تجريب المجرب

> م. رفقي قاسم

> ما أشبه اليوم بالبارحة، هذا ما نشاهده يحدث في أطراف شقرة بمحافظة أبين، فقط ينقصهم الهالك عفاش، عموماً هي أقدار الله يصيرها كيف يشاء لحكمة يعلمها هو سبحانه.

اليوم، تطل علينا البقية الباقية من عصابة 1994م وكأن اليوم هو البارحة، فهادي يعود فقط كواجهة لغزو بربري شمالي جديد يقوده على محسن الأحمر وأصحاب النفود من مشايخ الفيد والتسلط بواجهتيه الدينية والقبلية في بلاد الهضبة الزيدية وما حولها، يقودون قطيعاً ضخماً جداً من أبناء القبائل تحت غطاء عسكري بحجة إعادة الشرعية لهادي وكأن عدن هي من أخرجته وأخرجت تلك الفئة الباغية من غرف نومها في صنعاء ليحل عليها صبية صغار من صعدة، دخلوا صنعاء وبايعهم أهلها معلنين سقوط دولة المشايخ العسكرية ومبشرين بدولة أخرى لا نعلم شكلها أو مكنونها حتى اليوم.

يحاول الرئيس اليوم تكرار نفس خطأ الأمس رغم أننا كنا نعتقد أنه فقه الدرس وتعلم منه، فمن يهن عليه أهله وناسه يكن هيناً مهاناً في نظر الآخرين وهذا ما عرفناه في أحفاد أبي رغال قديماً وما تعلمناه من نابليون حديثاً وقد حصل هذا بعد غزوة 94 كما يصفونها عندما نحاهم عفاش جانباً وجعلهم مجرد أتباع وموالي له ولعلي محسن الأحمر.

الأغرب الآن أن جل الجيش الوطني المزعوم هم من أبناء الشمال الذين عزفوا عن استعادة أرضهم وبيوتهم وتحريرها ورغبوا فجأةً في تحرير أرض محررة مند خمس سنوات على يد أبنائها وبثمن كبير جداً من الشهداء والضحايا نصرةً لتراب أرضهم و كرامة أهلهم.

لم يكن تحرير عدن ومناطق الجنوب مجرد حرب ضد جنود عفاش والحوثة بقدر ما كانت حرب لاستعادة كرامة وعزة انتهكت بعد هزيمة 1994م القاسية التي غزوا فيها الجنوب بغطاء ديني واستباحوا دماءه وتحول بعدها الجنوب وأهله إلى مجرد ضيوف على أرضهم، وأصبح الأغراب أنهم هم من يديرون الأمر، فرجل الأمن والعسكري وشرطي المرور ومدير المنطقة والمؤسسة والميناء والمطار والناحية والعزلة هم من غير أبناء تلك المناطق وبتعيين مباشر من صنعاء.

تم إقصاء كافة الكوادر واستبدالهم بآخرين، فقط إمعاناً في إذلال الجنوبيين وتحويلهم إلى عاطلين عن العمل وبعد أن أُخذت وظائفهم ونُهبت خيرات أرضهم وأصبحوا عبارة عن فقراء على أرض يحكمها الغريب ويستأثر بخيراتها لنفسه ولعشيرته.
الحرب على الجنوب اليوم هي فقط حرب على الأرض والموارد، أما الإنسان فلا حاجة لهم به، بل إنهم مستعدون لأن يلقون به وسط البحر.

أمام الجنوبيون اليوم طريقان لا ثالث لهما فإما تجنيب المصالح وتناسي الخلافات وتوحيد الصف لمجابهة ذلك الجمع من الباغين، وإما أن تسيطر عليهم خلافاتهم البينية ليعودوا جميعاً كما أصبحوا بعد 1994 مجرد أتباع لقوى سوف تهينهم مجدداً فوق أرضهم وبين أهلهم إمعاناً في الذل والألم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى