العزيز الشهيد الخالد هشام باشراحيل.

> إن الرجل قد أسس الأيام نموذجا جديدا للصحافة الحرة والمهنية العالية، لكنه بهذا كان يتقدم بسرعة لتقود الأيام حركة تنوير واسعة في المجتمع. وحققت الصحيفة نجاحا قياسيا انتشارا ومبيعا، وفتحت مساحة للحرية لم تكن مألوفة. وظاهرة "أبوالباشا" كانت مقلقة للنظام السابق؛ لأنها كانت تقلص مساحة وهامش حركة القوى التقليدية التي وقفت ضد مشروع الدولة منذ العام 1962م.

وكان الرجل استمرارا للدور التاريخي الذي لعبته شخصيات عدنية كثيرة، أهمها لقمان مثلا، (وسلوك أبي الباشا مطابقا لمبادئه الفكرية القائمة على احترام القانون والمواطنة) شبيها بالدور الذي لعبه كل من علي مبارك والمنفلوطي والبارودي في مصر في عصر النهضة. هذا يفسر الحرب التي قامت ضده واستهدفته وعائلته وصحيفته، حرب نيابة عن القوى التقليدية التي ترى في انتشار الأيام وتوسعها بما تحمله من فكر حر وليبرالية غير معهودة تقلص مساحات سيطرتها وتهدد مصالحها باﻻنقراض.

أبو الباشا أطيب رجل ! عرفته متواضعا رغم أنه قامة سامقة في سماء عدن، ومن أهم الشخصيات المؤثرة، ومع ذلك، فهو عنيد مقاوم شجاع .
الحرب التي شنتها ضده الدولة كانت حربا حقيقية كأنها موجهة ضد فيلق أو جيش، مع أنها كانت ضد إنسان مدني مثقف وأسرته ومحبيه. حرب أرادت تدمير كل إرادة لعدني أو مدني ينشر فكر التنوير. حرب أيضا عبرت عن عنصرية مقيتة وحقد أعمى ضد أشرف أبناء هذه المدينة المقهورة.

ألف رحمة عليك يا أخي العزيز ! وطيب الله مثواك وتقبلك الله مع الصالحين والصديقين ! امين

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى