حتى لا تكون الشرعية مسمار جحا

> أحمد عمر حسين

> حتى لا تتكرر قصة دار جحا ومسماره الشهير، والتي يعرفها العالم أجمع، جاء قرار المجلس الانتقالي الجنوبي بأحقية إدارة الجنوب إدارة ذاتية ومن قِبل جميع أبنائه.
يكفي عذاب خمس سنوات قضاها شعب الجنوب وفي عدن بالذات تحت وطأة التعذيب الممنهج عبر حرب الخدمات الأساسية في الكهرباء والمياه والرواتب.

لقد تعمدت الحكومة المختارة من قِبل الرئيس هادي بتعذيب الشعب في حرب قذرة هي جريمة حرب مكتملة الأركان.

قال وزير الخارجية الأسبق عبدالملك المخلافي: "إن الاستقرار في الجنوب سيقود إلى الانفصال ولذلك لن نسمح لهم بالاستقرار"، هذه المقولة تؤكد أن نهج التعذيب هو حرب أخرى عن طريق وسائل مدنية أشد فتكاً بالشعب، فالموت جراء سوء الخدمات ونقص الأدوية وتأخير الرواتب المتعمد أدى إلى ضحايا بالآلاف أكثر مما حصدته الحرب بالسلاح.

إن استخدام قوى الإخوان "الإصلاح" وبقية قوى النفوذ القبلي والديني الشمالي لورقة الشرعية التي يمتلكها الرئيس هادي هي وسيلة حرب قذرة وجريمة حرب أخرى، لا يجوز السكوت عنها من قِبل دول العالم المتحضر ومنظمات حقوق الإنسان.
إن الشرعية الشمالية متخذةٌ من الرئيس هادي مسمار جحا آخر، لكي تعيد الجنوب إلى حضيرة الشمال من خلال ممارسة حرب التجويع والتركيع.

فهي تتماهى وتتعاون مع الانقلابي الحوثي، بل تسعى وتوسط الدول لكي يقبل بالحوار معها، بينما على الجنوب تشن الحرب عن طريق الخدمات والتجييش في شبوة وأبين. المملكة تسير كالمتخبط في الظلام، حيث ترى وتسمع عن انكسارات وخيانات القوات المسماة "جيش وطني"، فالجيش في الحقيقة إخواني خالص مع لفيف من الإرهابيين، والحكومة أغلبها كان في حضن الحوثي وعفاش بداية الانقلاب وحتى 2016م، أحمد بن دغر خير مثال على ذلك، وهم لا يملون من الكلام حول الشرعية والانقلاب فيما هم يتعاونون على تمكين الحوثيين من اليمن كاملاً، والمملكة كالفاغر فاه لا يستطيع الحديث أو الرد على ذلك.

لن يظل أبناء الجنوب يحرسون الإيرادات لتذهب إلى أيادي مجرمين بثوب حكومة شرعية ليعذبونا، فيكفي ما جرى حتى اليوم وعلى المملكة بالذات أن تدرك ذلك، وإلا فشعب الجنوب يستطيع أن يفتح علاقات مع إيران مباشرة إذا كانت ستصر على استخدامه كورقة ضغط في حوارها ولمصلحتها فقط دون النظر لمصلحة شعب الجنوب والذي وقف معها بصدق ولا يزال، وقدم التضحيات من قبل أن تبدأ عاصفتها.

المملكة كانت ترى وتعلم أن مأرب والمهرة والوديعة لا تورد إلى البنك المركزي في عدن أية أموال، في حين تريد أبناء الجنوب يتنازلون عن حقوقهم لتذهب إلى جيوب من يغذي الحوثي في الشمال.
تشكيل حكومة المناصفة وإدارة الجنوب من أهله هو المطلوب اليوم وليس غداً، فتشكيل الحكومة سيثبت جدية المملكة والشرعية من عدمها.

السكوت خمس سنوات يكفي، ويجب أن يتكلم أبناء الجنوب والمجلس الانتقالي في المقدمة سياسةً، والسياسة مصالح ومصلحة الجنوب مقدمة على ما سواها، ولا يجب أن تكون شرعية الرئيس هادي وسكوته عما يجري مسمار جحا آخر لإعادتنا إلى باب اليمن مرة أخرى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى