زهور تذبل في قيظ الظهيرة

>
لا أدري كيف أبدأ ومن أين ستكون البداية، فالمشكلة ذات أطراف عديدة يصعب الإمساك بتلابيبها من أول محاولة أو من طرف واحد، فقد كانت نتاجاً لتراكمات أخطاء عقود وإهمال سنين طويلة، فالحلول لن تكون سهلة ما لم تتوفر عوامل نجاحها في حدها الأدنى بأقرب اتجاه، فهي أزمة استفحلت نظراً للإهمال وغياب المعالجات الآنية، مما أورث مشاكل عدة تقاسي وطأتها طالبات الفترة المسائية بدرجة أكبر من طالبات الفترة الصباحية اللواتي يشتركن معهن في الهم والمشكلة.

كم هو مؤلم أن تشاهد ألفي طالبة يكتوين بشمس الظهيرة الحارق لا تثنيهن الصعوبات عن طلب العلم والسعي إليه، وذلك نتاج تراكمات عديدة أبرزها عدم إنجاز مدرستهن (مدرسة الشاطئ للبنات) التي تعثرت فيها أعمال البناء مراراً، وأخذت تمشي بوتيرة ضعيفة جداً مؤخراً رغم توجيهات المحافظ العاجلة، ومتابعات مكتب التربية بالمديرية والمحافظة المستمرة لإنجازها، وقد تعشمنا خيراً عندما رأينا استئناف العمل بعد توقف دام سنوات، لكن وتيرة العمل لم تكن بالمستوى المطلوب، ولا نرغب أن يكون مؤشراً على تعثر العمل مرة أخرى تحت مبرر ما، فالمأساة الإنسانية تتطلب الإنجاز السريع، فطالبات المدرسة يتوزعن على مدرستي الشهيد باعباد وثانوية قصيعر للبنات بسبب أعمال البناء في مدرستهن الأم.

كم هو محزن أن تجد التلميذات خصوصاً الدارسات في الصف الأول والثاني يعانين من هذه الظروف الصعبة في ظل عدم توفير مواصلات مجانية، وهو ما يدفع أولياء الأمور إلى تحمل أعباء المواصلات فيقطعن المسافة مشياً.
ومما يثير الحزن أيضاً أن التلميذات يدخلن المدرسة ولا تعرفن من مدرسة الشاطئ إلا الاسم المكتوب على الدفاتر والشهادات، وكذلك المبنى المتعثر في أجمل مكان من مدينة قصيعر، وتمر السنون تلو السنين وينهين المرحلة الأساسية، ولم تطأ أقدامهن المدرسة التي ينتسبن إليها. وفي ختام هذا العرض أشعر بأني قد أوصلت رسائل لمن يهمه الأمر، وتقع عليه مهمة في هذا الموضوع.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى