اليمن.. إلى أين؟

> معروف أن الدولة اليمنية كانت تعتمد في اقتصادها على ثلاثة مصادر أساسية هي النفط والغاز وحوالات المغتربين، ومن بعض الصادرات كالإنتاج الزراعي والصناعي.
مع اشتعال فتيل الحرب منذ 6 سنوات أصيبت تلك المصادر بمقتل، والنفط والغاز تضررا كثيراً بسبب عدم تحكم الدولة في الموارد، وعجزها عن السيطرة على الأرض، وكذلك الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والظروف الدولية التي أدت إلى هبوط أسعار الطاقة وانخفاضها عالمياً، وبهذا أصبحت أهم مصدر في مهب الريح.

أما الإنتاج الزراعي والصناعي تضرر كثيراً بسبب الحرب، وانعدام المحروقات وصعوبة النقل والتصدير، وفقد الكثير من المواطنين وظائفهم، مع العلم بأن هذا القطاع كان يواجه صعوبات قبل الأزمة أساساً.
وفيما يتعلق بالمغتربين أصبحوا في وضع لا يحسد عليه بسبب الأزمة الدولية التي جعلت الكثير من الدول تستغني عن العامل الأجنبي. الحرب بشكل عام لها تأثير كارثي على أقوى الاقتصاديات، فما بلك باقتصاد دولة كانت تعاني من قبل الحرب.

اليمن مقبلة على كارثة إذا لم يتداعَ الجميع لتقديم حلول تنقذ الاقتصاد اليمني من الكارثة، وتنقذ الشعب اليمني من مجاعة تهدد حياة أكثر من 25 مليون يمني، وهذا لن يحدث إلا بإيقاف الحرب وإحلال السلام، والبدء بعملية الإعمار.
فاليمن يستورد أكثر من 90 % من حاجياته الأساسية من الخارج، والاستيراد يحتاج إلى عملة صعبة، وفي ظل هذا الوضع أعتقد أن اليمن أصبحت قاب قوسين أو أدني من العجز في الحصول على إمدادات الغذاء.

العالم قد يفيق يوماً على كارثة إنسانية قد تكون الأخطر في القرن الواحد والعشرين، ودول كثيرة مرت بما تمر به اليمن، لكن نحن لا نمتلك الثروة الحيوانية التي يمتلكها الصومال، ولا الأراضي الزراعية التي لدى سوريا، فأثناء الحرب في الصومال وسوريا غادر الملايين تلك البلدان، أما في اليمن عاد ملايين المواطنين إلى الداخل اليمني، وهذا شكل عبئاً كبيراً على بلد تواجه أزمة حقيقية. كل هذا يحدث في ظل نخب سياسية فاقدة الإحساس مسلوبة الإرادة. انتهازية ليس لديها خطة أو رؤية للمستقبل. الكل مشغول بترتيب وضعه ومستعد لأن يحارب إلى ما لا نهاية، طالما أن مصالحه الشخصية محفوظة.

الكارثة لن تفرق بين شمالي وجنوبي، فالجميع سيكتوي بنار هذه الحرب، وسيدفع البسطاء وحدهم الثمن غالياً، بينما سيفلت منها من ساهم في صنعها. كان الله في عون هذا الشعب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى