مع المتنبي (8 - 1) سمّم كلباً وقتله ليوهم شخصاً بأمر جلل!

> محمد حسين الدباء

> ومن قصص المتنبي العجيبة، أنه قام بتسميم كلب وقتله، ليوهم شخصاً بأنه يمتلك مزايا معرفة القادم من الأيام.
وتقول الرواية، إن أبا الطيب كان في اللاذقية "أو في غيرها من السواحل" وكان بصحبته رجلٌ يرافقه من مكان إلى آخر، فلقيهما كلبٌ ألحّ في النباح عليهما، ثم انصرف. فقال المتنبي للرجل الذي كان معه: "إنك ستجد الكلب قد مات!".

ولمّا عاد الرجل في وقت لاحق، فإذا به يرى الكلب ميتاً، فعلاً. فيعلّق "الصبح المنبي" على الحادثة بقوله: "لا يمتنع أن يكون أعد له شيئاً من المطاعم مسموماً وألقاه، وهو يخفي عن صاحبه ما فعل!".
وترد قصص كثيرة لا تتفق مع الصورة التي يقدمها المتنبي عن نفسه، في شعره.

فهو يظهر حرصاً على جمع دراهم من على الأرض، تعرّضت للتقطيع بسيف، إثر مجادلة حماسية. وعندما قيل له أن يترك "أحد الخدّام يلتقطها ويأتي بها إليك"، فيرفض قائلاً: "بل صاحب الحاجة أَولى".
ولعلّ من مفارقات حياة هذا الرجل، أن "أسخف" ما في شعره و"أوهنه" وأكثره "ركاكة" كان سبب مقتله ومقتل ابنه وغلمانه، بحد ما جاء في "الصبح المنبي". وهي القصيدة الشهيرة التي أولها: "ما أنصف القوم ضبّة، وأمّه الطرطبة".

لكن، على الرغم مما يمكن أن تشكله هذه الصفات الشخصية في الشاعر، وقد تصدم البعض وقد لا تصدم البعض الآخر، فإن المتنبي يظل شاغل الناس، شاعراً من أرفع طبقة من الشعراء العرب المحدثين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى