> تقرير/ أديب صالح العبد

استقبلت مدارس مديرية بيحان العليا العام الدراسي الجديد دون أي تحسن عمّا كان عليه وضعها في السنوات السابقة، شحة في المنهج التعليمي وانعدامه في بعض المستويات الابتدائية والثانوية، ونقص في الأثاث التي أجبر على أثرها الكثير من الطلاب على افتراش الأرض.

كما يُعد نقص المعلمين بسبب توقف التوظيف في القطاع التربوي منذ عام 2011م وحتى اليوم هو الأبرز، في ظل تحول العديد من التربويين للتقاعد ووفاة وإصابة آخرين بأمراض مزمنة منعتهم من مزاولة وظائفهم فضلاً عن استشهاد وجرح مجموعة كبيرة منهم في جبهات القتال ضد قوات الحوثي الانقلابية، وكذا انتداب البعض إلى مرافق حكومية أخرى وانتدب آخرين من المحسوبين على بعض الشخصيات والأحزاب، وهجرة الكثيرين منهم إلى بلدان الاغتراب كالمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

وأدت هذه الأمور إلى تسيد ظاهرة المعلم البديل أو المتعاقد من خلال حجز رواتب المنقطعين وتسخيرها لتغطية النقص في الكادر التعليمي بالمدارس.
كما تعاني العديد من المدارس نقصاً كبيراً في الفصول الدراسية، وهو خلق حالة من الازدحام في أوساط الطلاب، واللجوء إلى التدريس في الخيام أو في الفناء أو أسفل الدرج في بعض المدارس.

«بداية ضعيفة ومتدنية»
وأكد الموجه التربوي في مكتب التربية في بيحان ورئيس مجلس الآباء بمدرسة العطف (بنين وبنات)، عبدالله عبدربه الخادم، أن البداية لهذا العام الدراسي الجديد 2019م - 2020م كانت ضعيفة ومتدنية.

وأضاف موضحاً: "أضرب هنا مثالاً لا حصراً، بمدرسة (العطف بنات) لا يوجد فيها كتب للصفوف الدنيا إلا ما وصل أخيراً للصف الرابع، بل نفتقد لمادتي القرآن الكريم والتربية الإسلامية، بل إن مُدرّسة مادة الرياضيات بالصف الثامن لا يوجد لديها حتى المرجع، ولهذا نأمل سرعة إيصال الكتب الموعودين بها خلال الأيام المقبلة، فضلاً عن مشكلة المبنى إذ توجد لدينا ثلاثة صفوف الطلاب فيها يفترشون الأرض، وفي بيت مواطن صفان، والمستودع والإدارة تحت الدرج، وسنجبر حالياً أيضاً على إخراج الإدارة من تحت الدرج ليتم فيها تدريس الصف التاسع، وهذه الإشكالية ناتجة عن عدم اعتماد لنا صفوف جديدة، وإن كنا قد سررنا باعتماد صفين من حصة النفط المقدمة قبل أشهر غير أننا تفاجأنا بأنهم حولوها لمصالحة الكهرباء بحجج واهية برغم أنه مرفق دخله الشهري يقدر بملايين".

وتابع حديثه لـ "الأيام" بالقول: "أيضاً نشكو من نقص في الأثاث المدرسية ومنها الكراسي والسبورات وغيرها.. هذا وضع مدرسة العطف "بنات"، إضافة إلى شعبتين ثانوية ندرسهن بالفترة المسائية مقابل أن تدفع كل واحدة منهن ستة آلاف ريال شهرياً، ولهذا توقف البعض منهن عن الدراسة لعدم دفعهن اشتراك الطالبات لراتب المعلمات المتطوعات، كما يوجد لدينا عجز في التعليم الأساسي، فالمتوفر منهن ثلاث معلمات فقط وأربع في التعليم الثانوي، وهناك وعود بحل هذه المعضلة؛ ولكن حتى الآن يتم تغطية هذا العجز من قِبل اللجنة المكلفة بالمتعاقدين أو من قِبل التربية، كما لا يوجد وكلاء لهاتين المدرستين أو أمين مستودع أو سور، وإجمالاً كما يُقال (الأمور فيهما تمشي بالبركة) وحسبنا الله ونعم الوكيل".

قلة الرواتب
المعلم أحمد بن أحمد عفق، وهو معلم بديل متعاقد منذ 12 عاماً مع التربية في المديرية، علّق بدوره عن معاناة المعلم البديل والمتعاقد بالقول: "كثيرة هي المعوقات التي تواجه العملية التعليمية؛ فمنها ما يتعلق بالمنهج المدرّس، ونقص الفصول، وكذا المعلمين، ولكن يبقى من هذه أبرز هذه الصعوبات ما يواجهه المعلمون المتعاقدون بالمديرية، والذين وصل عددهم إلى 234 متعاقداً ومتعاقدة، والذين يعانون من قلة رواتبهم وتأخير صرفها عن موعدها، فضلاً عن المماطلة في صرفها، على الرغم من الجهود التي يبذلونها في الدفع بمسيرة العملية التعليمية في المديرية، ومن خلال "الأيام" نطالب الجهات المتخصصة ممثلة بالمحافظ وإدارة التربية والتعليم بالمحافظة والمديرية بضرورة رفع رواتب المعلمين المتعاقدين بما يلبي احتياجاتهم المعيشية، وأيضاً تثبيتهم بوظائف رسمية لكونهم الأحق بالحصول عليها".

تفاؤل
من جهته، قال مدير ثانوية بيحان، طارق عبدالقادر شيخ الفاطمي: "في البدء نشكر "الأيام" الصحيفة المتميزة والتي تتبنى هموم ومشاكل المجتمع ومنها اهتمامها بإنجاح العملية التعليمية وتلمسها احتياجات الطلاب في المديرية عامة وفي ثانوية بيحان على وجه الخصوص، وفي العموم نحن متفائلون بأن يكون هذا العام عاماً ناجحاً بعون الله سبحانه وتعالى، وكذلك ببوادر زيارة مدير عام مكتب التربية في المحافظة، محمد علي لملس، لبعض مدارس المديرية قبل أيام، والذي وعد من خلالها بتغطية العجز في المعلمين وتوفير الكتاب المدرسي آخر هذا الشهر، وهذا يعطي معنوية لنجاح العام الدراسي، كما نأمل بأن تتحقق تلك الوعود، وعبر "الأيام" نوجه كذلك شكرنا لمصلح حسين القربعي على وقوفه إلى جانب التعليم بالمديرية من خلال دعمه المادي والمعنوي، وأيضاً د. عبدالله بن عبدالله العليمي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، والذي يقدم الدعم أيضاً في هذا المجال، أما مطالب التربويين فهي كثيرة؛ ومن أبرزها الوقوف إلى جانب المعلم لإطلاق العلاوات السنوية والتسويات للمؤهلات، كما نطلب من السلطة المحلية بالإسراع في طباعة الكتاب المدرسي وتوفير الأثاث".