البيان التاريخي للانتقالي والروشتة المطلوبة

> نجيب محمد يابلي:

> سعد العقلاء في الجنوب والشمال وفي كل مكان من العالم حين صوت العقل لصدور البيان التاريخي الهام لقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ليلة السبت 25 أبريل 2020م، ونقول لقيادة الانتقالي بأننا سواءً من داخل المجلس أو خارجه مع البيان شكلاً ومضموناً، وإننا نعتبر البيان إعادة قراءة لتاريخ الجنوب والبداية الرشيدة من حزب رابطة أبناء الجنوب (South Arabian League) وقيادته التاريخية الناضجة، وفي مقدمتهم السيد محمد علي الجفري وشيخان الحبشي والسيد سالم عمر الصافي والسيد عبدالله علي الجفري والسيد زين صادق الأهدل، رحمهم الله جميعاً، عام 1951م، لا ننسى هنا أن نشير إلى التجربة الرائدة في الجزيرة العربية لاتحاد الجنوب العربي (Federation of south Arabia) ولو أتيح لها (أي للتجربة) أن تأخذ مداها الطبيعي، لكانت الشقيقة التوأم لاتحاد ماليزيا، لأنها دخلت التاريخ بسنغافورة هناك وعدن هنا.

استبشرنا خيراً بالبيان التاريخي للانتقالي بأنه سيسير بالجنوب في المسار المطلوب فيدرالياً، سنرى فيه حضرموت والمهرة وشبوة بمساحاتها الكبيرة وثرواتها المتنوعة والتفرد في النظام الفيدرالي المرتقب، سيكون في وضع عدن المدنية، عدن الميناء والمطار، عدن التنوع الأثني، عدن المجلس التشريعي والمجلس البلدي، ومدينة عدن لها مدنية قرينة وهي أرض العبادل وأرض الساحل الفضلي (زنجبار + شقر ة + الدرجاج + الكود) وقد تتمخض عن تلك المدنيات ثمار ناحفة..

سينتج عن الفيدرالية حصر العصبية في مرابع القبيلة بدلاً من تعايشها في كيان اندماجي واحد، الأمر الذي ترتب على صراع السلطة بما تعنيه من ثروة واستئثار بنصيب الأسد من حصة الوظائف الدسمة في قيادة المؤسسات المدنية والعسكرية وحصة مماثلة في السفارات والقنصليات المعتمدة في الخارج، وكانت التجربة في الجنوب خلال الفترة من 1967 حتى عام 1990 قبيحة شكلاً ومضموناً وعاودت كراهيتها لبعض في حرب صيف 1994م بين الجنوب والشمال ورجح بعض الجنوبيين كفة الشمال ليس لأنهم وحدويون بل لأن القبيلة كائن كونفدرالي لا يقبل الاندماج "القبيلة تتعاقد تتعاهد".

عدن وأبناؤها رأوا في الانتقالي وبيانه الصادر يوم السبت الموافق 25 أبريل 2020م، بأنه المنقذ من الضلال، بتعبير الغزالي المفكر الأندلسي.. رأوا بأن الانتقالي سيرد الاعتبار لعدن التي نالت جزاء سنمار من القبائل الجنوبية الوافدة على عدن لتحكمها، لأن عدن تجرعت مرارة التضحيات جراء الصراعات القبلية وكانت ساحتها، عدن التي عانت من الإهمال وعانت أرضها من السلب والبسط العشوائي غير الأخلاقي.

السؤال الذي يفرض نفسه: هل سنعيد إنتاج التاريخ الكريه للجنوب الذي دفعت ضريبته عدن لوحدها؟ أشك في ذلك، لأنني لو سلمت بذلك، لقلت ما الحاجة إذن من ظهور الانتقالي على الساحة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى