د. علي اليافعي: الذبحة الصدرية تصيب الشباب بنسبة كبيرة بسبب ضغوط الحياة

> التقاه/ فردوس العلمي

> منظمة الصحة العالمية: توقف القلب في المركز الأول بين أسباب الوفاة حتى عام 2030م

 تزايدت في الآونة الأخيرة حالات الموت المفاجئ نتيجة الإصابة بالسكتة القلبية أو ما يصطلح عليه طبياً بـ (الذبحة الصدرية)، وأكثر الوفيات بهذه الحالات، التي تشكل صدمة لذوي المصابين ومحبيهم، لم يتجاوزوا العقد الثالث من العمر،

فالسكتة القلبية أو الذبحة الصدرية لا تخص "كبار السن فقط" ولكن الجميع معرضين للإصابة بها.

منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يبقى توقف القلب في المركز الأول ضمن أسباب الوفاة حتى في عام 2030، بناءً على آخر الإحصائيات التي أجرتها المنظمة.

ووفقاً للعديد من الإحصائيات الطبية فقد احتل توقف القلب المركز الأول بين أسباب الوفاة في العالم وذلك بنسبة 12.2% من مجموع الوفيات لعام 2004م.

وفي البلدان العربية لا توجد دراسات حول نسبة توقف القلب في مجمل الوفيات، ولكن تقديرات الخبراء تشير إلى أنه يتقدم أسباب الوفاة الأخرى في دول العالم النامي ومنها الدول العربية.

ضغوط الحياة
«الأيام» التقت بالدكتور علي أحمد يافعي، اختصاصي أمراض القلب والأوعية الدموية وعميد كلية الطب سابقاً، وطرحت عليه جملة من الأسئلة التي من شأنها توضيح أسباب الإصابة والفرق بين الذبحة الصدرية والسكتة القلبية، وخرجت بالحصيلة التالية:


يتحدث د. يافعي عن الذبحة الصدرية وكيف كان النظر إليها قائلاً: "كان الاعتقاد السائد بأن الذبحة الصدرية هي من أمراض (كبار السن)، ولكن دلت الأبحاث والمتابعات الطبية، بأن هناك (تشبيب) للذبحة الصدرية، بمعنى أنها أصبحت تصيب (صغار السن) من الشباب وبأعداد متزايدة. وعزا كثير من العلماء ذلك لتزايد ضغوط الحياة وكثرة الضغوط النفسية والعاطفية التي تعكس نفسها سلباً على بعض الشباب وتؤدي لأصابتهم بالذبحة الصدرية".

ويوضح يافعي أن الذبحة الصدرية تأتي نتيجة لانخفاض تدفق الدم إلى القلب، وبالتالي عدم حصول عضلة القلب على كمية كافية من الدم الغني بالأكسجين مما ينتج عنه حدوث ألم في الصدر.

أعراض الذبحة وأسبابها
وعن أعراض الذبحة يقول: "أهم أعراضها ألم في الصدر مع أحساس بعدم الراحة والألم في الذراعين أو الكتف أو الظهر مصاحباً لألم في الظهر، والتعرق الشديد والمفاجئ، ضيق التنفس، الدوخة، الغثيان.

ويؤكد يافعي على ضرورة الانتباه بأن عارض ألم الصدر مع أحساس بعدم الراحة ممكن أن يحصل مع ألم عسر الهضم أيضاً.

وعن أسباب الذبحة الصدرية، يشير يافعي إلى أن أكثر الأسباب شيوعاً للذبحة الصدرية ضيق الشرايين القلبية بسبب ترسبات دهنية وهو ما يطلق عليه (تصلب الشرايين)، إضافة إلى الإجهاد البدني، والضغط العاطفي والنفسي، التدخين، الوَجبات الثقيلة.

ويضيف: "من المهم الإشارة هنا إلى أن الذبحات الصدرية قد تنجم عن الجلطات التي قد يحدثها الانسداد الكامل أو الجزئي في الأوعية الدموية للقلب، وفي هذا المجال لابد أن نركز على بعض عوامل الخطورة التي تمكن في زيادة احتمال الإصابة بالذبحة الصدرية وهي الضغط النفسي والإجهاد والغضب والانفعال الشديد، التدخين، سواءً الإيجابي أو السلبي، مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، وعدم ممارسة الرياضة، والسمنة".

وحسب رأي د. علي اليافعي، فأن العديد من عوامل الخطورة بالإمكان تجنبها والتغلب عليها والوقاية منها من خلال الإرادة القوية والعزيمة الجادة لتجنب الإصابة بالذبحة الصدرية.

هناك فرق بين النوبة والسكتة القلبية
وعن الفرق بين النوبة القلبية والسكتة القلبية يوضح بالقول: "السكتة القلبية هي التوقف المفاجئ لنبضات القلب، وبالتالي التوقف الكامل لعمل القلب ما يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، بينما النوبة القلبية تؤدي إلى أن يتوقف الدم عن الوصول إلى عضلة القلب ولكن القلب لا يتوقف عن الخفقان"، مشيراً إلى أنه من أهم أسباب السكتة القلبية: مرض القلب التاجي، الإجهاد البدني، الذي يؤدي إلى حدوث قصور في النظام الكهربائي للقلب، وكذا الاضطرابات الوراثية.

وقال: "أثبتت الدراسات بأن الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، سواء بالذبحة الصدرية أو بالسكتة القلبية لأسباب عديدة وأهمها: أن الرجل أكثر تعاطي لـ (العادات السيئة) مثل التدخين، ومضغ القات، وتناول الكحول، والانفعال المبالغ فيه، بينما يرتفع خطر إصابة المرأة بأمراض القلب عادةً بعد انقطاع الطمث (سن اليأس) بسبب انخفاض مستويات هرمون الأستروجين الطبيعي في الجسم وهو الهرمون الذي يساعد في الحفاظ على مرونة شرايين القلب لذلك فأنها تتقلص وتتوسع لاستيعاب تدفق الدم، وعندما يقل هذا الهرمون فأن هذا لا يحدث مما يؤدي إلى تصلب الشرايين و ازدياد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية، ومن ناحية أخرى، فقد أثبتت الدراسات أن حصول زيادة في وزن المرأة (السمنة) بعد انقطاع الطمث بنسبة قد تصل إلى أربعين في المئة يؤدي إلى احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وبهذا يتضح سبب إصابة الرجال غالباً بأمراض القلب في أعمار مبكرة، بينما النساء تتأخر إصابتهن بهذه الأمراض، وتقل بالمقارنة مع الرجال، لافتاً إلى أن من أهم أعراض السكتة القلبية فقدان الوعي بشكل مفاجئ، وقد تسبقه حالة من الانهيار العصبي وضيق التنفس، وتوقف نبضات القلب.

وقال د. علي أحمد يافعي، في ختام تصريحه لـ "الأيام": "للأسف معظم حالات الإصابة بالسكتة القلبية تسبب الوفاة خلال بضع دقائق، ما لم يتم التدخل الطبي السريع لإنقاذ حياة المريض.. ولهذا نؤكد دوماً على ضرورة الفحص الدوري العام ومراجعة الطبيب عند ظهور أية أعراض مقلقة حتى يتم تقييم الحالة والتشخيص السليم لإعطاء العلاج السليم في حينه".

إحصائيات
ذكرت منظمة الصحة العالمية حقائق أساسية منها أن الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة في العالم، وهي تحصد سنوياً أرواح الكثير من الناس، أكثر من غيرها من الأمراض.

وقُدِر في عام 2012م عدد الذين قضوا نحبهم جراء الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية بنحو 17.5 مليون نسمة، أي ما يمثل نسبة 31 % من مجموع الوفيات في العالم.

ومن أصل هذه الوفيات استأثرت الأمراض القلبية التاجية بالمركز الأول بنحو 7.4 ملايين حالة وفاة، فيما جاءت السكتات الدماغية بعدها بما مقداره 6.7 ملايين حالة وفاة.

يحدث أكثر من ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

أغلبية أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها من خلال التصدي لعوامل الخطر، مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي والسمنة والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار باستخدام إستراتيجيات على النطاق السكاني.

وتشير أيضاً تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 17.3 مليون شخص قضوا نحبهم في عام 2008 جراء التعرّض لأحد الأمراض القلبية الوعائية، مثل الأزمة القلبية أو السكتة. وحدثت أكثر من 80 % من تلك الوفيات، على عكس المعتقدات الشائعة، في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل وطالت الرجال والنساء سواء بسواء.

غير أنّ الأمر الذي يبعث بالتفاؤل هو إمكانية الوقاية بنسبة 80 % من الأزمات القلبية والسكتات التي تحدث في سن مبكّرة. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق اتّباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام والامتناع عن التدخين.

وتجدر الإشارة إلى أن اتّباع نظام غذائي صحي متوازن ضروري لصحة القلب والجهاز الوعائي، ويشمل هذا النظام الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والحبوب غير منزوعة النخالة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك والبقوليات، والإقلال عن تناول الملح والسكر بكثرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى