الضباب (THE MIST)

> حسين باراس

>
حسين باراس
حسين باراس
ما يعيشه عالمنا من تداعيات وباء فيروس (كورونا) أشبه بفيلم (الضبابTHE MIST)، الفيلم لا يختلف في حبكته عن بقية الأفلام المبتذلة، ولكن العمق يكمن في المعالجة الدرامية للسلوك البشري تحت الضغط، ويبين لنا كيف يصبح الناس في مرحلة من الضعف والخوف وفريسة سهلة للأفكار الغريبة، وتصبح البيئة خصبة للأفكار الشاذة والمتطرفة والتي تستند إلى تفسير الغيبيات وفق قناعات محددة، كما تبين من أحداث الفيلم أيضاً على كل ما يحدث بداخل المجمع التجاري من تطهير مثل القطيع الهائج الذي يهاجم بعضه تنفيذاً لرغبات امرأة التي أحكمت سيطرتها عليهم وأصبحت صاحبة القول الفصل وهي التي تحدد من يعيش ومن يموت.

ونحن في ظل هذه الأحداث الحرجة التي يعيشها العالم اليوم وبعد انتشار وباء (كرونا coved -19) أصبح العالم عرضة للكثير من الأفكار المبنية على الغيبيات، فقد شاهدنا الكثير ممن يدعي أنه لديه العلاج الخارق، وكل يحمل في يده نبته يدعي انها الحل السحري وآخر يدعي أن قول تعويذة ما تحفظك من الإصابة بذلك المرض، وآخرون يدعون أن اتباع المذهب الفلاني محصنون من ذلك البلاء وهكذا.. الخ.

ما يحدث اليوم سيخرج أسوأ ما في البشر من تراكمات التخلف، ستشيع الغيبيات والخزعبلات سيصبح لها رواجاً، قد يعتقد البعض أن هذه الأمور ستقتصر على وطننا العربي والإسلامي فقط، والذي يصفه البعض بالتخلف، ولكن في الأزمات تذوب الفوارق وقد يصبح من نعتقد أنهم شعوب مثقفة فريسة سهلة لأفكار غريبة.
نحن في اليمن، ونتيجة للأزمات التي عصفت بالوطن، كنا أول من عايشنا هذا الوضع، حيث ظهر لنا العديد من الأشخاص ممن يدعون المهدوية، وآخرون يكتشفون لقاحات وعلاجات لأمراض مزمنة وآخرون والأكثر ذكاء استغلوا الأوضاع لبناء ملك وسلطة مستعينين بشعار الدين ووفق تفسير خاص لمذهب أو قول ما.

المثير للسخرية والرعب هو ما تفعله بعض الأنظمة الديكتاتورية والتي فشلت في تقديم شيء يذكر لشعوبها في هذه الأزمة وبدل أن تقدم معالجات وحلول لجأت هي الأخرى إلى الخزعبلات والشعارات، وأوعزت لوسائل إعلامها لتقديم تفسيرات غيبية وغير عملية للأحداث، حتى إن البعض ادعى أن بلاده محفوظة من الله دون غيرها، وخصها الله بالحماية والتأييد في مخالفة للعقل والدين، الأحداث القادمة ستعيد بناء المفهوم المعرفي حول البشر والبلدان والشعوب، وستسقط أفكاراً وقناعات وستبني تحالفات جديدة وتسقط أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى