الاستعانة بالأجنبي

> عبد القادر باراس

> لا يمكن أن نبني وطناً بسهولة والفساد منغمس في أغلب جوانب حياتنا، مصان ومحصن، ويتم تدويره وفق مراتب عليا ووسطى ودنيا في ظل وضع البلاد الرخو، فقوى الفساد للأسف هي الأقوى. وقد قوية شوكة الفساد بعد تحرير الجنوب في العام 2015م، ولا يمكن إعادة بناء الدولة على النوايا الطيبة والأمنيات، هذا ما نعتقده على الأقل في ظل واقعنا المزري، لهذا فإننا نؤيد الاستعانة بالدول والشركات الأجنبية لإدارة مرحلتنا القادمة في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة الاقتصادية والإدارية والخدمية.

لولا صنوف المعاناة وأوضاع البلاد المهترئة لاعتقدنا بأن بإمكان الأجهزة الرقابية المتعددة أن تصلح الشأن، ولكن الحقيقة أن شيئاً كهذا لم يحدث على مدى الثلاثة العقود من الزمن، فتركة الفساد الثقيلة التي تركها نظام صالح وشركائه وتبعه فساد الشرعية والذي تفوق بامتياز على فساد نظام صالح منهجاً وسلوكاً، كل ذلك يستلزم بالضرورة إيجاد طرق ووسائل نحاول من خلالها بناء مجتمع قادر على خوض معركة البناء والتنمية، خاصة ونحن في ظل بناء جنوب جديد.

وطرحنا هذا لا يُنقص من كبرياء الكفاءات الوطنية التي تستعد لإعادة بناء دولتها الجنوبية بعد سيطرة وهيمنة قوى الفساد التي زرعت أذنابها في أرض الجنوب.

وكي نكون أكثر واقعية وبعيداً عن شعارات مكافحة الفساد وعلاجه بالتنظير في بناء جنوب جديد، في ظل غياب القناعة وفقدان الأمل في التغيير من أنفسنا، إلى حين إعادة بناء أخلاق مجتمعنا الذي أفسدته الحكومات المتعاقبة على مدى الثلاثة العقود، فإنه لا ضير من الاستعانة بالرقابة والخبرات الأجنبية تمهيداً لوضع أسس لإعادة هيبة النظام والقانون.

علينا أن نتكل بالله ببناء دولتنا ولكن دون الفاسدين، وهذا لن يأتي إلا إذا قمنا بالاستعانة بالأجنبي، فشعبنا صبر بما فيه الكفاية ليعيش بعزة وكرامة على أرضه، وهذه رسالتنا للمجلس الانتقالي الجنوبي، فنحن مع توجهاته، وعليه أن يتخذ قراراته المصيرية بروح المسؤولية لينقل البلد من الخراب والدمار الذي سببه المخلوع ومن بعده أحزاب الخراب اليمني على مدى الثلاثة العقود الماضية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى