هي وقفة وصرخة في وجه العبث

> أحمد عمر حسين

> هي وقفة بوجه العشوائية، وهي صرخة بوجه الفوضى التي تجتاح مدينة عدن، مدينة النظام والتخطيط والجمال العمراني والقانون.
لقد نُكبت عدن والتي احتضنت مختلف الأجناس والأديان، والتي حباها الله بميناء لا يوجد مثيل له في الكرة الأرضية. ميناء طبيعي تحمله سلسلة جبال التعكر أو العر، كما ذكرها المؤرخون مثل بامخرمة (القرن العاشر الهجري).

قال الشاعر السيد الحميري قديماً:

لي منزلان بلحج منزل وسط

منها ولي منزل بالعُر من عدن

فذو كلاع حوالي في منازلها

وذو رعين وهمدان وذو يزن

وما اسم شمسان إلا متأخر مع فترة كبس المعلا ومينائه ولا يزيد عن سبعين عاماً تقريباً، ولربما ارتبط بأحد المقاولين في المحاجر بالجبال والتي استخدمت للكبس وربما كان اسمه شمسان. فتدحرجت التسمية من محجر شمسان إلى جبل شمسان. ميناء عدن هو من أكسب المدينة البُعد والأهمية العالمية بسبب حمايته الطبيعية وبسبب قربه من خط الملاحة الدولي الذي لا يبعد عن عدن سوى بضعة أميال فقط ويربط بين أهم قارات العالم الثلاث.

تشويه عدن والتعدي على معالمها ابتداء من الصهاريج وختاماً بالمقابر وعقبة عدن.. هذا التعدي الذي يخدش جمال عدن ويؤثر على مستقبلها يجب الوقوف وبحزم من الجميع في وجهه.
من يريد تحويل عدن إلى قرية عشوائية كبيرة هو عدو ولا يجب التساهل معه حتى وإن تحجج بمسائل احتياجه.

السماح لهذا الوضع المنفلت لا يعفي الشعب في عدن والتحالف ومن تسمي نفسها بالشرعية والتي قعدت في الفنادق بالخارج تتلهى وتدعم ما يجري بعدن من خلال عدم قيامها بواجبها.
نحيي تلك الوقفة الشجاعة من كل أطياف أبناء عدن وفي مقدمتهم المحامون ومفوضية مكافحة الفساد. هي وقفة لن تكون الأخيرة بمشيئة الله، وهي صرخة بوجه التغاضي واللامبالاة.

كنت أتمنى أن تكون وقفة دعائية للترويج السياحي كما كانت وقفة الجرادة والمرشدي رحمة الله عليهما.. لكن لا يسعنا إلا أن نحييها وقفت وصرخت في وجه الصمت المطبق من الجميع أولاً، وثانياً في وجه العابثين.
هي وقفة هي صرخة.. هل من ضمير يستجيب؟ طال العبث حتى غدت عدن الحبيبة في نحيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى