حي الأطباء بخورمكسر عدن.. محمية لتكاثر البعوض وانتشار الأمراض

> تقرير/ وئام نجيب

> مواطنون: تعرضنا للإصابة بالأمراض جراء انتشار القمامة وطفح الصرف الصحي
باخبيرة: العشوائية والتقاعس في سداد الفواتير أبرز أسباب المشكلة

 تخنقك الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام القمامة المتكدسة ومياه الصرف الصحي الطافحة في حي الأطباء والذي كان يُعد من أرقى الأحياء في مديرية خور مكسر بالعاصمة عدن قبل أن يتحول إلى محمية لتكاثر البعوض وبيئة حاضنة للأمراض والأوبئة.

مواطنون: تعرضنا للإصابة بالأمراض جراء انتشار القمامة وطفح الصرف الصحي
مواطنون: تعرضنا للإصابة بالأمراض جراء انتشار القمامة وطفح الصرف الصحي

يواجه المارة في هذا الحي الواقع بجوار مستشفى الجمهورية التعليمي صعوبة وهم يحاولون اجتياز البرك والبيارات الطافحة التي تتكدس حولها أكوام القمامة، ويزداد الاشمئزاز وأنت ترى أطفالاً وبعض المارة وهم يضعون كمامات على أنوفهم للتخفيف من حدة الروائح النتنة.
غياب دور الجهات الرسمية
منذ سنوات يشتكي أهالي الحي من طفح المجاري وتكدس القمامة وغياب دور الجهات ذات العلاقة وعدم تجاوبها لشكاواهم وعجزها عن إيجاد حلول جذرية لمشكلة بيئية أرقتهم كثيراً وتسببت بانتشار الأمراض المعدية والحميات.

يقول الأهالي إن مشاكلهم ومعاناتهم وانتشار الأمراض في الحي بدأت منذ 2014م وتزايدت عقب كارثة الحرب المدمرة نتيجة الغياب التام لمؤسسات الدولة وتزايد البناء العشوائي في الحي، وأن تقصير الجهات الرسمية في التخطيط والصرف الصحي والأشغال العامة وانعدام الأمن أدى كذلك إلى تزايد الضغط على شبكة الصرف الصحي بالحي وتسبب بطفح المجاري الذي تزايد بشكل كبير مؤخراً.
انتشار حمى الضنك
وبينما كانت عدسة كاميرا «الأيام» توثق وترصد حجم الكارثة البيئية، تقدم نحونا أحمد سالم عمر، بائع خضروات وفواكه وهو يصرخ مستغيثاً: "اعملوا حل لهذه الكارثة و(الكداديف)، فمنذ سنوات ونحن نصيح ولكن لم يلتفت أحد لمعاناتنا".

وتابع حديثه قائلاً: "أنا من بين متضررين كُثر في هذا الحي، قبل فترة أصبت بحمى الضنك وأقعدتني أربعة أشهر في المستشفى.. الأمراض والأوبئة تفتك بنا وكل يوم نسمع عن مرض بسبب هذه اللعنة التي حلت بنا".

باخبيرة: العشوائية والتقاعس في سداد الفواتير أبرز أسباب المشكلة
باخبيرة: العشوائية والتقاعس في سداد الفواتير أبرز أسباب المشكلة

يقول الأهالي إن الحي يتحول إلى بحيرة كبيرة عند هطول الأمطار ويطالبون الجهات المتخصصة بمعالجة مشكلة البناء العشوائي الذي فاقم معاناتهم من خلال تأهيل وصيانة شبكة مياه الصرف الصحي وإضافة شبكات أخرى بما يتناسب وأعداد المباني فيها، ويحملون السلطة المحلية مسؤولية التقصير وما وصل إليه الحي من وضع المزرى.

ويطالب المواطن محمد سالم الجهات المعنية والمسؤولين في مدينة عدن في مناشدته عبر "الأيام" بالاضطلاع بمهامهم، كما طالب من قيادة صندوق النظافة والعاملين فيه إلى تحمل المسؤولية والعمل على رفع المخلفات بصورة مستمرة ومنع تكدسها في الحي حتى لا تتحول إلى كارثة صحية وبيئية.
غياب التخطيط وانتشار العشوائيات
«الأيام» طرحت معاناة سكان حي الأطباء وشكاواهم على طاولة مدير عام مؤسسة المياه لشؤون الصرف الصحي بالعاصمة عدن، م. محمد باخبيرة، والذي أوضح بدروه أن مشكلة التخطيط العشوائي والبناء العشوائي في الحي أثرت بشكل كبير على شبكة الصرف الصحي، مرجعاً ذلك الأمر إلى غياب الرقابة وضعف الجهات الأمنية.

وأضاف، في تصريحه لـ«الأيام»: "حي الأطباء كان في السابق عبارة عن حي صغير يحوي على منازل صغيرة خاصة بالأطباء، وتم تصميم أنبوب المجاري بما يتناسب مع أعداد المباني التي أُسست في الحي، ولكن مع تحول هذا لحي إلى منطقة استحدثت فيه أبنية كبيرة ومطاعم لا تتلاءم مع حجم أنبوب المجاري الموجود فيه منذ الفترة السابقة، وهذا هو السبب الرئيسي في طفح المجاري بشكل مستمر في الحي".


ضعف الإمكانيات ووعود بالحل
وأرجع م. باخبيرة تأخر الحل ومواجهة المشكلة إلى ضعف الإمكانيات وعدم وجود ميزانية تشغيلية للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي.

وتابع قائلاً: "المواطن أيضا يتحمل جزء من المشكلة بسبب تقاعسه في تسديد فواتير المياه، حتى نقوم بواجبنا وللأسف كثير من السكان فيه اعتادوا بأن تُقدم لهم خدمة المياه بشكل مجاني، ولا ننكر بأن هناك منظمات ومانحين يقدمون دعماً للمؤسسة ولكن اقتصر ما تقدمه لنا بالمعدات فقط، ونواجه صعوبة في توفير رواتب العمال والمصاريف التشغيلية".

وبشّر مدير عام مؤسسة المياه للشؤون الصرف الصحي بالعاصمة عدن لـ"الأيام" أهالي الحي بأن المؤسسة ستبدأ بمعالجة جذرية للمشكلة، قال: "واجبنا ومسؤولياتنا تحتم علينا الالتزام بحل مشكلة طفح المجاري في الحي، وقد قمنا بسحب المواد الخاصة بالمشروع وسنعمل على توسعة الشبكة وسندشن العمل خلال هذا الشهر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى