلاج، أم أن الأمور الإدارية لا تعني أكثر من سوى أنا مدير وأنت وزير والحال ماشٍ، وكأن أمر هذه الأجيال التي تهمش ويهدر من مستواها التعليمي لا تعنينا! لأنها أجيال لسلالات من الفضاء ارتفع مستواها أو تدنى فهذا لا يعنينا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى