ما فائدة الرئيس «هادي» للجنوب إن بقت شرعيته أو زالت؟!

> علي صالح الدويل

> صرحت فيديريكا موجريني، رئيسة المفوضية الأوروبية الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي: "إن الرئيس عبدربه منصور هادي لم يعد شرعياً وربطت نجاح أي تسوية سياسية بالبحث عن البديل لهادي"،

الاتحاد الأوروبي ليس سلطة تنفيذية على دول أوروبا، لكنه أيضا ليس كياناً مهملاً لا أهمية، فتصريحات مسؤوليه أشبه بالحائط الرسمي يؤشر على حراك سياسي في الدول المنضوية في الاتحاد يحدد المؤشرات السياسية لتلك الدول مجتمعة، وهي إشارة شؤم للشرعية، مؤشر لفقدان الركيزة الدولية التي هي أهم ركائز شرعية الرئيس وأقواها منذ اعتلى سدة الحكم كرئيس توافقي، وإن مطالبات أزاحته لم تعد مطالبات محلية.

هو عنوان للشرعية الرئيسية التي تدير أزمة وحرب اليمن البند السابع والقرارات الدولية والدول الأربع، والتي إذا اتضح أن شرعية منصور أصبحت عنوان عبء فإنها ستتخفف منه وتضع عنواناً بديلاً!، وعبئها عالميا أنها أصبحت مشروع إخوان اليمن باسم التوافقية التي شرعنتها!.

الكل يعلم أنه بعد فشل الحوار ومخرجاته فإن بناء الحلول لن يكون على الأشخاص ونواياهم، ومن يردد ذلك يستغفل الناس ويريدهم أن ينهزموا بدون معركة، الحلول ستكون على معادلات على الأرض بعد أن فشلت الشرعية وحليفها إخوان اليمن في فرض معادلة تهزم الحوثي أو على الأقل تجبره أن يتفاوض وهو في حالة انكسار، بل إن خورها في المواجهة جعل الحوثي لا يسيطر على كل مساحة الجمهورية العربية اليمنية فحسب؛ بل صار يتبنى عمليات إيرانية تضرب مفاصل الاقتصاد السعودي وصار أكثر قوة مما كان عليه، ولكي تعوض فشلها في "تبة نهم" شنت غزوة "آل طعيمان" لإعادة احتلال الجنوب والسيطرة على مناطق محررة من الحوثي.

"وهذه الغزوة ليست خاتمة حرب بل بداية حرب أشد ضراوة"
تصريح المسؤولة الأوربية عن عدم شرعية عبدربه يؤكد ملامح حل سياسي مع انقلاب الحوثي، ويعني تدشين مرحلة ستتخلى من أحمال مرحلة الحرب التي لم تحقق أهدافها، وهي مطالبة تؤكد وجود اتجاه سياسي دولي بأن شرعية الرئيس منصور زائلة إن اليوم أو غدا أو.. مهما كان محتوى الحل ومهما كان مظهره، وجنوبية الرئيس باقية لكن ما الفائدة منها للجنوب بعد أن تزول شرعيته وهو خلال شرعيته كان ضرراً على الجنوب وقضيته وقواه، فشرعية أي رئيس شمالي لن تضر الجنوب إلا بنفس ما ضرته شرعية الرئيس الجنوبي منصور هادي، فعلى الأقل خلخلت جنوبيته الجبهة الداخلية الجنوبية، وصار فريقاً جنوبياً يخدم مشاريع اليمننة جهارا باسم شرعية الرئيس وجنوبيته، فلو انتصر مشروعه - وهو محال بعد مرور هذه الفترة الزمنية - ستتكرر المعادلة مستقبلاً بشكل مقلوب سينتهي مشروع الدولة الاتحادية إلى صيغة تقوم على انعكاس الواقع على الأرض بشكل حل سياسي يشبه إلى حد ما ديمقراطية لبنان ستكون السيادة لممثل الدولة العميقة القوي صنعاء حاليا، صيغة ما فيها نكهة عصرية وستتراجع العصبوية وأحزابها ونخبها إلى الخانة الثانية، ولأنها لا تحمل مؤهلات وعمق المذهبية في الدولة العميقة، فإن معظم قواها ستعود إلى وظيفتها التاريخية في مشروع دولة المذهب التي ظلت سائدة في صنعاء مئات السنين وشكلت عصب وعمود الدولة العميقة، وسيتم مكيجتها بمسحة من ديمقراطية!.

احترم الجنوبيون شرعية الرئيس ولم يلتزموا بالسير خلفها لأنهم يدركون أنها ستعود بالجنوب إلى باب اليمن، وستكون السكين الذي ينحر اليمنيون به قضية تحرر الجنوب العربي، ولم تكتسب القوى الجنوبية المحيطة بالرئيس خلال الأعوام الماضية ثقة المشروع الوطني الجنوبي من خلال الأداء الكيدي التدميري اللامسئول جنوباً؛ بل صاروا أدوات تنفيذية لحرب الخدمات في الجنوب، وهي إستراتيجية وضعتها القوى اليمنية المحيطة بالرئيس لمنع انفصال الجنوب، حد تعبير وزير خارجيته السابق المخلافي، ولم يكن أداء الأدوات الجنوبية التي عينها في عدن والجنوب إلا امتداداً لتنفيذ تلك السياسة بأدوات ووجوه جنوبية صرف لها الرئيس مليارات وهو في "برج عاجي" عزله فيه إخوان اليمن، فلا يسمع إلا ما يريد له "العليمي" أن يسمع، ولا يرى إلا ما يريد له أن يراه، ولما أدرك إخوان اليمن أن مشروع اليمننة لم يسقط الجنوب فشلت سياسة إسقاطه بالخدمات وبالأدوات كانت غزوتهم الأخيرة التي رددوا فيها "الله أكبر سقطت خيبر"..

ماذا بقي من احترام جنوبية الرئيس بعد ذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى