خديجة والنسيان في رمضان "قصة قصيرة"

> قصة/ عبد الجواد الحمزاوي

> قالت الأم لابنتها الصغيرة خديجة وهي تقدم لها طبقاً فيه قطعة كنافة كبيرة وقطائف: افطري يا ابنتي فأنت مازلت صغيرة، كسا وجه الصغيرة غضب طفولي ثم قالت: "إن أفطر اليوم أبدا، وأحمد بن عمي ليس أفضل مني وقد صام أمس وسأصوم أنا اليوم".
بعد هذه الكلمات تبدل الغضب وحلت محله ابتسامة لطيفة، ثم قالت: "ولكن يا أمي ضعي هذه الكنافة هنا وضعي بجانبها كوباً من عصير الليمون المثلج، لأني جائعة وعطشى، فإذا نسيت أكلت الكنافة وشربت العصير وأظل كما أنا صائمة".

ضحكت الأم ضحكات عالية، ثم وضعت الكنافة علي رف قريب وذهبت لتعد لابنتها عصير الليمون، في الغرفة كانت الصغيرة تجلس وحدها وتقول: "يا رب أنسي كما نسيت رشا، وآكل الكنافة وأشرب العصير"، مع ذلك لم تنس خديجة، فجأة انطلق أذان العصر من المسجد القريب: الله أكبر الله أكبر.

فوراً قامت خديجة لتتوضأ. توضأت، وصلّت وقالت في سجودها: یا رب أنسى كما نسي الصحابي الذي أكل في رمضان وهو صائم، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أطعمك الله وسقاك". أتمت خديجة صلاتها، جلست في الحجرة قليلاً ثم خرجت تمشي بجانب الرف الذي وضعت عليه أمها طبق الكنافة والعصير، جيئة وذهاباً، كانت تنظر إلى العصير وتقول: لماذا لا أنسی کما نسيت رشا؟.

أخيراً، ذهبت إلى غرفتها وجلست تنتظر أن تنسي، بعد قليل نامت، عندما دخلت الأم وجدت ابنتها تغط في نوم عميق، تركتها كما هي وذهبت تعد طعام الإفطار، مر الوقت وأذن المؤذن لصلاة المغرب، حينها أيقظت الأم ابنتها لتفطر مع أفراد العائلة، كانت خديجة سعيدة جداً، قالت وهي تبتسم: هذا أول يوم أصومه كاملاً في رمضان، وسأصوم إن شاء الله أياماً أخرى، ولعلمكم أرجو أن أكون أخذت ثواباً كبيراً، فالأستاذ في المدرسة أخبرنا أن نوم الصائم عبادة، ضحكت الأسرة كلها ثم أقبلوا يفطرون معاً وهم في سعادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى