رجال في ذاكرة التاريخ: 1- سليمان طربوش الشرجبي 2- محمود عبده قاسم

> نجيب محمد اليابلي

>
سليمان طربوش
سليمان طربوش
سليمان طربوش الشرجبي

مدينة التواهي
هذه المدينة الصغيرة الفاتنة التي تسند ظهرها إلى الجبل وتغمس قدميها في ماء البحر، المعروفة بأهلها الطيبين أمثال: آل الناصر النواصري، وآل حمزة، وآل الجاوي، وآل الكوكني، وآل الطحس، وآل الزغير، وآل راجح سعيد، وآل طربوش، حزام وآل مهيوب سلطان، وآل باشراحيل، وآل الزيد، وآل عبد الرب يافعي، وآل طمبش، وآل بوجي خان، وآل جامع.

التواهي مدينة الجمعيات الثقافية والاجتماعية أمثال نادي الأدب العربي (1929) ونادي الإصلاح العربي (1930)، والنوادي الرياضية، وأبرزها "نادي شباب التواهي ونادي الشعب".
أكتفي بهذا القدر؛ لأن الكتابة عن التواهي هي مشروع كتاب وليس أسطراً

الميلاد والنشأة:
سليمان طربوش حزام الشرجبي (كما وجدت ذلك في وثائق حكومة عدن (STaff LIDT (1961) من مواليد نهاية ثلاثينات القرن الماضي، وهو من مواليد بندر جديد بالتواهي، ومن سكان بندر جديد بوجي ورستم وجلاب وتوفيق وحامد خان وإخوان ثابت وعبد الله عبد القوي ياوجي وبيت الكوكني وبيت البيضاني وكابتن معطي والحاج محمد مرعي وعبد الملك إسماعيل وعلي السحيقي وعبد المنان مهدي.

تلقى سليمان طربوش دراسته الابتدائية في ابتدائية التواهي وتلقى دراسته في كريتر (ثانوية لطفي أمان حالياً)، وكانت هناك ثانوية مشهورة هي ثانوية القديس أنتوني.
وكانت التواهي تحفل بالنوادي والمؤسسات الاجتماعية والمطابع، وصدرت منها صحف ومجلات (الشباب ليوسف مهيوب سلطان) و (أنغام لعلي أمان) و(فتاة شمسان لماهية نجيب). وكما أشرت سلفا، يصعب تقديم التفاصيل عن مدنية التواهي - حفظها الله من كل مكروه.

تشير وثائق عدن (المدينة الدولة City State) بأن سليمان طربوش حزام التحق بسلك التدريس في 23 سبتمبر 1957م.

بدأ سليمان طربوش حياته العملية مدرساً في المدرسة الأهلية الخالدة الذكر في التواهي التي كان يدرس فيها شخصيات وطنية معروفة أمثال: عبد الفتاح إسماعيل وعبد القادر سعيد وسعيد الجناحي والدكتور قاسم سلام ودرهم عبده نعمان وعثمان عبد الجبار راشد وهي فترة الزمن الجميل، زمن النظام والقانون زمن الرياضة والصحافة والثقافة وتوفير المأوى واللقمة وتسيدت عدن آنذاك كل مدن الجزيرة والخليج.

سليمان طربوش في مشوار ضم ظفار ومدرسة بازرعة:
عمل سليمان طربوش حزام مع أحد المقاولين في ظفار (سلطنة عمان)، ولم يطل بقاؤه هناك، وعاد إلى كريتر، والتحق بمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية مدرساً، التي درس فيها د. ياسين سعيد نعمان وعبد الغني عبد القادر وأبو بكر القربي.

سليمان طربوش تربوي حكومي:
يقول الأستاذ سليمان طربوش حزام إنه بعد أن آلت المدارس الخاصة إلى الحكومة، كان أول تعيين له في المدرسة الشرقية الابتدائية العطرة الذكر في الشيخ عثمان، وكانت أولى محطاته، وكان مديرها الأستاذ علي محمد العطر الذكر، الذي أصبح فيما بعد ملحقا ثقافيا في سفارة اليمن الديمقراطية بموسكو، وقد درس فيها مدرسون من العيار الثقيل أمثال حسن عز الدين ومحمد أحمد اليابلي والأستاذ قائد الحكيمي وحسن علي عوض وسيف الشيباني وجابر العقربي وعوض باجناح وعبدالله محمد حاتم.

أصبح سليمان طربوش مديرا للمدرسة الشرقية عام 1974م، وانتقل بعد ذلك إلى وزارة الإعلام، وعمل في مناصب مختلفة، منها نائب مدير التخطيط، مدير الرقابة والتفتيش، ومدير مشاريع في المدينة والريف. وبعد قيام دولة الوحدة، تم ضم وزارتي الإعلام والثقافة وعين طربوش مديرا للكادر والقوى العاملة، وعين مديرا للشؤون المالية والإدارية إضافة إلى عمله مديرا للكادر والقوى العاملة بقرار وزاري.

اختتم سليمان طربوش مشواره الوظيفي الطويل مديرا عاما للعلاقات العامة، وتقاعد بدرجة وكيل وزارة بحكم التدرج الوظيفي.

سليمان طربوش من فرسان "شباب التواهي":
استناداً للكتاب المرجعي "رحلة عطاء وذكريات كروية" للراحل الكبير معتوق الخوباني (217): تأسس عام 1933م بمدينة التواهي الذي اشتهر باسم "نادي الموالدة"، حتى عام 1948م عندما تغير اسمه ليصبح "نادي شباب التواهي". ومن أبرز نجوم نادي شباب التواهي في فترة الستينات من القرن الماضي:

1- كابتن طيار عبد الرب يافعي.

2- عباد أحمد إسماعيل.

3- حسن عيسى.

4- عبد القوي الطمبشي.

5- عبد الكريم الهتاري.

6- سليمان طربوش.

7- إسماعيل الكوكني.

8- عبدالله جامع

9- هاشم عبد العزيز.

10- فريد محمد سعد (حارس مرمى).

السلال يعتزل الرياضة
دخل الكابتن والتربوي الكبير سليمان طربوش دائرة الضوء لاعبا كرويا مرموقا، وكان لقبه في الميدان "السلال"، وهنا يفيد الأستاذ سليمان طربوش (السلال): اعتزلت الرياضة بعد الاستقلال مباشرة، وهو حاليا متقاعد بعد مشوار حافل بالعطاء منذ (63) عاما.
سليمان طربوش متزوج وله (5) أبناء باسم، بسام، ياسر، نائل، سامي، وبنت واحدة: نهى، و (13) حفيداً.

محمود عبده
محمود عبده
محمود عبده قاسم

مدينة الشيخ عثمان
قام الإنجليز بشراء بلدة الشيخ عثمان (وهي في الأصل الشيخ الدويل) في فبراير 1882م وخطط للشيخ عثمان الحالية إلى أربعة أقسام (Sections A . B . C و D) أما القسم الخامس E فهي الشيخ الدويل (الشيخ عثمان القديم)
ازدانت الشيخ عثمان بوفرة المساجد وأبرزها: مسجد الهاشمي ومسجد العيدروس ومسجد زكو ومسجد المعروف ومسجد الصباغني (كود بيحان).

وازدانت بعدد من المنتديات والنوادي منها: نادي الإصلاح العربي (1930م)، ونادي يعرب بن قحطان (1943)، ونادي الشباب الثقافي (1947)، وحلقة الملاح الثانية، ونادي الأدب والفن.
من نواديها الرياضية: نادي الشبيبة المتحدة (الواي) وتأسس عام 1939م، ونادي الهلال الرياضي وتأسس عام 1951م، ونادي الصبر الرياضي، ونادي الجمهور الرياضي، ونادي النصر الرياضي، ونادي الأهرام الرياضي (في الشيخ الدويل).

الميلاد والنشأة
محمود عبده قاسم من مواليد نهاية ثلاثينات القرن الماضي في قسم B في الشيخ عثمان، ومن محيطه في هذا القسم محمد عبدالله مخشف - عافاه الله وشفاه- وصالح هاشم فارع وعلوي ملهي وعبد الله شرف سعيد ومحمد علي إسماعيل وعلوي ملهي وبامحروس والعقربي وبيوت علي إسماعيل وعمر إسماعيل وعبده إسماعيل، والقائمة طويلة.

تلقى محمود عبده قاسم مراحل دراسته (العامة والثانوية) في عدن، والتحق بعد ذلك في مركز تدريب المعلمين TTC. وفي دراسة أعدها الأكاديمي والباحث الكبير أ.د. مسعود عمشوس ورد فيها:

"بدأ محمود عبده قاسم مشواره الوظيفي سنة 1958م حينما عين في مدرسة السيلة في عدن، التي أصبحت فيما بعد المتحف الحربي، وفي سنة 1962م التحق بمركز تدريب المعلمين لمدة عامين تحصل في نهايتها على شهادة الدبلوم، ويذكر أن عميد المعهد حينها كان بريطانيا يدعى كينيث جوردن ، أما المدرسون فجميعهم سودانيون.

وبعد تخرجه من هذا المركز عين محمود عبده قاسم مدرسا في المدرسة الإعدادية بالشيخ عثمان، ثم أصبح نائبا للمدير فيها سنة 1965 وفي سنة 1968م عين مديرا لمدرسة الثورة في الشيخ عثمان.

ويذكر محمود عبده قاسم أن وزارة التربية والتعليم، بقيادة الوزير عبدالله باذيب ومساعده محمد عبد القادر بافقيه والهندي جوش، هي التي سعت خلال العامين 1969 و 1970م إلى إنشاء التعليم العالي بنواته كلية التربية العليا وكلية الزراعة 1971م (بعد عام واحد من تأسيس كلية التربية العليا) ولتأطيره تم إنشاء إدارة التعليم العالي وفي سنة 1972م انتقل محمود عبده قاسم إلى هذه الإدارة التي كان يعمل فيها كذلك سليمان غانم وعثمان عبده محمد وجعفر الظفاري وعبدالله فاضل فارع الذي عين عميدا لكلية التربية العليا.

ويؤكد محمد عبده قاسم أن وزارة التربية ظلت هي المسؤولة عن إدارة كلية التربية العليا والزراعة والاقتصاد حتى مطلع عام 1976م، حينما عين الدكتور محمد جعفر زين السقاف رئيسا للجامعة، وأصدر سعيد عبد الخير النوبان وزير التربية قرار بنقل إدارة الكليات إلى ديوان الجامعة.

وفي أول هيكل إداري مستقل للجامعة، عين محمود عبده قاسم مديرا للخدمات، ويؤكد أن هذه الإدارة كانت تضطلع في الواقع بكثير من المهام المتنوعة لغياب كثير من الإدارات المتخصصة الأخرى، ففي تلك الفترة كان قسم التجهيزات جزءاً من إدارة الخدمات، وكما ذكر الزميل عبدالله محمد راشد، كانت مهام هذا القسم واسعة، إذ أنها تتحمل عبء تأثيث شقق المدرسين الأجانب والداخليات وتوفير الغذاء للداخليات والموظفين.

ويذكر أن عدد الموظفين حينذاك كان محدودا جدا، وكانوا جميعاً - فيهم رئيس الجامعة - يحضرون إلى مقر الجامعة الذي كان في السابق في مبنى وزارة التربية والتعليم بمدينة الشعب في أحد ملاحق مركز البحوث التربوية بخور مكسر - في سيارة لاند كروزر.

ويتذكر محمود عبده قاسم أن رئس الجامعة قرر في السنة الأولى من تعيينه التي بدأ التدريس فيها سنة 1974م القيام بزيارة تفقدية، واصطحب معه مدير النشاطات عزام خليفة ومدير الخدمات محمود عبده قاسم وسجل الجامعة عثمان عبده محمد، واستخدموا السيارة اللاند كروزر للسفر، وكانوا يتناوبون مهمة السواقة على الرغم من وجود السواق، وفي طريق العودة بين عزان والمحفد كان عثمان عبده السائق، ويبدو أنه نعس قليلا، وخرج من الخط، وانقلبت السيارة، وانتقل إلى رحمة الله مسجل الجامعة.

ويذكر محمود قاسم أن رئيس الجامعة سعيد النوبات رأى في سنة 1981م أنه ينبغي ألا تترك مهمة المراقبة في جامعة عدن حكرا للمنظمات القاعدية، وقام باستحداث إدارة الرقابة، وعينه مديرا لها، وظل فترة طويلة يعمل فيها برفقة الأخت السكرتيرة نجلاء، وكانت إدارة الرقابة حينها تمارس الرقابة المالية والإدارية بشكل صارم وترفع تقارير شفافة وأسبوعية لرئيس الجامعة ومثلما كانت الرسائل تنسخ للمنظمة القاعدية كانت تنسخ لإدارة الرقابة.

وظل محمود عبده قاسم يعمل في هذه الإدارة إلى أن تقاعد سنة 2008م، وعين مستشارا لرئيس الجامعة لشؤون المراجعة الداخلية، وبعد اثنين وستين سنة في الخدمة لا يزال محمود عبده قاسم بعكس بعض مستشاري رئيس الجامعة يحضر يوميا إلى مكتبه في ديوان الجامعة ليمارس مهامه، "امسكو خشب".
الأستاذ محمود عبده قاسم متزوج من التربوية الفاضلة ليلى السيد علي إسماعيل التي أنجبت منه ولدا وبنتاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى