عدن التي في خاطري

> أحمد عمر حسين

> مثلما أن مصر هبة النيل، فكذلك عدن هي هبة الميناء الطبيعي والذي خص الله به عز وجل هذه المدينة.

هذه هي عدن الميناء ثغر شبه جزيرة العرب، الميناء الذي لا يوجد له نظير في الدنيا كلها من حيث الآتي:

أنه ميناء طبيعي بنسبة تكاد تصل إلى 98 %، وبقية النسبة هي تدخلات بشرية من حيث التطوير والتعميق فقط.

أنه محمي طبيعياً ولا تكاد السفن تجد أي خطر عليها من الرياح أو العواصف البحرية.

أنه أقرب ميناء على وجه الطبيعة إلى خط التجارة البحري العالمي والدولي، فالمسافة بينه وبين الخط الدولي بضعة أميال فقط، بينما هناك موانئ بينها وبين الخط الدولي مسافة أيام.

عدن الميناء، هي مدينة التعايش ومدينة التخطيط العمراني والسكينة والسلام المجتمعي.

عدن الميناء، التي كتب عنها اليونانيون والرومان القدماء وكتب عنها الإخباريون العرب فجر الإسلام.

عدن الميناء هي المدينة التي صهرت جميع الأعراق والأديان والمذاهب في مجتمع مدني لا تمييز فيه ولا بغي أو ظلم.

عدن الميناء هي مدينة العلم والتجارة وأم المساكين ما دخلها فقير إلا اغتنى وكفى نفسه وأهله مذلة السؤال حيثما كانوا، عدن التي طبيعتها وطبيعة أهلها التسامح والابتسامة، عدن التي تريح زائرها وقاطنها نسائم البحر والبر وسماحة طيبة أهلها لتريح عنه قسوة الحرارة والرطوبة.

عدن التي في خاطري هي التي تشبه طائر الفينق الأسطوري (The Phonix)، ذلك الطائر الذي ينهض من بين الرماد عملاقاً فتياً ومتجدداً على الدوام، عدن هي المدينة التي تأبى الخضوع، نعم هي عدن التي دائماً ما تنهض بعد كل كبوة أو دمار حل بها.

عدن للأسف تعيش حالياً حروباً تشن عليها وعلى سكينتها ومعالمها وعلى طبيعة أهلها، حروبا من الجميع شرعية وتحالف عربي، للأسف وخير مثال سوء الخدمات الكهربائية وانقطاع المياه عن كثير من مديرياتها وأحيائها، ففي الوقت الذي يخشى العالم من جائحة كورونا عند وصولها لليمن، نجد الحكومة الشرعية لا تبالي إلا بما ستكسبه من هذه المصيبة والجائحة، والتي نتمنى وندعو الله أن يجنبنا إياها ويجنب عدن وبقية اليمن منها فيكفينا ما نعانيه.

المياه أهم وسيلة للحفاظ على النظافة، ونشكر "الأيام" في كلمتها (لوجه الله) حول مشكلة المياه، وذلك في عددها ليوم الخميس والجمعة 9 أبريل العدد 6795، ونضيف إلى كلمتها طلبنا من الأهالي أن يستمروا في دفع كل استهلاك شهري جديد، والجود بما يمكنهم لتقسيط الديون السابقة، طلبنا هذا على فواتير الكهرباء، فنحن داخلون على صيف، ونتمنى من الجميع التعاون بدفع الجديد شهرياً والتسديد بما يستطيعون مهما قل، فالماء أولاً وثانياً وثالثاً ثم الكهرباء، إذ إن الصيف في عدن لا يطاق.

عدن أيضاً تنادي المجتمع الدولي، بما أننا تحت الفصل السابع، بأن يقدم خدماته الحقيقية وعبر طرق لا ينخر فيها الفساد.

الوضع خطر وعدن التي نحبها تستحق العناية والاهتمام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى