الحواريون اليمنيون.. من حوار صنعاء إلى جدة

> بدر قاسم محمد

> من جلسات ما سُمي حينها بـ "مؤتمر الحوار الوطني" المنعقد بصنعاء مطلع العام 2013م بمشاركة فريق جنوبي تحت قيادة الأخ محمد علي أحمد.
أتذكر من أحزاب الشمال من كان يعكف على تبني المداخلات الاستفزازية المتحدثة عن أن الوحدة اليمنية خط أحمر ويوجهها إلى الفريق الجنوبي المشارك خاصة وللجمهور الجنوبي المشاهد خلف شاشات التلفاز عبر البث المباشر عامة، هم أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام ومنهم خصوصاً عادل الشجاع.

لتأتي مداخلات أعضاء حزب الإصلاح بخلاف مداخلات أعضاء حزب المؤتمر، مشجعة ومؤازرة للفريق الجنوبي.. أعتقد أن تضاد الخطاب السياسي للحزبين مفتعل ومتفق عليه على طريقة "واحد يدفعك باستفزازه لك والآخر يدفعك بتشجيعه لك كي تفرغ شحنتك الثورية الجنوبية في ساحته الحوارية التي يتحكم بها ويدير سيناريوهاتها هو بما ينسجم حينها مع رغبة أعضاء الدول العشر راعية مؤتمر الحوار بضرورة إشراك ممثلين فعليين عن الحراك الجنوبي السلمي.. "سياق الحدث الحواري وملابساته بين الانتقالي الجنوبي والحكومة الشرعية الجاري الآن في السعودية يشير لاتخاذ قوى الشمال نفس الإستراتيجية مع المحاور الجنوبي، المتبعة آنفا".

أسدل الستار النهائي لمسرحية الحوار الوطني بحفل ختامي بحضور الرئيس هادي والمبعوث الخليجي السيد الزياني وبحادثة طرد علي البخيتي عضو فريق الحوثيين.. وتم الإعلان عن مخرجاته السياسية التي قيل إن الفريق الجنوبي لم يوقع عليها!.

بعد هذا نقدر نقول إن الجانب النظري لمشروع الدولة الاتحادية من ستة أقاليم قد تم إقراره والموافقة عليه من قِبل الدول العشر الراعية.. يتبقى جانبه العملي وتنفيذه بالطريقة التي يعلمها العالم أجمع بمقتضى تنفيذي يتناسب مع طبيعة قبول المجتمع اليمني الوحيدة بسريان المشروع السياسي الجديد.. طبيعة القوة العسكرية ولا شيء غير القوة العسكرية!.

لهذا اقتضى علم المراقب الدولي والإقليمي المسبق بطبيعة التنفيذ المشار إليها أعلاه، اتخاذ التدابير اللازمة لإدارة الأعمال العسكرية على الأرض اليمنية الممكنة المجتمع الأصل من إحكام سيطرته العسكرية على جغرافيته التاريخية، وبالتالي تم تمكين جماعة الحوثيين كممثل عن المجتمع الزيدي من السيطرة على صنعاء وما جاورها منطقة النفوذ الزيدي، سرعة السيطرة على صنعاء لا يفسرها فقط التماهي العسكري للأطراف المحلية مع الحوثيين؛ بل يفسرها أيضاً التماهي السياسي الأممي والإقليمي مع الأمر!.

بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء جاءت خطوة تمددهم العسكري خارج محيطهم التاريخي الزيدي كعامل استحثاث وتحريض للحواضن الشعبية في الجغرافيا المناهضة للسيطرة الزيدية ضد الحوثيين لتحصل على حق حكم نفسها بنفسها.. للأسف هذا العامل التحريضي لم يؤتِ ثماره شمالاً بينما أتت ثماره جنوباً عندما انتفضت حواضنه الشعبية ضد سيطرة الحوثيين، وبعد أن تم تحرير محافظة الضالع الجنوبية أولا على أيدي أبنائها جاء تحرير عدن ثانياً ثم أبين ثم لحج؛ ليتوقف مسرح العمليات العسكرية المسموح به عند حدود تحرير ما يمكن تسميته بإقليم عدن الذي يضم محافظات (عدن وأبين ولحج).

في محور العمليات العسكرية الشرقي من الجنوب تم تحرير المكلا من سيطرة التنظيمات الإرهابية المفتعلة حكوميا على يد قوات النخبة الحضرمية، كذلك تم الأمر في محافظة شبوة وحررت من السيطرة الثنائية للحوثيين والجماعات الإرهابية على جغرافيتها بمسرح عملياتي يتوقف عند حدود ما يمكن تسميته بإقليم حضرموت ليظل وجود التنظيمات الإرهابية على أطراف أبين وشبوة كهامش يفصل بين الإقليمين الجنوبيين. كما حيّدت مناطق النفط والثروة في حضرموت الداخل عن المسرح العملياتي العسكري!.

مؤخراً بعد تحركات الانتقالي الجنوبي العسكرية باتجاه شبوة، جاءت أحداث سيطرة الشرعية على شبوة لتؤكد السير في اتجاه فصل إقليمين جنوبيين!.

شمالاً مراوحة مسرح العمليات العسكرية مكانه لا يعبر عن رغبة في تنفيذ مشروع الدولة الاتحادية.. إلا أن المجتمع الإقليمي والدولي ما زال وهو يمارس الضغط على الحكومة الشرعية في سبيل التوقيع على اتفاق مبرم مع الانتقالي الجنوبي، يهدف للدفع بسير مسرح العمليات العسكرية شمالا إلى ما يلبي تحقيق مشروع الدولة الاتحادية!.

لذا فاتفاق الرياض يُعرّض الأطراف الشمالية على محك التجربة والمراقبة الدولية قبل أن يُعرّض أي أطراف جنوبية لصدام محتمل!.

ما علينا إلا أن ننتظر لنرى:
- كيف سيطبق الحواريون اليمنيون ما التزموا بتنفيذه للأطراف المحلية والإقليمية والدولية؟!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى