لملس.. والمدينة الحزينة

> نبيل سالم الكولي

> عدن هي المدينة التي كانت ولا تزال ترسم الابتسامة على شفتيها كلما ورد إليها وارد وزارها زائر، تلك المدينة التي عمل فيها الجميع وسكنوا وتعايشوا بدون فتن، ترتسم ابتسامتها لتستقبل القادمين إليها بحب، بحضن الأم، لا تفرق بين جنسياتهم ودياناتهم وانتماءاتهم، ومن خرج منها كان سفره اضطرارياً إما لعمل أو دراسة، ومن عاد إليها بعد ثلاثين أو أربعين عاماً عاد والشوق يهزه هزاً والذكريات تعصف به فيجد تلك الأم الشابة التي كلها حيوية ونشاط قد صارت عجوزاً هرماً وكلها شكاء وبكاء وآهات بالليل والنهار، تكالبوا عليها من كل مكان وأهلها صامدون حامدون الله شاكرون نعمه رغم العذاب الذي يعانونه من نقص في المياه وانعدامه في كثير من الأحيان، والكهرباء عذاب في عذاب خصوصاً في فصل الصيف وحره الشديد.

ورغم هذه الآهات وهذا الألم نجد عدن وأهلها يستقبلون المحافظ الجديد أ. أحمد حامد لملس بكل حب، وكلهم يأملون بغد جديد يمحو كل ألم، وبالطبع يد واحدة لا تصفق، فالجميع مطالب بالعمل والإخلاص والأمانة وهما شرطان مهمان لإنجاز الأعمال، ونرجو من الله أن يعين الأخ المحافظ إذا كان صادق النيّة مخلص العمل، ويهيئ له البطانة الصالحة من وكلاء ومستشارين وناقلي أخبار ومعلومات، وألاّ توضع العراقيل في طريقه.

روى الإمامان البخاري ومسلم في صحيحهما أن رسول الله عليه وسلم قال لأحد أصحابه: "يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها".صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى