بلدنا مليئة بالأوبئة

> نبيل سالم الكولي

> في الوقت الذي أعلن فيه عن ظهور أول حالة في اليمن للإصابة بفيروس كورونا في مديرية الشحر محافظة حضرموت، قوبل الخبر ما بين مصدّق ومكذّب، حيث بررت الفئة الثانية بأن هذا الإعلان جاء من أجل أن تستلم الحكومة الإعانات المالية المخصصة من الأمم المتحدة لمكافحة هذا الفيروس.
وفي الوقت الذي قابلت دول عديدة في العالم هذا الفيروس وآثاره بالخوف والهلع، نجد اليمنيين قابلوه كعادتهم بالنكتة والسخرية، لأن بلدنا مليئة بالأوبئة والأمراض على مدار العام، مثل: حمى الضنك و "المكرفس".

وفي رأيي أنه لو بعثت منظمة الصحة العالمية (who) مندوبين لتحليل هذه الأمراض لوجدوا "كورونا" لا يساوي شيئا أمامها.
ومن المواطنين اليمنيين من يستبدلون اسم "كورونا" بـ "كورولا" على سبيل المزاح والسخرية، وهي أسماء لسيارات تابعة لشركة "تويوتا"، حتى أن بعضهم عندما يرون أحدهم يلبس كمامات وقفازات يصرخون في وجهه: "كورونا.. كورونا" وكأنه هو المصباب!..

فيجد نفسه في حرج، فيضطر بعضهم لخلع الكمامات والقفازات كنوع من الاستحياء؛ لأنهم صاروا مميزين عن بقية الناس الذين لا يلبسون.
والشيء المثير للسخرية فعلاً هو تقليدنا الأعمى في التشكيلات، وأقصد بذلك الجهات الممثلة بالدولة، بينما شوارعنا مليئة بالقمامات ومياه المجاري الطافحة في كل مكان، ثم تدور سيارة صغيرة وترش المبيدات، فأي أمراض سنكافح ومصادر هذه الأمراض ومرتعها متوفر في جميع الشوارع "قمامات ومجاري".

في بعض الدول عندما يعلنون حظر التجوال أو إغلاق بعض مواقع العمل، يقومون بصرف المرتبات والإعلانات المالية والعينية "مواد غذائية".

ومثل هذه الإجراءات لا وجود لها عندنا، حتى أن بعض اليمنيين العالقين في مصر وغيرها من الدول (خصوصاً مواضيع العلاج)، ما زالوا يعانوا الأمرين، وهم في الخارج، وقد نفدت عليهم الأموال بسبب توقف رحلات الطيران، وبالتالي عدم تمكنهم من العودة لبلدهم، والحكومة لا تحرك ساكناً، بينما حكومات الدول الأخرى تجدها تعمل الحلول لمواطنيها، وتشعرهم بقيمتهم وانتمائهم لدول تستطيع أن تسندهم وقت الأزمات.

وأخيراً أقول إن فيروس كورونا هو مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى، يصيب به من يشاء، ويصرفه عمن يشاء من عباده، فلا داعي للخوف والهلع، فقط توكلوا على الله وأعملوا بالأسباب، "لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى